«عشق الصباح»
«سبحان الله الذي جعل الحب لغة الإنسان والعشق تراتيل صلوات «
– لا أحد يمتلك هذي الفضاءات.. الله سبحانه خلقها للناس كافة..
الوقت ليل وانا الليل عندي محراب بوح المحبين.. استغرب كيف ينام الخلق ساعات متواصلة وانا ناطر الفجر أن يجيء.. كانت الريح شرقية باردة جعلت شجرات الحاكورة تنحني معها كما تشاء فينحني قلبي على تلك الديار التي تركناها وتركونا أهلها !
والشوارع شبه خالية ولا شيء إلا القمر في السماء الصافية وضوؤه ساطع على البحر وأنوار متلألئة على اتساع سفوح وقمم الجبال كأنه يرسم لوحة جمالية لطبيعة خُلقت لتزين الأرض من حول البحر بهذا الإبداع اللامتناهي من الجمال.. وأنا الغريب معجون بطبيعة الشرق القريب من البادية، أعشق الحبق والهوى الشرقي والدور الواسعات.. وحكايا البيادر، وحتى طريقة إلقاء السلام حيث لكل وقت سلامه الذي يتميز فيها.. أول شمس النهار «الله يصبحكم بالخير».. عند شمس الظهر «الله يعطيكن العافية». وقبيل مغيب الشمس «السلام عليكم «. وفي مساءات السهر «الله يمسيكم بالخير».. هنا، تختلف الحياة بكل تفاصيلها يبدو ان للبحر عاداته وتقاليده ولباسه وطقوسه.. العادات بالنسبة لإنسان يحب كل شيء على طبيعته «الفطرة التي وجد عليها».. ولا أدري لماذا كل قديم يشدني إليه.. كأني أرى فيه وجوه الأحبة الذين باعدت مسارات الضوء بيننا وبينهم وصاروا حديث الذكريات !
ما كنت أعلم بأن الغربة مسار العذابات.. ترحال وحنين..
والأمكنة نافرة لا تتعرّف عليك حتى لو أمضيت تسكنها سنوات طوال تبقى غريباً !
واذا كواك الحنين وأوجعك الفقد.. لا تجد في ليل سهرك
«نديماً تشرب نخبه» ويدواي ألمك ولو بكلمة طيبة.. وبما اني عشت في الشام حوالي أربعين عاماً.. صرت متيقناً واعتقد ان الذين سكنوا الشام.. لن تنهأ لهم حياة ولا يطيب لهم عيش حتى ولو سكنوا في أمكنة طبيعتها جميلة ورائعة وصارت جنة من جنان الله في الأرض… وهذا حالي معك يا بحر!
حسن إبراهيم الناصر