أين حرفيتكم أيها المندوبون؟

يكتبها الياس عشي

بعض المقابلات التي رأيناها في ساحات التظاهر وعلى الهواء مباشرة، كشفت هشاشة بعض المندوبين وسطحيتهم وكيديتهم أفهم تماماً أن تسلَّط الكاميرا على طفل في الخامسة من عمره يرتدي زِيّاً عسكرياً، ويحمل علماً لبنانياً، ولكن ما لم أفهمه أن تسأله تلك المندوبة عن «رأيه في ما يجري في ساحة الاعتصام»!

وفي أثناء تغطية أحداث البداوي، كان التحريض سيّد الموقف. لم يلمّح مندوب واحد إلى أنّ الرصاص الذي استخدمه الجيش في صدامه مع المعتصمين كان رصاصاً مطّاطياً. كلّ ما فعله المراسلون: تكرار مشهد المصابين، وزيادة عدد الجرحى، وحديث عن شهداء سقطوا في المواجهة. وكان على اللبنانيين أن ينتظروا بياناً من الجيش لمعرفة الحقيقة، فأين حرفيتكم، أيتها المندوبات وأيها المندوبون، في السبق الصحافي الذي هو العلامة الفارقة الوحيدة في أهمية المراسلين؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى