ليندا بيطار تمزج الشامي وتغزل الهوى في أوبرا دمشق

آمنة ملحم

لم يكن غريباً نفاد بطاقات حفل الفنانة ليندا بيطار السنوي في أوبرا دمشق خلال ساعتين فقط من طرحها في كوة البيع، فصاحبة «غزل الهوى» تعرف كيف تنسج خيوط حفلها وتبيع الورد للجمهور بنغمات مدروسة وصوت يمزج الماضي بالحاضر ببراعة الأكاديمية، وثقل الطبقات المخملية ونثر النغمات الفيروزية في أرجاء المسرح بسحرية يتفرّد بها صوت ليندا موزّعة عبره الحبّ برفقة فرقة موسيقيّة يقودها المايسترو عدنان فتح الله الذي معه تكون الفنانة ليندا بأمان يستمدّه الطرفان من انسجام فنّي بات واضحاً وثماره مكللة بالنجاح غالباً.

اختارت بيطار لحفلها هذا العام برنامجاً فنياً مختلفاً متلوناً بين التراث والطرب والمعاصرة بأغانيها الخاصة مع حضور بديهي لفيروز التي لم تغب عن حفلاتها يوماً، فغنت لوديع الصافي أيضاً، وأم كلثوم، وأغنيتها «ملبك» كانت على المسرح للمرة الأولى، مع مكان خاص في الحفل للمزيج الشامي الذي أطلقته مؤخراً حيث شاركها في العزف الموسيقي اللبناني لوكاس صقر على البيانو والمايسترو فتح الله على العود، لتغنّي «نيسان» برفقة عزف منفرد لصقر على البيانو وتحصد معها تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي تعدّدت فئاته العمرية التي تستقطبها بيطار بألوانها الغنــائية والذي ضمّ عدداً من الموسيقيّين والفنانـــين السوريين الذين لا يغيبوا عن حفل لبيطار مثل الفنـــانة ديمــة قندلفت والفنانة سلافة فواخرجي، الفنان وائل رمضان، الفنانة نظلي الرواس، والفنان أيمن عبد السلام.

وكما تحصد ليندا محبة عالية من الجمهور السوري ترجمها بإقباله الكثيف على بطاقات الحفل والذي دفع بدار الأوبرا لجعله حفلين بيومين متتالين 11 و12 الشهر الحالي إرضاء له، فترى بيطار في حديث لـ»البناء» على هامش الحفل أن تلك المحبة تحملها مسؤولية كبيرة تجاه هذا الجمهور وستظل مرافقة لها في كل عمل تختاره وتعمل عليه.

ورغم أن كل حفل لبيطار له خصوصية لديها لكن يبقى لمسرح الأوبرا العريق مكانة تجعل الوقوف عليه متفرداً عن غيره.

ليندا التي تحضر لأغنية شامية بامتياز، ترى في تجربتها الأخيرة «مزيج شامي» نمطاً محبباً لها لا سيما أنها حافظت فيها على اللحن الأصلي والإيقاع والغناء الشرقي ليأتي اللعب بطريقة الميدلي عن طريق الكلمة.

بدوره عدنان فتح الله أكد بأن تميّز حفل ليندا يأتي من الاختلاف الذي حاولت تحقيقه بخيارات الأغاني، كما تعمل كل عام على جعل الحفل مكتمل العناصر من ناحية العمل على الإضاءة والصوت والألوان، لتحقّق النجاح بصوتها المتميّز بمرونة عالية يليق به الكثير من الأنماط الغنائية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى