أزمة تشكيل الحكومة… ما هو المطلوب؟
عمر عبد القادر غندور
عن المفردات المتداولة هذه الأيام «رفاه الوقت» والمقصود بها «خود وقتك» رغم انّ البلاد تعيش حالة حراك شعبي خارق، ولا نرى رئيس الجمهورية مضطراً لتحديد موعد للاستشارات من دون الاتفاق على شكل ولون وعدد أعضاء الحكومة!
ويرى انّ اختيار رئيس حكومة مكلف لا يلزمه القانون بمدة محدّدة للتأليف فيبقى حاكماً بيده كلّ الصلاحيات لثلاث سنوات، ويتحوّل رئيس الجمهورية الى ناطور!
بينما البلاد في حالة اهتراء وغليان وفقر وتعقيدات وتدخلات خارجية بدأت تتمظهر من خلال تحركات وتوجيهات لبعض القوى المحلية وموقفها من الحلول المقترحة لاختراق ما في جدار الأزمة «التاريخية» الآخذة في الاتساع في بلد يعاني على مختلف الأصعدة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والبيئية والحقوقية والخدماتية.
وقد سبق لهذا الوطن المعذب منذ أن نال استقلاله عام 1943 وحتى قبل ذلك أن عرف أزمات قاسية جداً، ولكنها المرة الأولى التي يخرج فيها الشعب الى الشوارع مطالباً برأس الطبقة السياسية «كلن كلن وهذا لا يتمّ إلا من خلال آلية دستورية يتفاهم عليها اللبنانيون. وقد سبق لهم ان أخفقوا في تحصيل هذا التفاهم المطلوب رغم عظيم جراحاتهم، ولم يدركوا انّ المساكنة تقتضي المسامحة والمداراة والحوار في وطن ليس لهم غيره ولم يأتهم الفرج يوماً إلا بعد تدخل الدول القريبة والبعيدة:
في العام 1958 لم تنتهِ الحرب إلا بعد تدخل القوى الإقليمية التي فرضت شعار «لا غالب ولا مغلوب»، في العام 1969 تدخلت مصر لفض الاشتباك بين الجيش اللبناني والفلسطينيين عبر اتفاق القاهرة، وفي العام 1975 1976 لم ندرك خطيئة الحرب العبثية إلا بعد أن دخلت قوات الردع العربية.
فهل المطلوب اليوم تدخل دولي لحلّ أزمتنا وقيام حكومة تحاكي أهداف الحراك المطلبي؟
أو على الأقل حكومة تدير أزمتنا المالية لا بل أزماتنا ولا ضرر من ان لا تحظى برضى الجميع.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي