حبيقة: لتثبيت الوحدة العابرة للطوائف والمناطق
اعتبر رئيس الحزب الوطني العلماني الديمقراطي جو حبيقة، «أنّ الحركات العظيمة عبر التاريخ تقوم على القيم وليس على المطالب»، مؤكداً أنّ «الحركات الشعبية اللبنانية لا بدّ أن توسم بأنها حركة تدعو إلى الوحدة الوطنية واللاطائفية والديمقراطية، وأن تمثّل تلك القيم والمفاهيم التي يجب المحافظة عليها، لا أن تُختصر بالمطالب المعيشية والمحاسبة وحسب، حتى وإن كانت تلك المطالب هي الشرارة».
ورأى حبيقة في رسالة مفتوحة إلى اللبنانيين، «أنّ هذه القيم التي تفوق بقيمتها المعنوية المطالب اليومية التي سادت على مدى الأسبوعين الفائتين، ستواجه بمحاولة كسرها كونها تشكل التهديد الأساسي والخطير على المنظومة السياسية القائمة وترى فيها ميلاً عابراً وآنياً، فتلك المنظومة تحمي الطائفية وتحتمي بها».
وأشار إلى أنّ «الطبقة السياسية أرست هيمنتها على الإعتقاد بأنّ الطائفية والفئوية هي حقيقة مطلقة ولن تتبدّل في نفوس اللبنانيين، ولم تصدّق أنّ بالإمكان إزالتها تماماً من القلوب حينما ينتصر الناس لكرامتهم وقيمتهم كأناس ذوي عقول تعي قيمة صوتها وأهمية صورتها كمواطنين، لا قطعاناً تخدم المتنفذين حرّاس الفتن الطائفية. وعلى هذا لا عجب ألا يحتاج الأمر لأكثر من أسبوعين لإسقاطهم كما حصل باستقالة الحكومة».
واعتبر أنّ «كلّ جهة ستسعى لإقناع جمهورها بأنّ هذا الحراك ليس ثورة بكلّ ما للكلمة من معنى، وستستعيد الرموز الطائفية الفكر الطائفي في دوائرها وأمام مناصريها، وتثير الخطاب الفئوي والشعور بالخوف من الآخر لتحريك الغرائز والسعي نحو التقوقع، ومحاولة تلبية مطالب الحراك والتركيز عليها من دون المرور بالقيم التي نادى بها، فلا تسمحوا بذلك. ستسمعون الخطاب الطائفي عند اختيار رئيس للحكومة العتيدة، أديروا الأذن الطرشاء. ستسمعون الخطاب الطائفي عند توزيع الحصص الوزارية، أديروا الأذن الطرشاء. سيحاولون إقناعكم بأنّ إلغاء الطائفية سوف يأتي على حساب هذه الطائفة أو تلك، لكن تذكروا أين أوصلنا النظام الطائفي وماذا حلّ بوطننا جرائه».
وأعلن أنه «ربما تتمّ تلبية مطالبكم، إلاّ أنّ الخوف يكمن على القيم التي ارتضيتموها وناديتم بها وكانت هي عصب الحراك، فلا تدعوهم يسلبونكم إياها، لأنهم بذلك يسلبونكم الحلم، وإنْ نهبوا أموالكم لا تدعوهم يستولوا على حلمكم، وإن نجحوا، ستذهب جهودكم وسعيكم في مهب الريح».
وختم حبيقة «أجل، احتفى لبنان بوحدته ولا طائفيته على مدى أسبوعين، لكن إنْ لم تثبتوا هذه الوحدة العابرة للطوائف والمناطق، فعلى لبنان السلام. المطالب آنية، أما القيم فهي خالدة. نحلم لنحقق أحلامنا، ونرجو أن تكون بوادر الحلم اللبناني قد بدأت بشائره، فلنحافظ عليها وعليه، كي لا نندم ساعة لا ينفع الندم».