ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم سبت، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
إعداد: لبيب ناصيف
رسالة وجواب من الرفيق فايز فارس ودعوة الى جميع الرفقاء
عرفت الرفيق فايز فارس بدءاً من ستينات القرن الماضي وما زلت اذكره جالساً مع عدد كبير من الطلبة، رفقاء واصدقاء، في مقاعد المحكمة العسكرية حينما كنا في قفص المحكمة، في 5 تشرين اول 1968 ننتظر صدور الحكم.
واستمرت علاقة الود والثقة مستمرة مع الرفيق فارس حتى اذا توليت مسؤولية لجنة تاريخ الحزب، نشط الرفيق فايز جيداً كرئيس للجنة تاريخ الحزب في عكار، وقام باتصالات كثيرة وقدم العديد من المعلومات والتقارير.
بتاريخ 04/06/2018 وجهّت رسالة الى الرفيق فايز أحثّه فيها على تدوين سيرته، وان يساهم في اعداد السيرة النضالية لشقيقه الرفيق الشهيد رغدان.
منه هذه الرسالة، راغبين الى جميع الرفقاء ان يدوّنوا سيرهم الحزبية و او ان يزوّدوا لجنة تاريخ الحزب بالمعلومات المفيدة لتاريخنا، عن شهداء ابطال، عن رفقاء مناضلين راحلين، عن احداث ومعارك حزبية ، عن اي شيء يرون فائدة من تقديمه الى اللجنة.
«تعرفت إلى مبادىء الحزب السوري القومي الإجتماعي عندما زارنا الأمين توفيق الأشقر 1 شقيق جدي نقولا الأشقر والد أمي صيف 1967 والذي رافقته في كل زياراته إلى الرفقاء المنتشرين في جميع القرى والبلدات في لبنان والشام عكار وطرابلس وبيروت والمتن والجنوب والبقاع ودمشق والوادي وحلب.. وبنوع خاص الزيارات المتكررة إلى الرفقاء سجناء سجن القلعة. ثم تعرفت إلى قوميين ومواطنين مقرّبين في مدرستي «معهد الرسل» في جونيه أذكر منهم ميشال جبر 2 ، وليد رسامني 3 ود. افرام بعلبكي، كما أذكر أنني شاركت في رحلة طلابية إلى نبع العاصي 4 تعرفت خلالها على العدد الوفير من القوميين. وفي الصيف التحقت بالجمعية الكشفية الناشطة جداً في بلدتي بينو بصفتي قائد قطيع الأشبال لأتعرف إلى الرفقاء طنوس عطيّة 5 ، عبدالله وهبه 6 ، حسام سلوم 7 ، فواز وهبه .. و جوزيف سماحة 8 . وفي العام الدراسي 1969 1970 الذي أمضيته في طرابلس صرت أتردد بإنتظام على المنفذية لحضور حلقات إذاعية، إلى أن قررت الإنتماء إلى الحزب يوم الأحد الأول من أيار عام 1970 على يد المنفذ العام سليم صافي حرب 9 وبحضور الناموس أحمد هاشم 10 وناظر التدريب بهجت 11 .. فكان هذا اليوم ولم يزل يوماً عظيماً بالنسبة لي.
وعند التحاقي بكلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية للعام الدراسي 1970 1971 كان لا بد لي من الإلتحاق بوحدتي الحزبية في الجامعة اللبنانية، كما ساهمتُ في تحرير جريدة البناء حيث تعرّفت إلى العديد من الرفقاء أعضاء هيئة التحرير، أذكر بعضهم: جان دايّه، وليد نويهض 12 ، طلال الجرجس 13 ، وغيرهم من الذين وللأسف لم أعد أتذكر أسماءهم كاملة: عزالدين، لبابيدي 14 ..
وتحولّت من مراسل لجريدة «النهار» في طرابلس بمسعى من الرفيق باسم المعلم 15 إلى مندوب لها مكلف بتغطية أنشطة طلبة الجامعة اللبنانية مع الزميل سبيرو زيادة.
ثم سافرتُ إلى فرنسا للدراسة في المركز الجامعي للصحافة في ستراسبورغ تل أبيب أوروبا حيث وجدت نفسي وحيداً أواجه الحضور اليهودي الصهيوني القوي بكل أشكاله في مدينة محافظة جداً. وكان عليّ أن أبادر إلى جمع شمل العدد القليل من طلاب لبنان والشام المتواجدين في هذه المدينة. فأسست مع د. الأب ابرهيم سرّوج الماركسي الميول من مشتى الحلو وكاهن في أبرشية طرابلس الأورثوذكسية وكاهن إنجيلي فرنسي جمعية أسميناها «عدل وسلام في فلسطين» Justice et Paix en Palestine داعين الجميع من دون إستثناء إلى حوار مفتوح. لم يرق ذلك للمنظمات اليهودية التي شاركت في البداية لتنسحب بعد ثالث أو رابع لقاء. كما كنت أستفيد من الحوارات والندوات التي تتضمنها مواد التدريس في الجامعة للدفاع عن حقّنا التاريخي في فلسطين والرد من دون هوادة على إدعاءات الصهيونية العالمية الباطلة. مما عرضني لأول محاولة إعتداء فاشلة في منتصف إحدى الليالي أمام مبنى المجلس الأوروبي أثناء عودتي إلى سكني. طبعاً لم أتصل بالبوليس مستنجداً بل واجهت المعتدي بما أوتيت من قوة حتى صرخ «رجاء سامحني»..
بعدها بسنتين إلتحقت بمعهد العلوم السياسية في جامعة أيكس، مارسيليا – جنوب فرنسا، حيث التقيت بالرفيق حسام سلوم والرفيق جوزيف عازار 16 كما كان عليّ فيما بعد إستقبال العديد من الرفقاء والمواطنين الذين وفدوا للدراسة في هذه المدينة الجامعية. وتعرفت على الرفيق الشهيد وسيم زين الدين «أبو واجب» الذي سلّم المسؤولية قبل عودته إلى لبنان إلى الرفيق حسام سلّوم الذي اختارني ناموساً. ما دفعنا إلى زيارة العديد من المدن الجامعية والتعرّف على رفقاء دارسين وعاملين.
تعرضنا مطلع 1976 إلى ملاحقات ومضايقات من قبل المخابرات الفرنسية التي كان يهمها الوصول إلى شخص يمكنه إقناع الشهيد رفيقي وأخي رغدان، الموقوف في فنزويلا، القبول بتسليم نفسه إلى السلطات الفرنسية لمحاكمته على مشاركته في عملية مطار أورلي قبل ذلك بعام. وحجتهم أن «إسرائيل» تطالب أيضاً بتسليمها الشهيد رغدان.
عانيت الأمرين خلال تلك السنتين قبل إتخاذ قراري مغادرة فرنسا نهائياً والعودة إلى لبنان حيث أسست شركة تتعاطى «الإعلام والإعلان والتسويق» في مدينتي طرابلس.. لأتوجه بعد وفاة المرحوم والدي الى «المملكة العربية السعودية» حيث عملت في مؤسسة تهامة لمدة سنة، غادرتُ بعدها عائداً إلى فرنسا لأكون مستشاراً لشركات قريبي السيد عصام فارس الرفيق العتيق في باريس حيث أسست مكتب إستشارات وسخّرت علاقاتي الخاصة في خدمة العديد من الرفقاء المقيمين بمعرفة المسؤول الحزبي الرفيق إبتسام نصر او الوافدين وتسهيل أمورهم.
واستضفت صيف 1982 بعض العائلات في بيتي وذهبت للإقامة في الفندق. كما أسست مع صديقين فواز كباره من طرابلس وإيلي ملكي من بعبدات ومديرة مدرسة فرنسيّة إبتدائيّة «الجمعية اللبنانية الفرنسيّة لمساعدة الأطفال ضحايا الحروب» حيث تمكّنا من تأمين علاج حوالي العشرين طفلاً لبنانياً ذوي إصابات بالغة في مستشفيات فرنسا على حساب وزارة الصحة الفرنسيّة وبلدية باريس.
خلال دراستي الجامعيّة كنت انتسبت إلى جمعية التضامن الفرنسية العربية ASFA ذات الميول الديغولية. كما انتسبت خلال إقامتي الباريسيّة منذ 1981 ولغاية 1993 إلى المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بصفة عضو ناشط، وأيضاً إلى غرفة التجارة العربية الفرنسية، فشاركت في إعداد وإدارة العديد من الندوات والمؤتمرات.
إن إستشهاد أخي ورفيقي رغدان ليلة 8 كانون الأول 1989 في طرابلس جعلني، للمرة الثانية أتحضر تدريجياً للعودة إلى الوطن والإهتمام بوالدتي وأخواتي. وبما أنني لم أتقبل يوماً كل أشكال الإنقسامات الحزبية أنتظرت إتمام «المصالحة الحزبية» لألتحق بمديرية بينو الأولى بصفة مذيع ثم بمنفذيّة عكار بصفة ناظر بيئة… إلى أن طلب مني السيد عصام فارس الإنضمام إلى فريق عمله في مؤسسته الإنمائيّة الخيرية بصفة مستشار ثقافي.
وأخيرا لبيّتُ ذات يوم طلب الرفيق الأمين لبيب ناصيف الذي كلّفني بمهمة التأريخ الحزبي في عكار حيث أبليت في مكان وأخفقت في مكان آخر.
في الختام أقول أنني لم أتراجع يوماً ولم أضعف أمام التحديّات ولم أبخل في عطاءاتي، في السر والعلن، ما دمت قادراً على العطاء.. مستهلماً مسيرة زعيمي أنطون سعادة ومسلكيات من كان السبب في تعرّفي إلى العقيدة والحزب عنيت بهما جدّي لأمي نقولا الأشقر وأخاه الأمين توفيق الأشقر».
هوامش:
1 – توفيق الاشقر: من «بينو» عكار . غادر الى المكسيك وفيها نشط حزبياً، تولى المسؤوليات وكان مميّزاً بتفانيه، وصدقه. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى قسم «من تاريخنا» على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info .
2 – ميشال جبر: اذكره طالباً في الجامعة اليسوعية، انصرف الى التمثيل والمسرح.
3 – وليد رسامني: والده الامين رشيد رسامني احد اصحاب شركة «رسامني ويونس» للسيارات، وعميد مالية سابق.
4 – نظم الرحلة مكتب الطلبة في فترة توليّ مسؤولية «رئيس مكتب الطلبة». ما زلت اذكر الرفيقة حياة الحاج تنشد نشيد «موطني يا توأم التاريخ».
5 – طنوس عطيه: من رفقاء «بينو» الذين لم يتقاعسوا يوماً عن تلبية نداء الواجب. عرفته ناشطاً في الستينات، مستمراً على ايمانه والتزامه ونشاطه.
6 – عبدالله وهبة: من بلدة «بينو». نشط جيداً متولياً المسؤوليات المحلية. رحل بعد صراع مع المرض الخبيث. شقيق الرفيق المناضل حسان وهبة عمر .
7 – حسام سلوم: من بلدة «بينو». عرفته في الستينات، ولاحقاً، ناشطاً في معهد الرسل ثم في الجامعة اليسوعية. غادر الى فرنسا مع الرفيق فواز وهبة، حازا على شهادة دكتوراه في الاقتصاد، وتوجها الى نواكشوط مالي . عمل الرفيق حسام فيها ثم غادر الى «بواكيه» في شاطىء العاج حيث ما زال مقيماً.
8 – جوزف سماحة: من بلدة «بينو». كان انتمى الى الحزب في الستينات، كذلك شقيقه مروان. كان صحافياً معروفاً في جريدة «السفير» ثم في جريدة «الاخبار». لم يتابع التزامه الحزبي.
9 – سليم صافي حرب: منح رتبة الامانة. شارك في الثورة الانقلابية. تعيّن منفذاً عاماً لطرابلس. اقترن من الرفيقة الشاعرة نورية النابلسي. للاطلاع على النبذة المعممة عن كل منهما الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
10 – احمد هاشم: المنفذ، الامين، عضو المجلس الاعلى، عميد الداخلية، فنائباً لرئيس الحزب. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
11 – هو الرفيق اسماعيل بهجت، من بلدة «القلمون»، وكان تولى اكثر من مرة مسؤولية ناظر تدريب. يصح ان نكتب عنه.
12 – وليد نويهض: نشط جيداً بعد انتمائه في الستينات ثم تحول الى الفكر الماركسي. صحافي وكاتب معروف. والده الرفيق المناضل عادل نويهض، من بلدة «رأس المتن». تحدثنا عنه في النبذة عن الحزب في منطقة «وطى المصيطبة».
13 – طلال الجرجس: الدكتور في الاقتصاد. رئيس تحرير مجلة «البناء» عام 1970. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.
14 – هما الامين غسان عزالدين والرفيق زكريا لبابيدي.
15 – باسم معلم: من بلدة «كفرحزير» . نشط جيداً في الجامعة الاميركية في ستينات القرن الماضي. اشنهر عند تولّيه مراسلة اذاعة «مونتي كارلو». لم يتابع التزامه الحزبي.
1جوزف عازار: هو الرفيق الدكتور جوزف عازار من بلدة «عينطورة» وصاحب العيادة في بلدة «بولونيا. طبيب مشهور في المنطقة ويقدم خدمات جلّى للمواطنين المرضى.