لبنان دخل مرحلة الاستهداف الإقليمي والدولي وهناك فئة ترتبط بمخابرات أجنبية تدير وتموّل الحراك
أكد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله أن الحراك حقق حتى الآن إيجابيات يجب المحافظة عليها، لكنه كشف عن «أن هناك فئة ترتبط بأجهزة مخابرات أجنبية وشخصيات تدير وتموّل الحراك، منبّهاً إلى أنّ لبنان دخل في دائرة الاستهداف السياسي الإقليمي والدولي. وطلب»نتيجة المخاوف والشكوك»، من جمهور المقاومة ترك الساحات. وقال «لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا انتخابات نيابية مبكرة في ظلّ الظروف الحالية».
إيجابيات الحراك
وأكد السيد نصرالله في كلمة متلفزة أمس، أنّ «كلّ شيء يجري في البلد يجب أن يُوظّف لمصلحة لبنان وما جرى قد حقق إيجابيات كبيرة وللأسف هذه الإيجابيات لم يتمّ إيضاحها للمتظاهرين ويجب أن يُبنى عليها وأن لا تضيع». ولفت إلى أنّ «الحراك حقّق حتى الآن إيجابيات يجب المحافظة عليها إذ فرض على الحكومة أن تقرّ موازنة من دون ضرائب ولا رسوم، كما أصدرت ورقة الإصلاحات المهمّة جداً وغير المسبوقة».
واعتبر أنّ «ورقة الإصلاحات التي تحدث عنها رئيس الحكومة تمّت تحت ضغط الحراك»، وقال «هي دون الآمال ولكن هي خطوة أولى متقدّمة جداً»، لافتاً إلى أنّ «البعض سخّف هذه الورقة بشكل غريب مع أنه لا توجد سابقة أنه بجلسة حكومية واحدة يصدر مثل هذه الورقة مع تحديد مهل زمنية»، وأسف أن «بعض الحراك يسخّف إنجازات الحراك نفسه، بل يعتبر أنه يجب أن يصوب على الإنجازات كي يكمل الطريق»، مؤكداً «أن «هذه الورقة ليست وعوداً بل هي للتنفيذ ولن تكون حبراً على ورق، والحكومة مصمّمة بكل أطرافها، على تنفيذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحددة». كما رأى أن من أهم القوانين التي طرحت هي استعادة الأموال المنهوبة ومشروع قانون عدم التهرب الضريبي ومكافحة الفساد.
و أشار إلى أنّ «مشاركة حزب الله في الحراك تأخذه إلى مسار آخر ومن مصلحة الحراك أن يبقى بعيداً من الأحزاب، إلاّ أن بعض الأبواق والإعلام الخليجي حاولوا القول من اليوم الأول أنه تمّ تهديد المتظاهرين».
ولفت إلى أنّ من أهمّ إيجابيات الحراك هو «كيّ الوعي» لدى المسؤولين، وقال «كان له تأثير كبير على عدد منهم، كما أعادت هذه التجرية الثقة والأمل للناس بأنفسهم، وأوجد مناخاً ممتازاً في البلد يفتح الباب أمام القوى السياسية في مواجهة الفساد وبجرأة ومن جملة هؤلاء الجادّين حزب الله».
وشدّد على أنّ «حزب الله سيدفع مع القوى الأخرى في الإسراع بإقرار قانون مكافحة الفساد ورفع السرية المصرفيّة ورفع الحصانة واستعادة الأموال المنهوبة».
الفراغ يؤدّي إلى الفلتان
ونبّه السيد نصر الله من أن «الفراغ سيؤدي إلى الفوضى وعدم القدرة على دفع المعاشات»، كما حذّر من أن «الفراغ والفوضى والتوتر قد يؤدون إلى بداية فلتان أو خلل أمني»، مؤكداً «أننا منفتحون مع رئيس الجمهورية على أي نقاش من دون الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ»، وقال «لا نقبل بإسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة في ظل الظروف الحالية».
وقال السيّد نصر الله «نحن نحمي البلد من الفوضى والانهيار وننظر إلى البعيد وديننا وأخلاقنا أن نحمي أهلنا في مختلف الظروف، في الحرب نقدّم الدم والبيوت وأيضا بالسياسة وفي الموضوع الداخلي نحن معنيون بحماية البلد ونحمل ضريبة السباب والاتهامات بحماية الفاسدين، نحن جاهزون لتقديم الدم وماء الوجه لحماية البلد وأهلنا مما يراه البعض والبعض لا يراه».
وأضاف «البعض يتحدث عن فراغ حصل قبل انتخاب الرئيس ميشال عون وأننا فرضنا فراغاً على البلد مدة سنتين ونصف السنة ولكن اليوم الظروف الحالية تختلف والقياس هنا مع الفارق لأن البلد وقتها كان يعمل وفقط لم يكن هناك رئيس في قصر بعبدا بينما كل المؤسسات والبلد يعملون بشكل طبيعي».
ودعا المتظاهرين لتشكيل قيادة أو وفد للتحاور مع رئيس الجمهورية مشيراً إلى أنه «يمكن أن يتم التفاوض تحت الضغط عبر الاستمرار في التظاهر في الساحات»، موضحاً أن «فخامة الرئيس فتح الباب للحوار والتفاوض على عناوين عديدة ولم يحدّد نقاطاً دون أخرى».
ولفت إلى أن «رفض الحوار مع رئيس الجمهورية يعني وجود استهداف سياسي للبلد وعناصر قوته».
وفي موضوع قطع الطرقات، قال «صحيح أنه من وسائل الاحتجاج المدني وفي السابق قطعنا طرقات لتحقيق مطالب محقة. أنا لا أناقش في المبدأ إنما في الظروف القائمة في البلد حيث الوضع المعيشي الصعب، هناك من يقول أنه إذا لم أعمل لا يمكنني أن أطعم عائلتي بينما البعض يستمر بقطع الطرق، بالإضافة إلى بعض التجاوزات التي تحصل في بعض المناطق او الطرقات»، مندداً بما يحدث على بعضها من حواجز وإذلال وطلب الهوية والخوّات». وأكد أن «الناس تريد فتح الطرقات وعلى المتظاهرين»، داعياً المحتجين «إلى المبادرة لفتح الطرقات ونقل الاحتجاجات إلى الساحات والميادين».
وأشار إلى «أن البعض يثير مناخات في البلد أن بعض القوى السياسية تدفع الجيش لاطلاق النار على المتظاهرين وهذا كذب وتضليل، مؤكداً «أن حزب الله يرفض أن يطلق الجيش والقوى الأمنية النار على المتظاهرين، بل المطلوب حمايتهم لأننا عانينا من ذلك في أيلول وحي السلّم والمشرفية، وأن الدولة تتحمل مسؤوليتها إذا حصل أي اعتداء على الأملاك والناس».
وأضاف «في وضعية الحراك الحالية، ما بدأ شعبياً وعفوياً ومن دون استغلال أو تدخّل سفارات الآن بنسبة كبيرة لم يعد كذلك، وما يصدر من الحراك لم يعد عفوياً، وهناك تجمعات ومؤسّسات باتت معروفة وهناك تمويل، وسأل «من هي الجهات التي تموّل هذا الحراك لأن هناك مبالغ طائلة تنفق في بعض الساحات؟ لتقل لنا الجهات القيّمة على الحراك هل من يموّل يريد مصلحة الشعب اللبناني أم لا؟ هل هي من أموال فساد وثراء غير مشروع أو أنها أموال مشبوهة؟».
وقال «المطالب التي تطرح اليوم لم تعد هي نفسها التي طرحت في اليوم الأول»، وسأل المحتجّين «هل البقاء في الشارع من دون أيّ إضافات هل يحقّق الأهداف؟ قد يحقق بعض الأهداف ونحن سبق أن تظاهرنا من دون أن نتفاوض والآخرون صمّوا الآذان»، وتابع «أما آن الأوان لقيادة الحراك، والسلطة قابلة للتفاوض، لتشكّل وتحدّد من يمثل الحراك للتفاوض مع هذه السلطة؟». وأكد وجود قيادة حقيقية للحراك سائلاً «لماذا لا يعلنون عن أنفسهم بشكل مباشر؟»، وقال «أنا أعرف من هي القيادة الحقيقية، هناك أحزاب وجهات، ومن واجب المحتجين أن يعرفوا خلف من يسيرون ومن الذي يوجههم من موقع إداري»، مشيراً إلى أن «هناك فئة ممن تقود الحراك صادقة ووطنية ولكن ما نسبتها المئوية وتأثيرها بالحراك، هذا يحتاج إلى نقاش».
ولفت إلى أنّ «هناك أحزاباً سياسية معروفة وكانت في السلطة ولها ارتباطاتها الخارجية وهناك فئة عبارة عن تكتلات سياسية جديدة وشاركت في الانتخابات النيابية وعجزت عن الوصول إلى المجلس النيابي وهناك شخصيات وجهات ترتبط بشكل قطعي بسفارات أجنبية وهم من أفسد الفاسدين، هناك من يبحث عن ثأر سياسي أو تحقيق نصر شعبي تمهيداً للانتخابات».
وتابع «أردت أن أثير تساؤلات كي يعرف الناس من يأتمنون على صرخاتهم وآمالهم وآلامهم وما هي الضمانات ألاّ يُستغلّ الحراك لمشاريع سياسية معينة»، وسأل وتوجّه إلى المتظاهرين «عندما تخرجون لمواجهة الفساد والفشل هل تقبلون باستبدال الفاسد بفاسد أو فاشل بفاشل؟»، ودعا «من تعتبر نفسها قيادات الحراك إلى الإعلان عن نفسها والكشف عن السريّة المصرفيّة وعن مصدر أموالها وعندها نقول إن البديل نزيه وليس طائفياً أو مذهبياً».
لا نخاف على المقاومة بل على البلد
ونبّه السيد نصر الله من أنّ «الوضع في لبنان دخل في مرحلة الاستهداف السياسي وهذه معلوماتنا ولنفرض جدلاً أنه غير صحيح تابعوا بعض الفضائيات الخليجية والجيوش الالكترونية لنضعه كأحد الفرضيات، وهذا سبق أن تم العمل عليه في البلدان الأخرى ومن واجبنا أن نضعه كاحتمال مع أنني اعتبر أنه اكثر من احتمال»، وأضاف «ليس المهم لبعض الدول والسفارات ماذا تقول وإنما المهم ماذا تفعل. بالحد الأدنى أقول ذلك عن خشية ونحن أهل المقاومة من حقنا أن نخشى»، وسأل «كم بلد في المنطقة فيه حروب واضطرابات؟»، مؤكداً أنه «في المعادلة الداخلية أقوى طرف في البلد هو المقاومة ونحن لن نخاف على المقاومة بل على البلد الذي تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً».
وأوضح أنّ «هناك معلومات وشكوكاً حول هذا الموضوع والبعض في الداخل كان يراهن على إسقاط محور المقاومة عبر الحرب الأميركية على إيران وحرب بين أميركا والمحور، لذلك أرادوا الذهاب إلى خيار آخر»، ورأى أنه «بالحد الأدنى على قيادات الحراك تطمين المقاومة أن البلد ليس بخطر».
و»نتيجة المخاوف والشكوك»، طلب السيّد نصرالله «من جمهور المقاومة ومن الشباب الذين ينزلون للدفاع عن المقاومة أن يتركوا هذه الساحات وتجنبها، وإذا وجدت إيجابيات نبني عليها للبلد كله وإذا وُجدت سلبيات نحاول التجنّب».
وقال «إذا احتجنا الدفاع عن المقاومة في الساحات والإعلام والميادين فنحن أهل لذلك».
وأكد أن الحلفاء والأصدقاء خارج الشبهة وكل منهم لديه حسابات معينة «ولكن الاداء الذين نراه يعني أن هناك استهدافاً سياسياً كبيراً في البلد وعناصر القوة فيه»، داعياً إياهم إلى «دراسة المسألة بشكل جيد واتخاذ القرار المناسب».