موسكو: المنشآت النفطية السورية يجب أن تكون تحت سيطرة دمشق.. وطهران ترى خطوة «سوتشي» إيجابية وتهدئ المخاوف التركية
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن المنشآت النفطية في شمال شرق سورية يجب أن تكون تحت سيطرة دمشق.
وقال بوغدانوف في إجابة عن سؤال بهذا الصدد: «يجب أن يكون كل شيء تحت سيطرة الحكومة الشرعية».
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن: «هذا لا يلغي العملية السياسية، والإصلاح الدستوري، والاتفاقيات والقرار 2252. ولكن في جميع الأوراق وكل التصريحات يقال إنه يجب على كل الأطراف المعنية احترام وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
وتوصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق، وصف بأنه «تاريخي» بشأن العمل العسكري ضد الأكراد شمال شرق سورية بعد اجتماع دبلوماسي مطوّل، واستغرق الاجتماع الخاص الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيرة التركي رجب طيب أردوغان أكثر من ست ساعات.
وجاء الاتفاق قبل انتهاء مدة اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات التركية، والمقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم تركيا منظمة إرهابية.
وفي سياق متصل، رحبت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، بالاتفاق الروسي التركي حول شمال سورية.
وحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن إيران «ترحّب بأي خطوات لتحقيق الأمن والهدوء في سورية والحفاظ على وحدة أراضيها».
وأضاف: «الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا خطوة إيجابية ونأمل أن يهدئ المخاوف التركية ويحقق السلم والأمن لسورية»، معرباً عن أمله في أن يوفر التوصل إلى هذا التفاهم أسباب معالجة مخاوف تركيا الأمنية من جهة والحفاظ على وحدة الأراضي وتعزيز السيادة الوطنية السورية من جهة أخرى.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن طهران تؤيد دائماً الحوار والطرق السلمية لتسوية الخلافات، لذلك تشجع دائماً طرفي الخلافات على الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تفاهم، وفي هذا المجال، تعتبر اتفاق أضنة أساساً مناسباً لمعالجة مخاوف تركيا وسورية، وفي هذا المسار لا تتردد في تقديم أي مساعدة للحوار وإيجاد تفاهم بين أنقرة ودمشق».
وأشار موسوي إلى أن تمركز القوات الأجنبية شمالي سورية لن يوفر الأمن في المنطقة، قائلاً: إن «حل مشاكل المنطقة هو حل ينبثق من داخل المنطقة، وأن انسحاب القوات الأميركية من المنطقة سيؤدي إلى عودة الأمن والهدوء».
وفي السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن موسكو لا ترى جدوى من إقامة «منطقة آمنة» تحت إشراف دولي شمال شرقي سورية.
وفي مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية، علّق فيرشينين على مبادرة ألمانية، بشأن إقامة منطقة آمنة على الحدود بين سورية وتركيا تحت إشراف حلف الناتو، قائلاً: «من وجهة نظرنا، ما حدث في سوتشي يعتبر حلاً للمشكلة. ذلك أنه يضع حداً لنشاط تركيا العسكري في هذه الأراضي، ويمنع مواجهات عسكرية من هذا النوع أو من نوع آخر، ويضع أساساً لحل كل المشكلات عن طريق الحوار. لا أعتقد أن ثمة ضرورة في اتخاذ أي تدابير إضافية».
وتابع: «إن الأفكار التي طرحها أصدقاؤنا الألمان تم طرحها قبل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وتركيا في سوتشي، لذا طرحت بدون أخذ بعين الاعتبار الوضع الذي ظهر أول أمس».
وقال إن الفترة الزمنية للدوريات المشتركة الروسية التركية، شمال شرقي سورية، لا حدود زمنية لها، بموجب مذكرة التفاهم بين موسكو وأنقرة.
وأشار فيرشينين إلى أن الاتفاق بين موسكو وأنقرة أعاد انتشار حرس الحدود السوري إلى معظم أجزاء الحدود بين سورية وتركيا، وأن هذا الاتفاق لا يقتضي وجود القوات التركية في مدينتي منبح وعفرين.
كما لفت نائب وزير الخارجية إلى أن الاتفاق الروسي التركي، يستند إلى نتائج مشاورات بين موسكو ودمشق والجانب الكردي، قائلاً: «كانت هناك، ومنذ وقت طويل، اتصالات عمل مغلقة بين روسيا والأكراد، وبين دمشق والأكراد من أجل تحقيق نتيجة ملموسة. ويمكننا القول بكل تأكيد إن الاتفاقات التي تمّت بلورتها في سوتشي تستند إلى رؤية معينة في كيفية تصرف الأطراف».
وجدد فيرشينين موقف موسكو الداعي إلى وقف الوجود العسكري الأميركي في منطقة التنف على الحدود بين سورية والأردن. وأشار إلى أن هذه المنطقة التي يبلغ قطرها 55 كلم، تمثل جزءاً من الأراضي السورية، وتتمركز القوات الأميركية هناك بطريقة غير شرعية، كما أن انتشار العسكريين الأميركيين هناك يقطع الطريق الرابط بين العراق وسورية. وأضاف فيرشينين: «نعتبر وجودهم هناك غير شرعي ونطالب بوقف هذا الاحتلال».
أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن الاتفاق حول شمال سورية، والذي انتهت إليه المحادثات بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية، الثلاثاء، لا يقضي بوجود القوات التركية في مدينتي منبح وعفرين.
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، إن بلاده سترفع العقوبات عن تركيا «إلا إذا حدث شيء لا يسرّني».
وأكد ترامب في تصريحات للصحافيين من البيت الأبيض أن بلاده تحتفظ بحقها في فرض عقوبات على تركيا مستقبلاً «في حالة عدم وفائها بالتزاماتها».
وأفاد بأن واشنطن «ستعمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار شمال سورية»، مضيفاً أنه «على سورية وتركيا العمل لضمان عدم سيطرة تنظيم داعش على الأراضي مجدداً».
ولفت ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستبقي «عدداً قليلاً من الجنود الأميركيين بسورية في المنطقة التي يوجد فيها النفط»، كما أشاد بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي «يقوم بما هو صائب لبلده» حسب قوله.
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها رفعت العقوبات عن وزراء الدفاع والداخلية والطاقة الأتراك.
ميدانياً، دخلت أرتال جديدة للجيش السوري، تضمّ دبابات وآليات عسكرية، ريفي الرقة والحسكة، أمس، لتعزيز انتشار الجيش في منطقة الجزيرة السورية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية.
وكان رتل من الشرطة العسكرية الروسية دخل، إلى مدينة عين العرب كوباني شرق الفرات شمالي سورية.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن الجيش السوري يعتزم إنشاء 15 نقطة مراقبة على طول الحدود مع تركيا.
وبحسب الخريطة التي عرضتها وزارة الدفاع الروسية، فإن نقاط مراقبة الجيش السوري سيجري إنشاؤها خارج مناطق عمليات الجيش التركي.