جبق يحذّر من كارثة اجتماعية وطبية
أشار وزير الصحة العامة جميل جبق إلى أنه لا يريد الكلام في السياسة بل أن يشرح للرأي العام ما يجري في القطاع الاستشفائي والصحي والدوائي، مشيراً الى معوقات عدة أبرزها ان الطواقم الطبية والإداريين الذين يعملون في المستشفيات لا يستطيعون الوصول إلى أماكن عملهم، ما يدفع عدداً محدوداً من الممرضات والممرضين إلى تأمين الدوام 24/24 من دون إمكانية التبديل بين الموظفين بسبب قطع الطرقات .
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في الوزارة بدأ الشحّ في كمية الأدوية، حيث لا إمكانية على تخليص الموجودة منها من الجمارك في المطار بسبب صعوبة التواصل وعدم وجود سيولة مالية، نظراً إلى إقفال المصارف ليقبض المستوردون أموالهم. ولا سهولة لنقل الأدوية من المستودعات إلى المستشفيات والصيدليات الموجودة في المناطق والبعيدة عن العاصمة. ويتم التهجم على السيارات التي تنقل الأدوية، ووقعت حوادث كسر بعضها من المستودعات الموجودة في بيروت، علماً أن الأدوية تحتاج إلى سيارات مبرّدة وخاصة.
ولفت جبق إلى أن هناك خمسين مركزاً للرعاية الصحية الأولية نفدت فيها الأدوية واللقاحات، علما أنها متوافرة في الكرنتينا ولكن الأشخاص الذين يعملون في النقل غير قادرين على الوصول إلى الأماكن التي تحتاجها. ويلاحظ بدء الانقطاع في مادة المازوت والأوكسجين في المستشفيات. وهناك مناشدات لوضع آلية تؤمن إيصال المازوت والأوكسيجين إلى المستشفيات، لأن الكهرباء في لبنان غير مؤمنة 24/24. وهناك أشخاص كثر موجودون في المستشفيات يعيشون على أجهزة التنفس ويحتاجون إلى عمليات، وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه من دون مازوت أو كهرباء أو أوكسيجين، فلا يمكن الاستمرار بتأمين العلاجات المطلوبة. ونقل الأوكسيجين يحتاج إلى مواصفات محدّدة بسبب خطورة هذه المادة. وكذلك المصانع اللبنانية غير قادرة على القيام بالتزاماتها في تصنيع الدواء وقد بدأ هذا الأمر يثير مشكلة .
وأكد اننا حاولنا استنفار كل الأجهزة الطبية. ففي الأيام الثلاثة الأولى لما تشهده البلاد من أحداث، ضجّت الأنباء بعدم قدرة الناس على تسلم أدويتها، وسعينا سريعاً إلى تكليف عدد من الموظفين ليلبوا الطلبات، لا سيما المصابين بالأمراض المستعصية، وسلمنا أدوية لحوالى 270 مريضاً ولا يزال عندنا ألف مريض بين الشمال وجبل لبنان والجنوب لا يستطيعون تسلم أدويتهم .
وتابع كنا متفقين على أن يتسلم الصيدلي الأدوية بسيارات مجهزة، لكن الصيادلة غير قادرين على التنقل، وبالتالي فإن الناس الذين يعيشون في المناطق يعانون من شح في الأدوية ، معتبراً أن هذا الأمر خطر ويؤثر على لبنان والمرضى، واستمراره سيؤدي إلى كارثة اجتماعية وطبية، ونحمل هذه الشكوى إلى كل المسؤولين والمعنيين في الدولة وقد وصلنا إلى وضع لا يحتمل في القطاع الاستشفائي. فحتى الأطباء يواجهون صعوبات في الوصول إلى أماكن عملهم، والبعض طُلب منه خوّة كي يتمكّن من عبور الحواجز .
ورداً على سؤال حول الاستعانة بسيارات الإسعاف، أوضح الوزير جبق أن هذه السيارات مخصّصة لنقل المرضى لتلقي العلاج وغسيل الكلى وما إلى ذلك، ومعلوم أن في لبنان 250 مركز رعاية أولية و133 مستشفى، ما يجعلنا بحاجة إلى كم هائل من السيارات التي لا يمكن تحويل وجهة استخدامها لنقل الأدوية . وختم متسائلاً هل علينا استخدام الطوافات لنقل الدواء من المصانع إلى المستشفيات؟ .