مصادر «البناء»: المشاورات الرئاسية مستمرّة وبحث جدي بتعديل حكومي يطال وزراء وأوساط السرايا: الحريري مستمرّ بمسؤولياته ولن يقدم على قفزة في المجهول وحريص على منع الفراغ

محمد حمية

لليوم العاشر على التوالي واصل الحراك الشعبي نشاطه في الساحات والطرقات في مختلف المناطق اللبنانية إلا أنّه سجل تراجعاً عن تظاهرات الأسبوع الماضي لجهة الحشود الشعبية وإن لجهة تغير نبض الشارع والشعارات التي انتقلت من مطلبية الى شعارات سياسية كاستقالة النظام والعهد والحكومة والمجلس النيابي ما يُخفي أهدافاً سياسية مخفية تريد بعض الجهات تحقيقها. فيما لم تخرج المعالجات السياسية والحكومية والأمنية من دائرة الغموض مع استمرار الانقسام السياسي بين القوى على كيفية الخروج من الأزمة. إلا أن المخاوف تكمن بحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» في استمرار قطع الطرقات محذرة من أنه إذا لم تعالج هذه النقطة ستفتح الباب أمام التخريب وتقسيم المناطق من جديد،

وعلمت «البناء» أنّ رئيس وحدة التنسيق والإرتباط في حزب الله وفيق صفا قد التقى قائد الجيش العماد جوزف عون وبحث معه حال الطرق وخصوصاً طرقات الجنوب والعاصمة والبقاع ومخاطر الإستغلال الأمني للحراك وفقاً للمعلومات المتوافرة لدى الحزب والأجهزة الأمنية، ومن جهة مقابلة كانت بعض المصادر قد تحدثت عن رفض قائد الجيش تكليف الجيش فتح الطرقات بالقوة…

وتوضح المصادر أنّ «دعوة البعض لاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط فيها مغالطة كبيرة إذ لا يوجد حكومة تكنوقراط وخاصة في لبنان، فكل حكومة هي سياسية وإن كانت تتضمن وزراء اختصاص، فالحكومة منبثقة من المجلس النيابي الذي تكون من الشعب، وبالتالي الحكومة معنية بالتعاطي بالشؤون الاقتصادية والمالية والسياسية ورسم السياسة الخارجية بموجب الدستور».

وعلمت «البناء» أن «التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية يرفضان استقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط خوفاً من عدم القدرة من تأليف حكومة جديدة، فيما لا يحبذ حزب الله وحركة امل هذا الخيار». ومن الخيارات التي تبحث بجدية هي تعديل حكومي اي تعيين مكان وزراء القوات المستقيلين 4 وزراء آخرين مقبولين لدى الشعب، واقالة عدد من الوزراء من ضمنهم وزراء حزب الله ولم يبدِ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممانعة بتغيير وزير المال إذا اتفق على مبدأ التغيير يطال وزير الخارجية جبران باسيل، لكن هنا العقدة بحسب المصادر في حين ان مصادر التيار الوطني الحر تتخوف من ان يكون استبعاد باسيل ضربة للعهد ولرئيس الجمهورية ولباسيل نفسه وتساءلت ما علاقة استهداف عون وباسيل تحديداً بالقرار الذي اتخذه الرجلان مع تغطية حريرية بالذهاب الى سورية لإعادة النازحين والانفتاح الاقتصادي؟

وقالت أوساط السرايا الحكومية لـ»البناء» إن مشاورات بعيدة عن الاعلام تجري على الخطوط الرئاسية لإيجاد حل للازمة. ونفت الاوساط ما أشيع عن استقالة الرئيس الحريري اذا ما أريقت دماء في الشارع، مؤكدة أن «ما يقوله الحريري يصدر رسمياً عنه وغير ذلك مجرد اشاعات. وشددت الاوساط على أن الحريري مستمر بالقيام بمسؤولياته الدستورية ولن يستقيل إلا اذا تم الاتفاق على حكومة بديلة لانه حريص على المصلحة الوطنية والاستقرار وعدم الوقوع في الفراغ ولن يقدم على قفزة في المجهول». مشيرة الى أنه حتى الآن لم يتم التوصل الى صيغة حل محددة والمشاورات مستمرة.

وفيما يرفض الحراك التفاوض مع الحكومة ويكرر مطالبته بإسقاط الحكومة والنظام، بدا أن رئيس القوات سمير جعجع ووليد جنبلاط هما الناطقان الرسميان باسم الحراك ويسوقان لاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط. وقال جنبلاط على تويتر قائلاً: «بعيدا عن التخوين والتشكيك وربط الامور بنظريات المؤامرة ومنعاً من الوصول الى الفوضى او الانهيار يجب تشكيل حكومة جديدة بعيداً عن التيارات السياسية والاحزاب تعطي صدمة ثقة للداخل والخارج تكون اولوية العمل الوضع المالي وكيفية معالجة الدين لانه في كل لحظة تأخير الخسارة اكبر».

لكن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب رد على هذا الطرح عبر تويتر معتبراً بأن «حكومة التكنوقراط هدفها إخراج حزب الله من الحكومة. أعتقد أن البعض بدأ اللعب في المنطقة الخطرة».

وعلقت أوساط في 8 آذار لـ»البناء» على هذا الطرح بأن «جنبلاط يريد من خلال رفع شعار حكومة التكنوقراط ضرب 3 عصافير بحجر واحد الاول اسقاط العهد عبر اطالة أمد تأليف حكومة جديدة، وثانياً اعتباره بأن اي تعديل حكومي – حكومة مصغرة مثلاً سيكون رابحاً باستبعاد النائب طلال أرسلان وثالثاً حشر حزب الله، وتؤكد المصادر بأن لا استقالة للحكومة قبل الاتفاق على بديل وضمانات بأن تسير القوى السياسية كافة بالحل المتفق عليه، وترى المصادر بأن احد اهداف تفجير الشارع تجميد اندفاعة عون وباسيل وحزب الله و8 آذار الى سورية وإحراج الرئيس سعد الحريري، مستبعدة تحقيق اي اصلاحات في ظل هذا التجاذب السياسي وشل الدولة والمؤسسات والشركات، وحذرت المصادر من استمرار استخدام مطالب الناس لتحقيق أهداف سياسية، فالمطلوب ارهاق المقاومة بالمطالب الشعبية محذرة من مخطط لإشعال الحرب الاهلية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى