… يا فخامة الرئيس
عمر عبد القادر غندور
بعد استماعنا إلى رسالة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ظهر أمس يمكن القول في ضوء ما قابلها من ردود وتعليقات سريعة في الساحات، لم يُحدث الصدمة الإيجابية المقبولة، رغم تعاطفه مع مطالب الحراك وتأييده لها، وهو على استعداد لاستقبال ممثلي الحراك الشعبي مختتماً بقوله «أنا ناطركم»…
نحن لا نشكّ بوطنية الرئيس وتاريخه الناصع، ولكن يا فخامة الرئيس لم يعد كافياً إعلان النوايا، وليس هيّناً أن يتواجد أكثر من مليون ونصف المليون لبناني يرفعون العلم اللبناني وحده ويضعون طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم وراء ظهورهم وينادون بنظام مدني غير طائفي، ويطالبون باستعادة المليارات المنهوبة المكدّسة في أرصدة زعماء الطوائف وأعوانهم وشركائهم من النواب والوزراء وجميع المسؤولين.
مثل هذا الواقع المأزوم يا فخامة الرئيس المستمرّ منذ ثمانية أيام لم يحرّر الحكومة مع الأسف من حالة الاسترخاء، وبالتالي فإنّ استئصال الفساد ومحاسبة الحرامية ومعالجة التدهور الاقتصادي الذي يطرق الأبواب بشدة، يحتاج الى سلطة تنفيذية من خارج السلطة القائمة التي فقدت شرعيتها وثقة الناس بأيّ واحد منها!
ساعتئذ من ينفذ الورقة الإصلاحية؟
نحن نصدّقك يا فخامة الرئيس، وكان الأجدر ان تدعو مجلس النواب الى الانعقاد فوراً والطلب إليه رفع الحصانة عن جميع النواب والوزراء، وإقرار المشروع الذي قدّمته بنفسك عام 2013، والذي جرى قبره في الأدراج كما الملفات الفاضحة في مجلس الخدمة المدنية وديوان المحاسبة والنيابات العامة!
ولو فعلت ذلك لكان ربما أقرب إلى أدنى ما ينتظرونه… .
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي