السؤال المشروع في ظلام الفراغ
عمر عبد القادر غندور
رغم التحذير من الوقوع في الفراغ، فقد وقع الفراغ، ولا نغوص في المسارات التي حملت رئيس الحكومة الى تقديم استقالته، فتلك لها تفاصيلها وحساباتها المحلية والخارجية، وهي ليست موضوع بياننا.
مرة جديدة نؤكد على أحقية الحراك المطلبي، ونُسقط ما شابه من محاولات استغلاله وأحداث مؤسفة كقطع الطرقات واعتداءات وتحريض مذهبي، لأنه ليس من صلب الحراك وغايته الوطنية، بل هو لغو ليس بدعاً في تحركات واشنطة يشارك فيها الآلاف.
ودعوْنا في حينه الى القبول بالورقة الإصلاحية كمدخل لتحقيق باقي الأهداف والقبول بالمتاح في الوقت المتاح.
واليوم بعد استقالة الحكومة التي ربما رحّب بها البعض، هل نحن اليوم أقرب إلى تحقيق حتى المتاح في الزمن الضيّق؟ أم اننا ابتعدنا أكثر؟
بالأمس انطلقت تظاهرة في الحازمية عند مستديرة الصياد «تحاسب» رئيس الجمهورية على إضاعة 24 ساعة هباء لم يباشر فيها الاستشارات لتسمية رئيس الوزراء العتيد، بينما الاصطفافات والتباينات والمشاورات والتفاهمات المستحيلة بين ضناصير السياسة، ولا تبدو هذه الضناصير مستعجلة وهي بحاجة للمزيد من التشاور ولا بدء الاستشارات في خلال الساعات القليلة المقبلة، بينما البلد بحاجة ماسّة لإنقاذ الهيكل المالي المتداعي أصلاً والمهدّد بالانهيار وإسقاط عملتنا الوطنية التعيسة في ضوء جبروت الدولار، والغموض في تسمية الرئيس المكلف وحجم الحكومة وشكلها، وما إذا كانت حكومة تكنو قراط أو سياسية او مشتركة؟
سؤال نفتش عن جواب له في ظلام الفراغ.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي