الأسد: لا يمكن القضاء على الإرهاب من الجو
أكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلةٍ مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب من الجو ولا يمكن تحقيق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها بنفس الوقت، لذلك بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف لا توجد نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه.
وأضاف إن «القول بأن ضربات التحالف تساعد القوات السورية غير صحيح ولو كانت فاعلة لاستفادت منها، لكنها لم تحدث أي تغيير، خصوصاً أن تركيا لا تزال تدعم داعش مباشرةً».
وتابع الأسد إن «السوريين هم من يخوضون المعارك على الأرض ضد داعش»، مشيراً إلى «أن بقاءه رئيساً ليس هدفاً له لا قبل الأزمة ولا خلالها، لكن السوريين لا يقبلون أن تكون سورية دولة دمية للغرب وهذا أحد أهم أهدافهم ومبادئهم».
وأشار الرئيس الأسد إلى «أن لا خلاف شخصياً مع الرئيس فرانسوا هولاند، وأنه لا ينافسه على شيء وأن من ينافس الرئيس الفرنسي في شعبيته الفرنسية هو تنظيم «داعش» الإرهابي، لأن شعبيته قريبة من شعبية هذا التنظيم».
وأضاف أن «القضية ليست علاقات شخصية وإنما علاقات بين الدول والمؤسسات وهي علاقة مصالح بين شعبين، عندما يكون هناك أي مسؤول فرنسي يعمل من أجل المصلحة المشتركة نحن سنتعامل معه، ولكن هذه الإدارة تعمل ضد مصلحة شعبنا وضد مصلحة الشعب الفرنسي».
جاء ذلك في وقت قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ألحق أضراراً جسيمة بتنظيم «داعش» وأنه نفذ حتى الآن نحو ألف غارة جوية في العراق وسورية، مشيراً إلى أن المعركة ضد التنظيم قد تستمر أعواماً.
كلام الوزير الأميركي جاء خلال اجتماع ضم وزراء خارجية التحالف الدولي ضد «داعش» في بروكسيل أمس بحضور 60 شريكاً في التحالف لمناقشة الآليات السياسية والجهود الحالية التي تهدف إلى القضاء على التنظيم.
كيري أكد أن الولايات المتحدة لا تزال تناقش موضوع منطقة الحظر الجوي فوق سورية مع تركيا لكن لم تصل إلى تفاهم لغاية الآن، وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تزايداً في عدد الغارات ضد مواقع «داعش» في العراق وسورية، موضحاً أن منشآت قيادة التنظيم دمرت في سورية في حين تضررت البنى التحتية النفطية ومنع «داعش» من مواصلة حصاره لبلدة كوباني الحدودية.
وقال كيري: «حالياً بات أصعب على داعش حشد القوات بقوة والانتقال في قوافل وشن هجمات منسقة مقارنة بالفترة التي بدأنا فيها. لا يمكن لأي وحدة كبيرة لداعش أن تتقدم بقوة من دون أن تقلق مما سيهبط عليها من السماء».
تصريحات كيري تزامنت مع تزايد الحديث عن قيام الولايات المتحدة بإنشاء عملية تدقيق قوي لاستبعاد غير المرغوب فيهم من بين «المعارضين السوريين المسلحين» الذين ستدربهم لمحاربة تنظيم «داعش». بحسب ما أشار مسؤول أميركي لوكالة «رويترز» رفض الكشف عن اسمه.
وقال مسؤولون أميركيون إن «من المتوقع أن يشمل البرنامج عدداً من المقاتلين المعروفين بالفعل للحكومة الأميركية قد يستغرقون وقتاً قصيراً قد يصل إلى يوم واحد لاجتياز الفحص في البداية».
وأضافوا: «أن هؤلاء سوف يخضعون لعملية تدقيق شامل تشمل اختبارات نفسية وجمع بيانات القياسات الحيوية. وسيتم فحص أسماء المرشحين من خلال قواعد البيانات الأميركية وتبادلها مع الحلفاء بالمنطقة من أجل فحصها». وتابعوا: «الولايات المتحدة لها بالفعل علاقات بشبكات من المقاتلين السوريين بما في ذلك من خلال برنامج سري للاستخبارات المركزية الأميركية درب مقاتلين بالفعل ومن خلال برامج حكومية أميركية لتقديم مساعدات غير مميتة».
وقال مسؤول أميركي: «نحن الحكومة الأميركية لدينا علاقة قائمة مع أناس على الأرض. لن نبدأ من الصفر، والأولوية هي لاستبعاد من ينتهكون حقوق الإنسان والجواسيس والمقاتلين الذين قد يبدلون ولاءاتهم».
وفي السياق، أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن التصدي للإرهاب سيستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب جهداً يحتم وجود قوات قتالية على الأرض.
وقال الفيصل في كلمة أمام المؤتمر في بروكسيل، إن استضافة بلاده للمؤتمر الإقليمي لمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة بالمنطقة في جدة في أيلول الماضي، شكل نواة التحالف الدولي ضد «داعش». وأضاف أن بلاده «كانت ولا تزال في مقدم الدول التي تكافح الإرهاب»، مشيراً إلى أن ذلك «تجلى من خلال مشاركة السعودية في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم في العراق وسورية».
وحول القضاء على الإرهاب في سورية قال: «لبلوغ هذه الغاية، لا بد من تقوية قوى الاعتدال الممثلة في الجيش الحر، وجميع قوى المعارضة المعتدلة الأخرى، والسعي لضمها مع القوات النظامية في إطار هيئة الحكم الانتقالي المنصوص عليها في إعلان جنيف-1 ، ما عدا من ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء».