الراعي للمتظاهرين: للتجاوب مع الجيش والقوى الأمنيّة

أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن السلطة السياسية لا تستطيع تجاهل الشعب «بل عليها أن تصغي إلى مطالبه وتتفاعل معه قبل فوات الأوان»، كما حثّ المتظاهرين على التجاوب مع الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة.

ودعا الراعي خلال قداس الأحد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، بحضور وفد من «التيّار الوطني الحرّ» في كسروان – جبيل يتقدمه النائبان روجيه عازار وأسعد ضرغام وكوادر «التيّار»، إلى «عدم النظر إلى المتظاهرين السلميين الحضاريين بنظرة فوقية أو استهتارية أو تسييسية. ولا يحق الانحراف بانتفاضتهم إلى نزاع حزبي أو إلى أهداف إيديولوجية هدّامة. إنها في الحقيقة ظاهرة التحام الشعب اللبناني على اختلاف أطيافه، تحت راية لبنان، في مدنه وبلداته المختلفة، حول مطالبه الوطنية المحقة بالكرامة والعدالة الاجتماعية، الرافضة للواقع المالي والاقتصادي المتعثّر والمطالبة بحكومة توحي الثقة».

وقال «إن الشعب، في دستورنا اللبناني، هو مصدر السلطات وأساس شرعيتها. لذلك لا تستطيع السلطة السياسية تجاهله، بل عليها أن تصغي إلى مطالبه، وتتفاعل معه قبل فوات الأوان. صرخة المتظاهرين هي هي، منذ أحد عشر يوماً: تأليف حكومة جديدة بكل وجوهها، مصغّرة وحياديّة، ومؤلّفة من شخصيات مشهود لها بكفاءاتها، وتكون محط ثقة الشعب، ومتفق عليها مسبقاً منعاً للفراغ، لتعمل على تطبيق الورقة الإصلاحية التي أعلنها دولة رئيس الحكومة في 21 تشرين الأول الحالي، والتي يقبلها المتظاهرون ولكنهم لا يثقون بأن الحكومة الحالية قادرة على تنفيذها، وقد أمضت سنتين بعد مؤتمر «سيدر» لكتابتها، ولم تقم إلى الآن بأي إصلاح مطلوب من هذا المؤتمر للاستفادة من المال المرصود لمساعدة النهضة الاقتصادية في لبنان».

وإذ أشار إلى أن رئيس الجمهورية اعتبر «هذه الورقة الإصلاحية في كلمته بتاريخ 24 تشرين الأول الحالي، الخطوة الأولى لإنقاذ لبنان وإبعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه وأكد ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي لهذه الغاية»، طالب الراعي جميع القوى السياسيّة المعنيّة بـ»التجاوب مع دعوة فخامة الرئيس وصرخة الشعب المتكررة».

وتوجّه إلى المتظاهرين، بالقول «حافظوا على خلقية انتفاضتكم، ولا تسقطوا في تجربة النزاعات الحزبية والمذهبية. سهّلوا للمواطنين حقهم في التنقل والمرور من أجل تلبية حاجاتهم، ولا تظهروا كأنكم أسياد الطرق العامة التي هي ملك للجميع. فتجاوبوا مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي نحيي جهودها ونثمّن حكمتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى