تجمّع حاشد لمناصرة عون في عدليّة بعبدا وترحيب حكومي وسياسي وروحي بكلمته
تواكبت كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مع تجمّع حاشد لمناصري «التيّار الوطني الحرّ» في ساحة قصر العدل في بعبدا، تحت عنوان «كلن يعني كلن أمام القضاء» لمناصرة رئيس الجمهورية، بمشاركة حقوقيين وإعلاميين ورؤساء بلديات.
وأكدوا عبر مكبّرات الصوت أن ليس في نيتهم التوجه إلى القصر الجمهوري، «بحسب ما يُشاع، بل سيبقون أمام قصر العدل في بعبدا لسماع الكلمة التي سيلقيها الرئيس عون، لتحقيق العدل».
في غضون ذلك، لاقت كلمة عون ترحيباً حكومياً ونيابياً وسياسياً وروحياً. وفي هذا السياق، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري على حسابه على تويتر ، أنه اتصل برئيس الجمهورية مرحباً بدعوته إلى ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الآليات الدستورية المعمول بها.
بدوره، أصدر المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي – بكركي، بياناً أشار فيه إلى ترحيب البطريرك الكاردينال بشارة الراعي بكلمة عون التي خاطب فيها اللبنانيين بوضوح وصراحة، واضعاً إصبعه على جرح معاناتهم، وواصفاً الشعب اللبناني بالشعب الحي القادر على التغيير .
وإذ أثنى الراعي على دعوة عون لفتح حوار بنّاء مع المتظاهرين ، أبدى ارتياحه لوعد فخامته للشعب اللبناني بمحاربة الفساد، إنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي، استعادة الأموال المنهوبة والمحاسبة، رفع السريّة المصرفيّة والحصانة عمن يتعاطى الشأن العام واللامركزية الإدارية، آملاً بتعاون المعنيين مع فخامته لتحقيق ذلك .
وأيّد الراعي كلام عون على ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي من خلال الأصول الدستوريّة المعمول بها، الأمر الذي لاقاه فيه الرئيس الحريري .
وفي هذا السياق، شدّد الراعي على أن المطلوب اليوم هو حكومة مصغّرة حياديّة كفوءة تُنقذ لبنان وتولّد الثقة لدى المواطنين ، لافتاً إلى أن الحركة الشعبيّة ومطالبها المحقة بدأت تعطي ثمارها .
من جهته، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط على تويتر قائلاً بعد سماع كلمة الرئيس عون، وبما أننا في هذا المركب نفسه الذي يغرق، نشاطره الخوف من الانهيار الاقتصادي، نجد أن أفضل حلّ يكمن في الإسراع بالتعديل الحكومي والدعوة لاحقاً إلى انتخابات نيابيّة وفق قانون عصري لا طائفي .
كذلك، قال وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهوريّة سليم جريصاتي في تغريدة عبر تويتر نعم لدعم خطاب فخامة الرئيس بمحاوره الثلاثة: مكافحة الفساد قضيتنا مشاريع القوانين وعدم تورط أي منّا في فساد ورفع السريّة المصرفيّة جميعاً عن حساباتنا وعدم تطييف حماية الفاسدين من المساءلة ، مدّ اليد إلى المعتصمين والمتظاهرين لشرح مطالبهم وهواجسنا المالية والاقتصادية، انفتاح على معالجة الوضع الحكومي وفق الآليات الدستورية .
وغرّدت وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني عبر حسابها على تويتر متوجهةً إلى عون بالقول خطابك اليوم برهن أنك الحريص الأول على مصلحة الشعب وهدفنا بمكافحة الفساد مكمّل، من إقرار تشريعات استعادة الأموال المنهوبة، رفع السريّة المصرفيّة وصولاً إلى حق التعبير عن الرأي بشكل سلمي. كنت وبتضل مدرستي بالوطنية والأخلاق والشرف. إيماننا فيك كبير، وثقتنا فيك ما بتتقدّر .
واعتبر وزير المهجرين غسان عطالله عبر حسابه أن من الضروري البناء على كلمة الرئيس عون لأنها أسّست للحلول في المرحلة المقبلة، خصوصاً تلك المتعلقة بإعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي، من خلال الأصول الدستورية ودعوة اللبنانيين إلى أن يكونوا المراقبين لتنفيذ الإصلاحات، فصوت العقل ركن أساسي لتنفيذ الإصلاحات وأي مطلب محق .
ورأى النائب نقولا صحناوي أنّ الشعب والرئيس عون التقيا على موقف واحد، فالقناعة مشتركة بأن كسر القيود الطائفية أساس جدي لمحاسبة الفاسدين من دون تلطيهم وراء طوائفهم ومذاهبهم. عراقيل مكافحة الفساد انكسرت والرئيس شارك الشعب القرار، فالمرتكب سيُحاسَب لا محالة. هو رئيس من الشعب، وللشعب .
وغرّد النائب فريد البستاني عبر حسابه على تويتر قائلاً: عون لبنان. الرئيس عون رسم خريطة طريق للإصلاح. على أن يترافق ذلك مع التعديل الحكومي والعمل الآن في مجلس النوّاب لإقرار القوانين بأسرع وقت. الشعب مدعو لمواكبة ورشة الإصلاح ومراقبة التنفيذ .
من جهته، تمنّى رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب مصطفى حسين في تصريح، على الجميع، التجاوب مع الدعوة الحواريّة التي أطلقها الرئيس عون للوصول إلى الدولة النظيفة التي يطالب الجميع بها.
وثمّن رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح، كلمة عون، معتبراً أنها تنطلق من صميم قناعاته التي حملها منذ أن تولى مسؤوليات الحكم .
ورأى أنّ عون توجّه في كلمته اليوم إلى اللبنانيين بنبضٍ يماهي وجعهم ويماشي انتظاراتهم إلى حلول خَلاصيّة تُنقذ مصير الوطن من الأزمات المتراكمة. فلقد حدّد فخامة الرئيس الوجهة الصحيحة للوصول إلى شاطئ الأمان، بعيداً من الانفعال المعتمد في الساحات نتيجة مناخات وظروف لم يعهدها لبنان من قبل بهكذا شدّة وقسوة .
أضاف ولعلّ خير جواب على الانتفاضة الشعبية، المتمثلة بالحراك القائم، هو البيان الذي صدر عن مجلس البطاركة والمطارنة، والذي تلاه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مقدّراً صرخات المواطنين ووجعهم من الأوضاع التي آلت إليها البلاد من دون أن يغفل حرصه الضنين بمقام رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس بما يمثّل من رمزيّة وطنية، والذي جاهد كثيراً وما زال لتحقيق المطالب التي تلبي مقتضيات النهوض من حالة الركود، حيث واجه فيها صعوبات كثيرة من الآخرين حالت دون تحقيق تطلعاته .
وختم فلنساعده الآن على إخراج البلاد بإجراءات سريعة بعيداً من أيّ مكابرة لأنّ رئيس الجمهورية، في النهاية، هو نقطة الارتكاز المخوّل فيها إنقاذ الوطن والمواطنين من أيّ غرق في المجهول .
ورأى النائب السابق نوّار الساحلي، أنّ كلمة الرئيس عون هي باب للخروج من الأزمة الحاليّة وفق آلية الدولة والقانون والدستور، وليبدأ التنفيذ الفوري للورقة الإصلاحية ومحاسبة الفاسدين والسارقين، وليكن الحراك الشعبي الحضاري مظلّة حماية القضاء، تجنباً للحصانات الطائفيّة .
وأعلن تجمّع العلماء المسلمين في بيان تأييده لكلّ ما أورده الرئيس عون في خطابه الذي يعبّر عن مسؤوليته الوطنية الكبرى وحرصه على مصالح الناس . ودعا المتظاهرين إلى إعطاء فرصة للدولة اللبنانيّة لتنفيذ وعودها الإصلاحية التي أُعلن عنها في الورقة الإصلاحية وفي خطاب الرئيس عون، وإذا لم ينفذوا ما وعدوا به فإنّ الساحات مفتوحة أمامهم في أيّ وقت يريدونه .