الخارجية الروسية تبحث مع حماس إجراء انتخابات عامة في فلسطين
بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أمس، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، عبر الهاتف، التطوّرات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.
وذكر بيان الخارجية الروسية أنه تمّت مناقشة الوضع الحالي على الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الأفكار التي طرحها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بما في ذلك وفي إطار الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول من هذا العام، لإجراء انتخابات كخطوة مهمة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية .
وأضاف البيان: أكد الجانب الروسي مجددًا الموقف المبدئي الداعم للتغلّب على الانقسام الفلسطيني -الفلسطيني كشرط ضروري لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة داخل حدود عام 1967 .
وفي وقت سابق، كلف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رئيس اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية للبدء بالتحضير للانتخابات العامة. وبدوره صرّح الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع بأن حركة حماس أعلنت استعدادها لإجراء الانتخابات في فلسطين .
وذكر أن الاتصال جرى بمبادرة الجانب الفلسطيني .
فيما فاض مؤتمر صحافي بعبارات الترحيب والتفاؤل منها سنعود إلى رام الله، وشعورنا أننا اقتربنا من الانتخابات كثيراً وبهذه الكلمات التي صدرت عن حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين انتهت جلسة استمرت لأكثر من أربع ساعات متواصلة مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية.
وكان أبرز ما ورد في الاجتماع هو اتفاق الجميع على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وتأجيل انتخابات المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير لمرحلة لاحقة. حنا ناصر أفاد في تصريح صحافي بعد لقاء الفصائل قائلاً: اتفقنا على بنود، ونحن عائدون إلى رام الله نشعر أننا اقتربنا من الانتخابات، وأننا نسير باتجاه انتخابات تشريعية ورئاسية، ونأمل في القريب الذهاب لانتخابات مجلس وطني .
وقال يحيى السنوار أبرز قيادات حركة حماس: كنا وما زلنا وسنظل مع خيارات شعبنا، ومع أن نحتكم للشعب، ولن نختلف معه في يوم من الأيام. جاهزون للانتخابات دوماً، وسنجعلها رافعة لتصويب المسارات الاستراتيجية».
ليصبح بعدها وسم جاهزون هو الأكثر انتشاراً على وسائل التواصل الاجتماعي في إشارة لمرونة عالية أبدتها حركة حماس في موافقتها على مبادئ لم يفصح عنها بالتفصيل، ولكنها دفعت حنا ناصر للقول بأن موقف حماس يقرّبنا أكثر من الانتخابات .
وبالتالي فهو لقاء هام اذا ما اعتبرنا أنه أزال عقبة الانتخابات الرئاسية من الطريق. ففي السابق كان هناك إصرار من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على انتخابات تشريعية فقط وتأجيل الانتخابات الرئاسية إلى وقت غير معلوم، أما حماس ومعها الفصائل فتريدها انتخابات شاملة. وبالتالي فإننا تجاوزنا نقطة جوهرية كان الخلاف يدور حولها طيلة سنوات الانقسام، والاتفاق عليها الآن يجعلنا نركب المركب ونبحر نحو إنهاء الانقسام بالاحتكام مجدداً لصوت الشعب، ولكن هل سيتخطى مركب الانتخابات الأمواج التي تنتظره حتى يرسو على بر الأمان؟!… لازال الحذر واجباً للأسباب التالية :
أولاً: كيف يمكن أن تتم الانتخابات تحت سقف الانقسام. فالأصل هو إجراء حوار وطني لتحديد وتعزيز الوحدة وتعبيد الطريق أمام الانتخابات.
ثانياً: عدم تحديد موعد محدد لإجراء الانتخابات وكم هي الفترة التي ستفصل بين التشريعية والرئاسية؟
ثالثاً: وهو الأهم طبيعة هذه الانتخابات، وهل ستكون وفق نظام الأكثرية أم التمثيل النسبي؟ فبعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006 قام رئيس السلطة محمود عباس من طرف واحد بتغيير نظام التصويت إلى نظام التمثيل النسبي الكامل بموجب مرسوم رئاسي متجاوزاً المجلس التشريعي المختار آنذاك فهل ستقبل حماس بذلك في جولة الانتخابات المقبلة؟
رابعاً: من يضمن تنفيذ نتائج الانتخابات وتحقيق إرادة الناخبين لا سيما أن السبب الرئيسي لحصار غزة طيلة ما يزيد عن عقد من الزمان كان عدم قبول المجتمع الدولي بفوز حركة حماس في انتخابات 2006 ثم تلاه الانقسام، حينما بدأ التنازع على السلطة وبالتالي من يضمن عدم تكرار السيناريو السابق؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها. فالشيطان دائماً يكمن في التفاصيل والمركب بحاجة لقبطان حكيم وركاب أوفياء وشعور وطني مخلص بخطورة هذه المرحلة التي يعتبر إنهاء الانقسام والاحتكام لصندوق الانتخابات أهم أسلحتها.
الثابت الوحيد أن كل الشرعيات قد سقطت وأننا بحاجة لتجديدها ومعالجة الأوضاع السياسية والقانونية والوطنية في ظل تدهور الحالة الفلسطينية وتعاظم عنف الاحتلال ونازيته والدعم الأميركي الأكثر تطرفاً من الصهيونية نفسها بالإضافة لتآمر بعض المطبعين العرب معه.
كل هذه أسباب تستوجب من الجميع الوقوف عند مسؤولياته والوقت بات من وطن.