ضوا: مَن لم يستطع هزيمة الإعلام السوري في الحرب فلن يهزمه ما بعد الحرب
فاديا مطر
على مدى أربعة أيام شكل معرض إكسبو سيريا ميديا 2019 بنسخته الثانية، وبمشاركة أكثر من سبعين وسيلة إعلامية وشركة مهتمة بقطاع الإعلام والإعلان، فرصة للعاملين والمهتمين بالشأن الإعلامي للالتقاء، ومناقشة الواقع الإعلامي في سورية والتعرف إلى عدد من الأكاديميات التدريبية في قطاع الإعلام وللتواصل بين وسائل الإعلام والجمهور.
مواكبة المرحلة المقبلة
وخلال افتتاح المعرض أكد أحمد ضوا معاون وزير الإعلام لشؤون المؤسسات الإعلامية أهمية الفعالية لإظهار صورة الإعلام المشرقة، عبر رسائل تواكب المرحلة وفي الوجه الآخر تعتبر جزءاً من النشاط التجاري الذي تشهده سورية بعد دحر الإرهاب من جزء كبير من الأراضي السورية، وجزء مهم ضمن مرحلة إعادة الإعمار، قائلاً «فترة الحرب كانت تشهد حرباً على الإعلام السوري، لقدرة تأثيره في الرأي المحلي والدولي وعجزهم عن كبحه في بداية الحرب»، منوهاً أن «من لم يستطع هزيمة الإعلام السوري في فترات شدة الحرب، لن يستطيع هزمه الآن في مراحلها الأخيرة، وبعد سيطرة الجيش العربي السوري على أغلب الأرض السورية، وأضاف «نحن في مرحلة عنوانها الجيش العربي السوري المنتصر والإعلام السوري المتطور والمؤثر».
ولفت خلف المشهداني مدير مجموعة مشهداني الدولية للمعارض والمؤتمرات المنظمة للمعرض بالتزامن مع معرض سيريا بترول في مدينة المعارض بدمشق، أن التزامن يحمل الكثير من الرسائل في الجوانب الاقتصادية في مرحلة انتصارات الجيش السوري، مؤكداً أن عودة حقول النفط في شرق سورية حاضرة في المواكبة الإعلامية بزمن الانتصار والذي ساعد الإعلام فيها على نشر الحقيقة، مشيراً الى أن فعالية معرض ميديا اكسبو بحد ذاتها محفل، خصوصاً بوجود وسائل السوشال ميديا بالأبعاد الثلاثة والتي تمثل تطوراً ودعماً للوسائل الإعلامية التي تشارك في هذا المعرض.
حضور لافت ونوعي
حضور وسائل الإعلام عرف بأهم توجهات التغطية الإعلامية لسورية ما بعد الحرب، ولفت ناجي الكناني مدير قناة العالم سورية لـ»البناء» أهم تلك المحددات وقال «ما بعد الإنجازات العسكرية للجيش السوري وحلفائه بمرحلة ما بعد داعش الإرهابي تغير شكل الإعلام الحربي، وأصبحنا بحاجة الى إعلام يواكب المرحلة. فهناك حاجة لبناء الإنسان قبل مرحلة إعادة إعمار الشجر والحجر». وأضاف «الإعلام في الجمهورية الإسلامية في إيران استشرف هذه المرحلة المقبلة وخطط وأعد ما يلزم لمواكبة مرحلة ما بعد الحرب في سورية»، مؤكداً أن من خسر رهانه في سورية لن يتراجع في المرحلة المقبلة عن بث أفكار الخيبة والتفرقة بين السوريين والعزف على أوتار شتى لإعادة إنتاج أسباب هذه الأزمة من جديد»، وأضاف «هناك إعلام مسموم يحاول مواكبة مرحلة النصر عبر الدول الداعمة له ولا بد من إعلام وطني يقف في وجهه لصده ومنع مخططاته، فقد كانت قناة العالم ضمن هذا الإعلام المقاوم في سورية وقد حملت شعار الأمل المستقبل لتكون رائدة في صد الإعلام المسموم، وفي الوقت ذاته اختارت قناة العالم سورية برامج ثقافية وسياسية واجتماعية تناسب الأذواق الشعبية هنا، واهتمت بكل مناحي الثقافة بما يهم الشارع السوري، خصوصاً في هذه المرحلة، وهي تتابع الكثير من المناهج البصرية في استديوهاتها في سورية ولبنان»، مشيراً إلى أن قناة العالم سورية تتابع كل ما هو جديد حتى لا يستغل الفراغ الحاصل في الشارع الإعلامي حالياً من قبل الإعلام المعادي.
كما حضرت الجمعيات المهتمة بالشأن الثقافي والسياسي في المعرض حيث تحدثت هدى علي من حملة مقاطعة البضائع الأميركية بأهمية وسائل الإعلام بالترويج لنشاطات الحملة وبينت بأنها حملة شعبية مناهضة للسياسة العدائية الاقتصادية الأميركية بدأت في سورية عام 2019 في يوم القدس العالمي، المناهض لاحتلال الكيان الصهيوني القدس، وقد نهضت هذه الحملة للإثبات أن الشعب السوري قادر على زعزعة الاقتصاد الأميركي عبر المقاطعة، وشددت على دور الإعلام بدعم الحملة عبر الوسائل التقليدية والسوشيال ميديا.