بغداد: الاحتجاجات تهز البرلمان باستقالات جماعية
تستمر الاحتجاجات والمظاهرات في مختلف المحافظات العراقية المطالبة بالقضاء على الفساد والفاسدين وإجراء إصلاحات جذرية في إدارات الدولة.
ولهذا السبب عقدت السلطات الأمنية وتحالف القوى العراقية اجتماعاً أمنياً من أجل اتخاذ خطوات جذرية بشأن ضبط الوضع وحصر التظاهرات والاحتجاجات التي بدأت تتوسّع في مختلف المدن العراقية.
كما كان الاجتماع مناسبة للتباحث بمطالب الناس ومعالجة الأخطاء الكامنة في السلطة.
ومن جهة أخرى، يستمر العراقيون بمظاهراتهم في العاصمة العراقية بغداد وفي المحافظات الأخرى بالرغم من عمليات الفض التي يمارسها رجال الأمن والتي أسفرت عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، حيث أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية عن استشهاد 74 متظاهراً منذ الجمعة الفائت جراء الاحتجاجات الدائرة منذ مطلع الشهر ضد الحكومة العراقية للمطالبة بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد.
أما على مستوى الدولة، فقد استطاعت التظاهرات في العراق من الضغط على بعض نواب الأمة الذين أعلنوا استقالتهم وهم خمسة نواب حتى الآن بدءاً باستقالة النائب مزاحم الحويت.
وانضم إليه كل من نواب الحزب الشيوعي العراقي ضمن تحالف سائرون وهم النائبة هيفاء الأمين والنائب رائد فهمي، بالإضافة إلى النائب طه الدفاعي ومن ثم حسن العاقولي من قائمة «النصر» التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
واعتبر النواب المستقيلون أن الاستقالة تأتي بعد عجز الحكومة ومجلس النواب عن تلبية مطالب المتظاهرين والاستجابة لإرادة الشعب وبدء عملية التغيير.
وجاءت خطوة إغلاق المدارس وتنظيم الاحتجاجات من قبل طلبة جامعات ومدارس في بغداد وعدد من المحافظات العراقية، هذا الأمر جعل رئيس الحكومة العراقية يحذر من استغلال المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
ومن جانبه قال اللواء الركن عبد الكريم خلف: «إن رئيس الحكومة أمر بأن يكون الدوام كاملاً في وزارات الدولة ومؤسساتها والدوائر التابعة لها والمدارس والجامعات». وأضاف فائلا: «أنه إذا تم رصد أي حالة تعطيل متعمّد سيحال المتسببون في تعطيل الدوام إلى إجراءات عقابية شديدة».
إلى ذلك، أعلنت عمليات بغداد، أمس، حظراً للتجوال في العاصمة العراقية، للأشخاص وسير المركبات بمختلف أنواعها، والدرجات، اعتباراً من منتصف الليل وحتى إشعار آخر، لحماية المتظاهرين من «المندسين».
وقالت قيادة عمليات بغداد، في بيان، أنه تقرّر فرض حظر التجوال للأشخاص، وسير المركبات، والدراجات النارية، والهوائية، والعربات بمختلف أنواعها اعتباراً من الساعة الثانية عشرة مساء أمس، ولغاية الساعة السادسة صباحاً وحتى إشعار آخر.
وتزايدت أعداد المتظاهرين في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، من عشرات الآلاف إلى المليونية، منظمين اعتصامات مفتوحة حتى اللحظة منذ مساء الخميس الماضي، رغم قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي الذي يطلق تجاههم من قبل ملثمين من خلف بوابة المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة العراقية، مقراً لها.
وأفادت القيادة، أن قرار الحظر يأتي لأجل حماية المتظاهرين، ومنع المندسين من استهدافهم، داعية تعاون المواطنين خدمة للصالح العام.
المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، قالت أمس، إن بلادها تتابع الوضع في العراق عن كثب، وتدعو إلى التخلي عن العنف خلال الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد.
وقالت أورتاغوس في بيان لها: «الولايات المتحدة تتابع الموقف في العراق عن كثب وتدعو جميع الأطراف إلى نبذ العنف ونعرب عن تعازينا لأسر قتلى التظاهرات في عطلة نهاية الأسبوع».
وأضافت أورتاغوس: «الولايات المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء إغلاق وسائل الإعلام والضغط بهدف الرقابة على تغطية الاحتجاجات».
وأشارت أورتاغوس إلى أن: «الولايات المتحدة تواصل دعمها للحكومة العراقية والشعب العراقي».