حزب الله: نعمل لتأليف حكومة موثوقة قويّة ومحاسبة الفاسدين يجب أن تبدأ منذ الساعة
نبّه حزب الله إلى «أن تحويل الشارع المطلبي إلى شوارع طائفية، يهدّد كل المطالب المحقة»، وإذ أكد أنه يعمل من أجل تأليف حكومة موثوقة قويّة، اعتبر أن محاسبة الفاسدين يجب أن تبدأ منذ الساعة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، خلال احتفال تكريمي للعلاّمة جعفر مرتضى في بلدة عيتا الجبل الجنوبية، «أننا نعرف تماماً أن الولايات المتحدة الأميركية ومعها العدو الصهيوني وشيوخ الغدر في الخليج، يتربّصون بالمقاومة سوءاً للانتقام منها، وبالتالي على هؤلاء أن يعلموا أن المقاومة أقوى من أوهامهم وأحقادهم، ونحن كما تحمّلنا مسؤولية الدفاع عن بلدنا بالتضحيات والشجاعة والحكمة، فإننا جاهزون وحاضرون في كل الساحات لندفع عن بلدنا المخاطر المحدقة».
وعن الحراك، أشار صفيّ الدين إلى أن «ما حذرنا منه بدأ يظهر وبشكل علني، إذ قلنا للذين خرجوا من الشوارع والساحات أن هناك أياديَ ستعمل على قطف جهودكم واستغلال صرخاتكم المحقّة»، متسائلاً «ألا تشاهدون اليوم بعض الجهات السياسية التي تريد أن تستثمر جهودكم لتحقيق ما كانت عاجزة عنه سابقاً؟ وهل تقبلون أن يُعتَبر هؤلاء أنهم غير مقصودين بالفساد بينما بعضهم هو من انتهج الفساد والإفساد، وهو من تسبّب بشكل مباشر باستفزاز الناس حتى نزلوا إلى الشارع».
وأضاف «إذا كانت الشعارات السياسية والأهداف متفاوتة، ومنها ما يحتاج إلى عودة الحياة السياسية من تشكيل حكومة وما شاكل، فإن محاسبة الفاسدين فعلاً يجب أن تبدأ منذ الساعة، لأن المحاسبة ليست مرتبطة بأي أمر سياسي آخر، وبالتالي على القضاء في لبنان أن يتحمّل مسؤوليته بشكل مباشر وفعلي وسريع، ولا سيما أن لديه ملفات وأسماء، وبعض القضاة يعلمون تماماً مَن هم المسؤولون عن الفساد والإفساد في عناوينه الكبيرة. وهذا لا يحتاج إلى حكومة وإلى وضع سياسي جديد».
وأوضح «أننا في حزب الله منذ دخولنا إلى معترك العمل السياسي النيابي والحكومي، كنا دائماً نرفض وبشدة سياسة إرهاق الفقراء وذوي الدخل المحدود بضرائب ورسوم جديدة، وكنّا ضد السياسات الاقتصادية والمالية التي تخدم المتحكّمين من أصحاب النفوذ والفاسدين الذين يهتمون بطبقة الرأسماليين على حساب الفقراء، فهذه السياسات بالنسبة إلينا مبادئ لا تحتمل التبديل مهما كانت الظروف».
وحذّر «من تحويل الشارع المطلبي إلى شوارع طائفية، فهذا تهديد لكل المطالب المحقة لمعظم من نزل إلى الساحات، وهي تهديد لكل مواطن، وتجعل الطامحين بالتغيير يصابون باليأس، ولا ينقص بلدنا المزيد من الخيبات».
بدوره، اعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة عيتا الشعب الجنوبية «أن أسوأ مشهد رأيناه، هو أن بعض الفاسدين ركب موجة الحراك، وبدأ يوجّه ويرشد الحراك ليحمي نفسه، كما أن هناك أحزاباً متهمة بالفساد ومسؤولة عما حصل من سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، أخذت الحراك الشعبي إلى معركة تصفية حسابات مع خصومها السياسيين، فحوّلوا الأزمة الاقتصادية الصعبة إلى أزمة سياسية أصعب، ودفعوا البلد إلى الفوضى وخطر الانزلاق للفتنة».
وأكد «أن حزب الله يعمل من أجل حكومة موثوقة قوية تسمع صوت الناس وتعبّر عن مطالبهم، وتكون قادرة على النهوض بالاقتصاد، ومحاسبة الفاسدين، واسترجاع المال المنهوب، كما أنه عليها أن تكسب الثقة الشعبية قبل أن تكسب الثقة النيابية، ولذلك فإن حزب الله يعمل ويدعو للإسراع في مسار التكليف والتأليف، وما يحصل من تأخير في التكليف، يؤشر إلى صعوبة العقبات في الطريق».