روسيا وأفريقيا وصفحة جديدة تبدأ باستضافة قاعدة عسكرية روسية

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس أفريقيا الوسطى فوستان أرشانج تواديرا قوله أمس، إن بلاده تفكر في «استضافة قاعدة عسكرية روسية وتود من موسكو أن تمدها بأسلحة جديدة».

جاءت تصريحات رئيس أفريقيا الوسطى خلال مقابلة مع وكالة الإعلام الروسية بعد يوم من قمة روسية أفريقية في جنوب روسيا تهدف إلى تعزيز نفوذ موسكو في القارة السمراء.

واستقبلت روسيا في هذا الأسبوع جمعاً غفيراً من رؤساء الدول الأفريقية.

ووصل رؤساء 43 دولة إلى روسيا للمشاركة في أعمال القمة الروسية ــ الأفريقية الأولى.

وأرسلت 11 دولة أفريقية أخرى وزراءها أو سفراءها إلى القمة الروسية الأفريقية التي احتضنتها مدينة سوتشي الروسية.

ولبّت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي الدعوة لحضور القمة الروسية الأفريقية الأولى، فعرى الصداقة التي نشأت في زمن الاتحاد السوفياتي لا تزال وستظل قائمة.

غير أن حجر الأساس للعلاقات الروسية الأفريقية لا بدّ من تعديله. ونوّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن «الاتحاد السوفياتي تصرّف أثناء التعامل مع البلدان الأفريقية من منطلق الأيديولوجيا والصراع الجيوسياسي في الغالب. أما الآن فإن التعاون بين روسيا وأفريقيا يستند إلى قيم مشتركة مثل العدالة والمساواة واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها».

وأكد الرئيس بوتين أن «روسيا تُدخل تطوير العلاقات مع البلدان الأفريقية في قائمة أولوياتها».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا في عام 2018 أكثر من 20 مليار دولار. ويرى الرئيس بوتين إمكانية مضاعفته ليصل في الأعوام القليلة المقبلة إلى 40 مليار دولار.

وفي مجال التعاون العسكري ترتبط روسيا بأكثر من 30 بلداً أفريقياً باتفاقيات التعاون العسكري التقني.

وشهدت القمة الروسية الأفريقية الأولى توقيع أكثر من 50 اتفاقية للتعاون التجاري والاقتصادي.

وتجمع بين روسيا وأفريقيا رغبة في تحقيق التنمية الاقتصادية. وتواجه العملية التنموية في أفريقيا عوائق أخطرها الإرهاب. فيما شدد الرئيس الروسي في كلمته أمام قادة أفريقيا على «أهمية مضاعفة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وزيادة التعاون المشترك في هذا المجال».

كما تساهم روسيا في جهود تخفيف عبء المديونية عن البلدان الأفريقية، وقد أعفت البلدان الأفريقية من ديون تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار.

ومهدت روسيا بذلك الطريق لزيادة التعاون الاقتصادي مع

أفريقيا، إذ كان عبء المديونية يعرقل تطور التعاون والتعامل بين الشركات الروسية والبلدان الأفريقية، كما أشار إلى ذلك الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف.

في حين تجد أوساط المراقبين، وفقاً لصحيفة «إزفستيا»، أن القمة الروسية الأفريقية الأولى شكلت محطة هامة على طريق «عودة روسيا إلى أفريقيا».

والمقصود بالعودة هو زيادة الاهتمام بإنماء التعاون الروسي الأفريقي. وأبلغ الرئيس بوتين الصحافيين عقب ختام القمة أن هذا الحدث فتح صفحة جديدة في العلاقات الروسية الأفريقية، مشيراً إلى أن القمة جرت في جو ودي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى