مواقف يمنيّة رافضة ومندّدة باتفاق الرياض وتعدّه بلا قيمة طهران تشكّك بجدواه وموسكو وواشنطن تعتبرانه بداية حل سياسي
أكد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي أن «الاتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لا يعني الشعب اليمني لأنه بين طرفي عملاء العدوان».
الحوثي وفي تغريدة له على «تويتر»، قال إن «اتفاق الرياض يؤكد عدم شرعية العدوان على اليمن».
وأضاف أنه «لو كان الاتفاق من أجل مصلحة اليمن، وليس نتيجة الخلاف السعودي الإماراتي، لكان قد تمّ إعلانه من دون حرب».
بدوره، أعلن مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي في اليمن رفضه لاتفاق الرياض وتمسكه «برفض الاحتلال وأزلامه»، معللاً أن «الاتفاق لا ينص على خروج القوات الأجنبية ولا يحفظ استقلال اليمن».
وذكر الإنقاذ الجنوبي أن رفضه للاتفاق سببه أيضاً أنه «لا يستمد شرعيته من الشعب وعبر الوسائل الديمقراطية»، لافتاً إلى أن «الاتفاق يعطي شرعية للميليشيات المناطقية التابعة للخارج، وللاحتلال السعودي وحق إدارة الأمور المحلية».
وأضاف أن «اتفاق الرياض يجعل الوصول إلى السلطة مكافأة لمن يعتمد على قوة السلاح والغلبة»، ودعا القوى الوطنية كافة إلى «رص الصفوف والاستعداد لمواجهة الاحتلال وأزلامه وإسقاط مشاريعه، والاتحاد لخلق شراكة وطنية حقيقية تهيئ الظروف لإعادة السلطة للشعب».
كذلك انتقد رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري في جنوب اليمن حسن باعوم اتفاقية الرياض، وقال إنهم «مع سلام دائم وليس مع اتفاقيات تنتقص من حق شعب جنوب اليمن».
ولفت باعوم إلى أن «اتفاقية الرياض محاولة لشرعنة الإدارة الخارجية للبلد، وإعادة تجييش الجنوب في حرب ليست حربه»، على حد قوله.
وأكد أنهم مع سلام دائم تقوده الأمم المتحدة وليس مع اتفاقيات ترحّل الأزمات.
من جهته، رأى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن «الاتفاق بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي خطوة مهمة في طريق حل سياسي».
وأعرب عن امتنانه لمساعدة السعودية في تسهيل التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أنه «التقى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لبحث التعاون الثنائي والإقليمي».
في هذه الأثناء، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، أمس، على الاتفاق الموقّع بين حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي يتضمّن إعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، بالقول إن «اتفاقات كهذه لا تقدم أي مساعدة في حل مشاكل اليمن».
وأضاف: «إن توقيع اتفاقات كهذه لا يقدّم أي دعم لحل المشاكل في اليمن، وإنما يأتي في سياق تعزيز الاحتلال السعودي، مباشرة أو عبر القوات التي تنوب عنه»، مشيراً إلى «موقف الجمهورية الإيرانية الداعم لتأسيس دولة يمنية موحّدة وشاملة عبر الحوار اليمني اليمني، وعلى احترام وحدة الأراضي اليمنية وسيادة هذا البلد».
وأوضح موسوي، أن «الجمهورية الإيرانية تعتقد بأن حلّ الأزمة اليمنية يكمن في إيقاف الحرب، وإزالة الحظر الجائر عن اليمن وشعبه، وصولاً إلى إيجاد اتفاق يمني – يمني حول المستقبل السياسي لهذا البلد».
في حين رحّبت روسيا بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، أول أمس، بين السلطات الشرعية اليمنية و»المجلس الانتقالي الجنوبي»، بوساطة من السعودية وأبو ظبي.
وجاء في تعليق صدر عن قسم الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية، أمس، أن «موسكو تعتبر الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الرياض، خطوة هامة باتجاه تعزيز تلاحم المجتمع اليمني، ومثالاً إيجابياً للوصول لحلول مقبولة لدى جميع الأطراف وتوافقية أحوج ما يكون اليمن إليها في الظروف الراهنة».
وأشارت الوزارة إلى دور المملكة العربية السعودية وأبو ظبي اللتين «أسهمتا بقسط ملموس في تحقيق الاتفاقات اليمنية المذكورة، وأخذتا على عاتقهما متابعة تطبيقها».
وأعرب البيان عن أمل موسكو في «أن يساعد ما أبدته أطراف يمنية من قدرة على التفاوض وإيجاد قواسم مشتركة، في إنهاء النزاع العسكري السياسي المزمن بمشاركة حركة أنصار الله الحوثية في أسرع وقت ممكن».
وجددت الوزارة انطلاق روسيا من أن «الأزمة اليمنية لا حل عسكري لها، وأن إعادة السلام المنشود والاستقرار إلى اليمن الصديق ممكنة فقط على أساس حوار وطني واسع ومراعاة مصالح جميع القوى ذات التوجّهات الوطنية»، معربة عن استعداد موسكو لـ»المساعدة في تحقيق ذلك».
وجرى في العاصمة السعودية الرياض، أول أمس، توقيع اتفاق بين الحكومة اليمنية و»المجلس الانتقالي الجنوبي»، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وينص الاتفاق، ضمن أبرز بنوده، على عودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، في غضون 7 أيام، وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع، وتشكيل حكومة كفاءة بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه.