السعودية تبحث هدنة اليمن في محادثات غير رسمية مع الحوثيين
قالت مصادر مطلعة إن «السعودية تكثف محادثات غير رسمية مع جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن».
وقالت ثلاثة مصادر إن «المحادثات بدأت في أواخر أيلول في الأردن في الوقت الذي تتحمل فيه الرياض بمفردها مسؤولية الجهود العسكرية للتحالف العربي الذي يقاتل في اليمن بعد خروج الإمارات حليفتها الرئيسية».
وأضافت المصادر أن «المحادثات بدأت بعد أن عرض الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ وشن هجمات بطائرات مسيرة عبر الحدود على مدن سعودية إذا أنهى التحالف الذي تقوده السعودية ضرباته الجوية على اليمن».
وقال مصدر رابع «المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرّك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات»، لكن الرياض ما زالت لديها مخاوف بشأن حدودها.
وقال مسؤول سعودي «لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016. ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن».
وأكد مسؤول من الحوثيين طلب عدم نشر اسمه أن «الجماعة تبحث وقف إطلاق نار موسّع مع الرياض». وأضاف «لكن صبرنا يوشك على النفاد».
وتأمل الأمم المتحدة كذلك أن تُستأنف المفاوضات بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية وبين الحوثيين لإنهاء ما يُعتقد على نطاق واسع أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن إنه يأمل في إنهاء الصراع خلال الأشهر الأولى من عام 2020.
وأودت الحرب بحياة نحو مئة ألف شخص ودفعت الملايين إلى شفا مجاعة وفقاً لمشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة وهو منظمة غير حكومية.
وقال دبلوماسيون إن «الرياض تأمل في الاستفادة من نجاح اتفاق توسّطت فيه هذا الشهر بين حكومة هادي وانفصاليين جنوبيين مدعومين من الإمارات لإنهاء صراع على السلطة في عدن ومحافظات جنوبية أخرى تعتبر معقل التحالف».
ويهدف الاتفاق إلى منع فتح جبهة جديدة في الحرب وتوحيد صفوف أعضاء التحالف الذين انقلبوا على بعضهم البعض. وسيضمن الاتفاق انضمام الانفصاليين الجنوبيين لحكومة هادي.
وقال دبلوماسي غربي «تريد الرياض في نهاية الأمر صياغة اتفاق مع الحوثيين إلى جانب الاتفاق مع الجنوبيين… لحشد الزخم للتوصل إلى حل سياسي يُنهي الحرب».
وسيطرت القوات السعودية على ميناء عدن وأبين ومحافظتي شبوة وحضرموت المنتجتين للنفط في حين انسحبت قوات الإمارات.
ونأت أبوظبي بنفسها عن الصراع وسط تزايد الضغوط الغربية وتصاعد التوترات مع إيران مما أثار مخاوف من اندلاع حرب خليجية. لكن مصادر عسكرية قالت إن القوات الإماراتية ما زالت في ميناء للغاز الطبيعي المسال في بلحاف بمحافظة شبوة وميناء الضبة النفطي في حضرموت وفي المكلا.
وقال غراهام جريفيث المحلل في منظمة كونترول ريسك ميدل إيست «أعتقد أن أكثر النتائج تفاؤلاً التي يمكن التوصل إليها هي وقف للقتال يمكن الحفاظ عليه ومجموعات من المفاوضات المطولة المستبعد أن تقود إلى تسوية واضحة وشاملة».