بتنا نخشى فعلاً على الحراك المطلبي المحق
عمر عبد القادر غندور
حقا بتنا نخشى على الحراك المطلبي الذي عمّ لبنان والثائر على الفساد واللصوص والاقتصاد المصادَر وغير ذلك من عناوين كثيرة أفقرت اللبنانيين وما زالت منذ عقود «بفضل» زعماء الطوائف المتاجرين بالطائفية والمذاهب يختبئون وراء حرمتها!
فعلاً بتنا نخشى على هذا الحراك واستغلاله وربطه بما يجري في العراق، وبما يتوفر له من إمكانيات ضخمة نرى مفاعيلها في الإعلام الذي لا يتوقف عن البث 24 على 24 لقاء قروض بالملايين وبحبوحة توفر المأكل والمشرب وحتى المخدّرات، وقد أوقفت القوى الأمنية مجموعة من الشبان كانوا يحششون في إحدى خيم ساحة الشهداء.
هذه الأنشطة المشبوهة بذريعة الحراك بدات متلازمة مع تحرك «إسرائيلي» تجلى بوصول مجموعة من الصهاينة الى الشريط الحدودي رافعة يافطات تؤيد الحراك المطلبي في لبنان، بالإضافة الى تخصيص مساحات على الشاشات الصهيونية تمجيداً لهذا الحراك الذي من شأنه إضعاف حزب الله وتحميله مسؤولية تعطيل البلد! والأكثر وضوحاً الحملات الإعلامية التي تديرها الشاشات الخليجية متحدّثة عن ترابط الجهود لضرب نفوذ إيران في العراق ولبنان!
وفي سياق متدحرج تقوم غرفة عمليات مشبوهة لا تخفى على الأجهزة المخابراتية بإدارة التحركات، وبلغ بها التوهّم غرفة العمليات حدّ الاعتقاد بقدرتها على تغيير قناعات الناس وسوقهم خارج المطالب المحقة للحراك الشعبي، وأوصت بالتشدّد في إقفال الطرقات والإفادة من تريّث القوى الأمنية ورغبتها في عدم الاشتباك مع قطاع الطرق، لعلمها انّ تقييد حرية الناس وحبسهم في ساحات الاعتصام لا يمكن ان يستمرّ، وأكثرية الناس يعانون الفقر والحاجة الى المال والدواء ومنهم من يعيش اليوم بيومه ويتطلعون الى العودة الى أعمالهم وهو الملاذ المتوفر على الأقلّ، ولذلك ايّ الجهات المشبوهة والمعروفة تسعى الى التشدّد في قطع الطرقات وعزل المدن عن بعضها البعض للضغط على الحكومة او لاستدراجها الى اشتباكات دامية يصعب تداركها وربما هذا هو المطلوب…
وفي مثل هذه الحالة أين تصبح الأهداف التي خرج من أجلها الشعب اللبناني لإسقاط الطغمة الحاكمة الفاسدة واستعادة الأموال المنهوبة وتدمير المتاريس الطائفية والحزبية، وما العلاقة المعيشية وضروراتها بين اللبنانيين وبين رغبة أميركا وأدواتها في محاربة إيران وتقليص نفوذها في لبنان والعراق وسورية واليمن؟
وما هذه الغيرة على الشعب اللبناني التي تبديها «إسرائيل»!
الأزمة اللبنانية الحالية ليست بين الشعب والسلطة الحاكمة بل بين المطالب المحقة التي وحدت اللبنانيين وبين الذين يريدون استغلال هذا الحراك في خدمة أهداف محلية واقليمية موحى بها…
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي