موسكو: الأولوية لانسحاب القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ضرورة خروج القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي في سورية.

وقال بيسكوف للصحافيين: «بالنسبة لوجود عسكريين أميركيين في سورية فإن موقفنا معروف جيداً.. وجودهم غير شرعي»، مشدداً على أن «الهدف النهائي هو الانسحاب الكامل لأي قوات مسلحة أجنبية موجودة على الأراضي السورية بشكل غير شرعي أي بدون موافقة الحكومة السورية».

وأشار بيسكوف إلى أن «هذا الموقف تشترك فيه كل من موسكو ودمشق.. وهذا الهدف هو في النهاية أولوية».

وتتمركز قوات أميركية على الأراضي السورية في إطار التحالف غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي في حين تقوم من ضمن أعمالها بدعم التنظيمات الإرهابية الأمر الذي يؤكد أن هدفها هو تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وإطالة أمد الأزمة فيها.

إلى ذلك، دعا أعضاء البرلمان الأوروبي أمس، المجلس الأوروبي إلى فرض عقوبات ضد النظام التركي وذلك على خلفية عدوانه على الأراضي السورية.

وجاء في بيان صحافي على موقع البرلمان الأوروبي يوروبارل «إن البرلمان أصدر قراراً يدين بشدة التدخل العسكري التركي أحادي الجانب شمال شرق سورية ويحثّ تركيا على سحب جميع قواتها من الأراضي السورية».

وحذّر القرار من أن هذا العدوان يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ما يقوّض الاستقرار والأمن في المنطقة ككل، معتبراً «أنه من غير المقبول أن يقوم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان باستخدام اللاجئين لابتزاز الاتحاد الأوروبي».

وطالب البرلمانيون في قرارهم بتطبيق مجموعة من العقوبات المستهدفة وحظر منح التأشيرات للمسؤولين الأتراك عن انتهاكات حقوق الإنسان وكذلك النظر في اعتماد تدابير اقتصادية مستهدفة ضد تركيا، حيث اقترحوا أيضاً تعليق اتفاقيات التجارة مع تركيا كإجراء عقابي واستهداف المنتجات الزراعية وغيرها وأيضاً تعليق الاتحاد الجمركي التركي الأوروبي.

ويشنّ النظام التركي منذ التاسع من الشهر الجاري عدواناً على عدد من مدن وقرى وبلدات ريفي الحسكة والرقة ما أدّى إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء وعمال في القطاعات الخدمية ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرافق الخدمية والبنى التحتية المهمة كالسدود ومحطات الكهرباء والمياه.

ميدانياً، شنّ الجيش التركي والفصائل العميلة الموالية له هجوما عنيفاً على مواقع الجيش السوري في ريف تل تمر الغربي شمالي محافظة الحسكة ما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى بين صفوف الجيش السوري في الموجة الأولى للهجوم التركي.

وقال مصدر: «إن اشتباكات عنيفة تدور حالياً بين جنود الجيش السوري وبين قوات من الجيش التركي والفصائل التركمانية المسلحة الموالية له بمحيط الكوزلية وتل اللبن، بعد هجوم الأخيرة على نقاط الجيش السوري بريف تل تمر الغربي».

وأضاف المصدر أن نقاط الجيش السوري التي تعرضت للهجوم هي عبارة عن حواجز تمّ نشرها في المنطقة مؤخراً وإنه نتيجة الهجوم، سيطر الجيش التركي والفصائل الإرهابية الموالية له على قرى المناجير والأهراس والعامرية والأربعين وليلان والكوزلية بريف تل تمر الغربي.

وتابع المصدر بالقول: إن الجيش التركي يعمل على قطع الطريق الدولي الحسكة – حلب مقطع تل تمر -عالية ، حيث يعمل الجيش السوري على تأمينه منذ أيام عدة من خلال الانتشار على طول الطريق من الجهة الجنوبية، حيث تعد الكوزلية أول قرية جنوب الطريق الدولي.

وكان الجيش السوري أرسل تعزيزات وأرتالاً جديدة إلى مناطق شرق الفرات وتحديداً إلى محافظة الحسكة باتجاه الحدود الشمالية بين سورية وتركيا. فيما قالت الإخبارية السورية أن تعزيزات عسكرية جديدة لوحدات الجيش السوري إلى مدينة تل تمر بريف الحسكة لتعزيز النقاط التي انتشر فيها الجيش.

وتحرّكت وحدات الجيش السوري لمسافة 60 كم غرب تل تمر وستلتقي بالقوات المتقدّمة من الرقة. فيما عززت وحدات أخرى من الجيش السوري نقاطها على محور الطبقة.

من جهة أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الشرطة العسكرية الروسية قامت بتسيير دوريات بخط سير جديد على طول الحدود السورية التركية.

وجاء في بيان للوزارة «الخط الجديد للدوريات الروسية يبدأ من مدينة القامشلي في شمال سورية إلى بلدة عامودا، حيث وصول طول الطريق إلى أكثر من 60 كم».

ووقع رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، مذكرة تفاهم من 10 نقاط عقب ست ساعات من المفاوضات، حيث عبر بوتين عن رضاه واصفاً المفاوضات بأنها «مهمة جداً إن لم تكن بالغة الأهمية لإنهاء وضع متوتر جداً على الحدود السورية التركية».

وبموجب الاتفاق ستشرع الشرطة العسكرية الروسية مع قوات حرس الحدود السورية، بتسهيل إخراج وحدات حماية الشعب الكردية إلى عمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.

وستبدأ القوات الروسية والتركية بعد ذلك بتسيير دوريات مشتركة في نطاق عشرة كيلومترات في «المنطقة الآمنة» في شمال شرق سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى