شهيد للجيش وجريحان بانفجار عبوة في جرد عرسال وتشييع ضحايا كمين رأس بعلبك مع الإصرار على مواجهة الإرهاب
بعد الكمين الذي تعرضت له دورية للجيش في جرود رأس بعلبك ليل أول من امس وأسفر عن استشهاد ستة عسكريين، انفجرت عبوة ناسفة صباح أمس لدى محاولة عناصر من الجيش تفكيكها في جرد عرسال وأدت إلى استشهاد أحد العسكريين وجرح اثنين آخرين.
وفي التفاصيل أنه في الساعة السابعة والنصف صباحاً، عثرت دورية تابعة للجيش أثناء تنفيذها مهمة تفتيش بين وادي عين عطا ووادي الرعيان في جرود عرسال على عبوة ناسفة، ولدى كشف العناصر المختصة عليها تمهيداً لتفكيكها، انفجرت فاستشهد على الفور المعاون محمود علي نور الدين وأصيب عسكريان آخران بجروح غير خطرة.
في غضون ذلك، ساد الهدوء الحذر جرود رأس بعلبك ومنطقة تنية الرأس وخرقه بعض أصوات الطلقات المدفعية من مواقع الجيش باتجاه الجرود المتقدمة التي توارى فيها المسلحون بعد تنفيذ كمينهم في وادي النجاصة وهو الممر الإجباري للجيش باتجاه مواقعه المتقدمة في الجرود. كما شدد الجيش إجراءاته الأمنية على حواجزه المنتشرة على طول اوتوستراد بعلبك باتجاه الحدود السورية. ونفذ عمليات تمشيط، تحسباً لأي عبوات قد يكون زرعها الارهابيون على بعض الطرق الترابية في المنطقة، كذلك، دهم عدداً من الأماكن بحثاً عن مشبوهين قد يشكلون بيئة حاضنة للإرهابيين، وأعلنت قيادة الجيش عن توقيف اكثر من 40 شخص بين لبناني وسوري، محلة الشرقي، للتحقيق معهم.
من جهته، كلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الشرطة العسكرية في الجيش، التحقيق في كمين جرد رأس بعلبك وفي انفجار عبوة وادي عطا.
تشييع الشهداء
وأمس شيع الجيش شهداءه الذين سقطوا في الكمين في رأس بعلبك وتفجير العبوة في جرد عرسال. وفي هذا الإطار شيّع في حوش الرافقة الشهيد الرقيب علي يزبك في موكب حاشد تقدمه ممثل وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد خالد زيدان وممثلو قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، رؤساء بلديات واتحادات بلدية ومخاتير وفعاليات دينية واجتماعية.
وقبل مراسم الدفن أقيم احتفال تأبيني في حسينية البلدة ألقى خلاله العقيد زيدان كلمة قال فيها «الشهيد علي يزبك هو واحد من هؤلاء الأبطال الميامين الذين توّجوا سيرتهم الناصعة بالمناقبية والإخلاص والتفاني في أداء الواجب».
وأكد أن «المؤسسة العسكرية وهي تقدم التضحيات الغالية والمتواصلة دفاعاً عن لبنان، تضع نصب عينيها قرار الاستمرار في مواجهة الإرهاب حتى النهاية، وتؤمن بأن النصر المحتم على هذا الشر آتٍ لا محال».
وألقى الشيخ يزبك يزبك كلمة باسم عائلة الشهيد شدد فيها على «ضرورة مواجهة الإرهابيين التكفيريين، وإعطاء الصورة الواضحة للدين الإسلامي». ثم ووري جثمان الشهيد يزبك في الثرى.
وفي بلدة علي النهري أقيم تشييع حاشد للشهيد مشهد شرف الدين بحضور العقيد المهندس محمد شميطلي ممثلاً الوزير مقبل والعماد قهوجي، وشخصيات عسكرية وفاعليات.
والقى الشيخ فيصل مهدي كلمة أهالي البلدة دعا فيها الى «ان ننهض جميعاً لنثأر لهذا الدم بمحبة وتكاتف وتضامن» وتلاه العقيد شميطلي بكلمة أشاد فيها بمناقبية الشهيد العسكرية.
وفي بلدة بوداي شيع الشهيد المجند محمد سليم، في حضور ممثل مقبل وقهوجي العقيد محمد مرتضى الذي رأى في كلمة له «أن توالي الأخطار يستدعي زيادة التضحية»، لافتاً الى ان «إصرار الإرهابيين على النيل من كرامتنا والعبث بوحدتنا واستقرارنا، لا بد ان تتم مقابلته برص الصفوف والتقدم بقوة وثبات الى صد العدوان ومنعه، كي لا يتحول الى امر شائع يهددنا على مر الزمان».
وختم: «لن نترك لهم ما يشير الى انحناء او تنازل، ولا يمكن ان نورث أبناءنا غير ما ورثناه عن الآباء والأجداد والشهداء الأبطال».
وشيع في بلدة حبشيث في جرد عكار الشهيد علي محمد. وفي جبل محسن الشهيد محمد علي سليمان بمشاركة ممثل قائد الجيش العقيد وليد الكردي. كما شيع في بلدة عيات، الشهيد ربيع هدى في مأتم مهيب بحضورالعقيد بسام العبد الله ممثلاً مقبل وقهوجي.