أقصُّ رائحةَ الموتِ بمِقصِّ القلقِ
تتساقطُ الرّيحُ بصراخِ العابرينَ
بأصواتِ أقدامِ موتى الحربِ
بلُهاثِ موتى قادمينَ،
أفتِّقُ الرّيحَ وأرْتُقُها
بإبرةِ الصّمتِ ..
أقصُّ رائحةَ الموتِ بمِقصِّ القلقِ
يرتبكُ الهواءُ.. تنسكبُ الرّائحةُ في فمي
كم أحسُدُكَ أيّها الذّاهلُ، العابرُ على رصيفِ الوقتِ
يختلطُ الزّمنُ في جسدِكَ
يمكُثُ الحاضرُ في الماضي ويهرُبُ إلى المستقبلِ
تُكلّمُ الهواءَ
تضربُهُ بصوتِكَ ليحملَ خلجاتِ الزّمنِ
يهتزُّ المكانُ، يعبرُ إلى اللّامكانِ
أنا الموسومةُ بالصّمتِ
في كفِّ الصّراخِ أتورَّمُ من الذَّبذباتِ
أسقُطُ في بئرِ ذاتي
كرةً أرضيّةً سقطت في العمىِ
لم يكن لها جيوبٌ
هرَبتْ من ثقبِها خلاصةُ عطرِها
تلميذةً فاشلةً
لم تتعلّمْ أنّ ثقباً في كفِّ السّماءِ
علامةٌ حادّةٌ..
أيّها العابرُ على رصيفِ الوقتِ الذّاهلِ
في زمنٍ تأكلُهُ ديدانُ العدمِ
كم يتّسعُ هذا الرّصيفُ لك..
وكم يضيقُ بي..
سوسن الحجة
اللاّذقيّة سورية