رئيس الوفد السوري: دستورنا عصريّ ولكن لا يمنع الاجتماع لتغييره.. وبيدرسون يعتبره ملكاً للشعب وحده وهو مَن يقرّر مستقبل بلده

أكد رئيس وفد الحكومة السورية، أحمد الكزبري، أن الدستور السوري عصري، لكن لا يمنع من تغيير ووضع دستور جديد لتحسين واقع الشعب والبلاد.

وقال الكزبري في كلمة خلال انطلاق أعمال اللجنة الدستورية السورية: «دستورنا عصري، ولكن هذا لا يمنع الاجتماع لتغييره ووضع دستور جديد ينعكس على حياة شعبنا وتحسين واقعه»، مضيفاً: «حوارنا وحتى يكتب له النجاح يجب أن يكون سورياً وبعيداً عن أي ضغوط خارجية».

وشدّد الكزبري: «حربنا ضد الإرهاب سنخوضها قبل وخلال وبعد اجتماعنا حتى تحرير آخر شبر من أراضينا».

من جهته، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون أن الدستور ملك للشعب السوري وحده وهو من يقرر مستقبل بلده ودور الأمم المتحدة يقتصر على تيسير عمل لجنة مناقشة الدستور.

ودعا بيدرسن أعضاء اللجنة الدستورية السورية إلى الصبر والتعاون البناء، مشيراً إلى أن جاهزية الوفود تعطي أملاً لكل السوريين في البلاد وأن «الدستور ملك للشعب السوري وحده وهو من يقرّر مستقبل بلاده، وأن دور الأمم المتحدة يقتصر على تيسير عمل اللجنة».

كما نوَه بيدرسن إلى «عدم نيته التدخل في أعمال اللجنة الدستورية».

كما أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة عن استعداده لدعم رؤساء الوفود المشاركين في اللجنة الدستورية، وحثهم على التركيز على المناقشات الموضوعية.

وكان أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا وتركيا وإيران ستواصل العمل لتحقيق الاستقرار الدائم في سورية.

وقال لافروف عقب اجتماع في صيغة أستانا مع زملائه من تركيا وإيران: «اتفقنا على مواصلة الجهود النشطة بالتعاون مع جميع الأطراف السورية من أجل تحقيق استقرار دائم طويل الأجل «على الأرض»، والقضاء على بؤر الإرهاب المتبقية».

من جهته أعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، أن إيران تعتزم الحفاظ على وجود عسكري في سورية طالما تحتاج الحكومة السورية.

وقال ظريف في المؤتمر الصحافي مع نظيريه الروسي والتركي: «إيران وروسيا موجودتان هناك في سورية بدعوة من الحكومة، وسوف نبقى هناك طالما سمحت لنا الحكومة السورية».

يذكر أنه لم تتم الموافقة الرسمية على قوائم أعضاء اللجنة إلا في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي. وتتكون اللجنة من ثلاثة أجزاء متساوية – 50 ممثلاً عن كل من المعارضة والحكومة والمجتمع المدني. يشمل التكوين الموسّع للجنة 150 شخصاً، 50 من كل مجموعة ، وبأغلبية الأصوات، سيتم اعتماد المسودات الدستورية، التي ستعدها لجنة مصغرة مؤلفة من 45 شخصاً.

ويعتبر الهدف الرئيسي للجنة هو إعداد الإصلاح الدستوري في سورية من أجل إجراء الانتخابات في البلاد على أساسها، والشروع في عملية التسوية السياسية في الجمهورية السورية.

ميدانياً، دعت وزارة الدفاع السورية، أمس، في بيان لها مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» إلى الانخراط في الجيش النظامي لمواجهة «العدوان التركي».

وجاء في بيان لوزارة الدفاع السورية، أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وبعد بسط سيطرتها على مناطق واسعة من الجزيرة السورية تدعو عناصر المجموعات المسماة بقسد إلى الانخراط في وحدات الجيش للتصدّي للعدوان التركي الذي يهدد الأراضي السورية»، بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا».

وأضافت أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة مستعدة لاستقبال العناصر والوحدات الراغبين بالانضمام إليها من هذه المجموعات وتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين أمنياً».

وتابعت الوزارة في بيانها: «نواجه عدواً واحداً ويجب أن نبذل مع أبناء سورية الموحّدة من عرب وأكراد دماءنا لاسترداد كل شبر من أراضي سورية الحبيبة».

من جهته، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن مذكرة التفاهم التي أبرمتها روسيا وتركيا حول سورية تنفذ بصعوبة، مشدداً على أنها السبيل الوحيد للحفاظ على سيادة البلاد.

وقال شويغو، خلال لقاء عقده اليوم مع الرئيس الأذري إلهام علييف في باكو: «مذكرة التفاهم التي وقعها الرئيسان الروسي والتركي تنفذ لكن بصعوبة، لكننا نعتقد أن ذلك هو السبيل الوحيد لإرساء السلام في سورية والحفاظ على وحدة أراضيها».

وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سانا» السورية، أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيشين السوري والتركي في منطقة تل الورد بريف رأس العين، فيما شهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة للأهالي.

وأشارت الوكالة، إلى أن الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له احتلت قريتي المحمودية والدربو في ريف رأس العين.

وأفاد شهود عيان، بأن الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له، والمتمركزة في منطقة «عنيق الهوى»، استهدفت بالمدفعية منازل الأهالي في قرية تل الورد برأس العين الجنوبي الشرقي.

وأكدت الوكالة، أن «قوات سورية الديمقراطية»، قامت بإفراغ كميات كبيرة من النفط في حفر وإحراقها في ريف تل تمر الشمالي لتضليل الطيران التركي.

وحسب الوكالة، فإن الجيش السوري أحكم سيطرته على 4 قرى جديدة في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي في محافظة الحسكة، هي أم حرملة وباب الخير وأم عشبة والأسدية، وقلّص المسافة باتجاه الحدود التركية إلى 3 كم.

وشنّ الجيش التركي مسنوداً بفصائل المعارضة المسلحة السورية، في وقت سابق، هجوماً عنيفاً في ريف رأس العين، وخاصة على ناحية أبو راسين.

وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن الجيش السوري دخل الأطراف الجنوبية لناحية أبو راسين، ويواصل التقدم شمالاً نحو الحدود السورية التركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى