كـم ذا أحُّبـكَ يـا شـتاء

جهاد الحنفي

نثرتْ على وجهي

مدامعَها

فأشرقَ من رمادِ غيابِه

لو كنتُ أعلُمُ

أن دمعتَها ستُحييني

لقدّستُ البكاءْ

عصَرتْ على شفتيَّ

قُبلتُها

فأوْرَقَتَا غناءً في الحُطامِ

أنا الترابُ

هي السماءْ

كم ذا أحبّكَ يا شتاءْ

الأرضُ أنثى

والشتاءُ أميرُها الفضِّيُ

حين يطلُ من كلِّ الجهاتِ

تضمُّه بالصّمتِ حبّاً

لا تعاتِبُه لطولِ غيابِه

وتفوحُ بين يديه

عطرَ أنوثةٍ

فرحاً… جنوناً

إنها الأنثى التي بالصمتِ تأخذُ ما تشاءْ

كم ذا أحبّكَ يا شتاءْ

الريحُ ترسمُ في الفضاءِ

ملامحَ المطرِ القريبِ

تقولُ للغيماتِ

هيا نرتقِ…

في الأرضِ ينتظرونَ

لا معنىً لنا

إن لم نكن زادَ القلوبِ…

هناك سنبلةٌ تحبُّ الضوءَ…

زنبقةٌ تُعِدُ لعرسِها…

طيرٌ يقول

لزخةِ المطرِ الجميلِ

أنا وأنت

النغمةُ الأبهى

بأغنيةِ البقاءْ

كم ذا أحبّكَ يا شتاءْ

خلفَ الزجاجِ

أنا عيونٌ راحلاتٌ

والقصيدةُ بانتظاري…

غير أني قد تركتُ الصفحةَ البيضاءَ

عاريةً …

أنا تحت المطر

هي فرصةٌ أحلى

لتكتبَني القصيدةُ

لا لأكتبها

أنا تحت المطرْ

كم كنتُ أحتاجُ السفرْ

كم كنتُ أحتاجُ التخلّي

والتجلّي والطفولةَ والمطرْ

كم كنتُ أحتاجُ الغناءْ

كم ذا أحبّكَ يا شتاءْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى