خامنئي: سلاح أميركا إيجاد التفرقة وزعزعة عزيمة الشعوب روحاني يعتبر رفع أسعار البنزين في صالح الشعب
قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، أمس، إن «موقف إيران من القضية الفلسطينية حاسم ومبدئي».
وشدد السيد خامنئي خلال لقائه بالمشاركين في «مؤتمر الوحدة الاسلامي» وسفراء الدول الإسلامية في إيران، على أن الأخيرة «ساعدت وستساعد الشعب الفلسطيني دون أية ملاحظات»، داعياً كل العالم الإسلامي للقيام بذلك.
واعتبر المرشد الإيراني أن «قضية إزالة حكومة إسرائيل تتكرر في تصريحات الإمام الخميني الراحل وتصريحات مسؤولي الجمهورية الإسلامية»، مؤكداً أن «هذا الأمر لا يعني إزالة الشعب اليهودي، بل إزالة تلك الحكومة والكيان الزائف».
وفيما جدّد تأييده للشعب الفلسطيني واستقلاله، أشار إلى أن «إيران لا تستعدي اليهود الذين يعيشون بشكلٍ آمن فيها».
ولفت السيد خامنئي إلى أنه «لو التزمت الدول الإسلامية بأقل معايير الوحدة لما كانت كل هذه المصائب في العالم الإسلامي، لا سيما القضية الفلسطينية اليوم، أكبر مصيبة في العالم الإسلامي».
وأكد أن «سلاح أميركا الأساسي هو التفرقة وتغيير الحسابات»، معتبراً أن «علاج هذا العداء هو الصمود، وإظهار الوجه الحقيقي لأميركا كي تفهم الشعوب المسلمة ماذا يوجد خلف هذا الوجه المدافع عن حقوق الإنسان».
وتابع: «سلاح أميركا الاساسي في المنطقة هو التغلغل في مناطق اتخاذ القرار الحساسة، إيجاد التفرقة وزعزعة عزيمة الشعوب، والتلاعب بالحسابات واتخاذ القرارات وإظهار أن الاستسلام أمام أميركا هو الحل للمشاكل، كل ذلك هو من الأسلحة الخطيرة غير الحربية».
وقال السيد خامنئي إن «أميركا ليست عدواً لإيران وحسب، بل هي عدو للعالم الإسلامي، عدو لفلسطين، عدو لدول غرب آسيا، عدو لشعوب شمال افريقيا»، معتبراً أن «سبب هذه العداوة هو طبيعة الإسلام، هم يعارضون منطق ومعنى الإسلام».
وأوضح أن «الإدارة الأميركية أكثر عداءً لإيران ولكنها معادية للسعودية»، متسائلاً: «أليست هذه عداوة أن يقولوا وبكل صراحة إن السعوديين لا يملكون شيئاً سوى النفط؟ أي لديهم المال إذاً يجب علينا أن ننهبهم، هل يوجد أعلى من هذه العداوة؟».
واعتبر المرشد الإيراني أن «عليهم فهم العداوة، وأن يفهموا ما هي وظيفة الانسان الشريف أمام هذه العداوة، والشرف والغيرة الإسلامية والغيرة العربية ماذا تتطلب أمام إهانة كهذه، عليهم أن يفهموا وظيفتهم».
وكان السيد خامنئي قد استقبل صباح أمس، في العاصمة طهران رؤساء السلطات الثلاث في إيران، وحشداً من المسؤولين والبعثات الدبلوماسية والضيوف المشاركين في المؤتمر الثالث والثلاثين للوحدة الاسلامية.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال إن بلاده «صديقة لشعوب السعودية والإمارات ودول المنطقة».
وفي كلمة له خلال «مؤتمر الوحدة الاسلامية» الـ 33 المنعقد في طهران، الخميس، أضاف «نحن نعشق فلسطين وشعبها أمّا «إسرائيل» والولايات المتحدة فهما عدوتان».
من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني، إن «قرار الحكومة رفع أسعار البنزين «يصب في مصلحة الشعب، وجاء من أجل مساعدة شرائح المجتمع الضعيفة المعرضة للضغط».
وأضاف روحاني خلال لقائه عدداً من أعضاء الحكومة: «لا يتصور أحد أن الحكومة اتخذت هذا الإجراء بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وأنها قامت بذلك كي تعوض العجز في ميزانيتها، ولن يذهب ريال واحد من هذه الأموال إلى الخزانة».
وتابع روحاني: «الحكومة كانت منذ فترة طويلة تسعى إلى أن تجد طريقة لمساعدة ودعم الشرائح الضعيفة في البلاد من الذين يواجهون ضغوطاً بسبب الأوضاع الاقتصادية، ولكن بسبب نقص الموارد في الميزانية لم يتم تنفيذ ذلك».
وكانت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قد أصدرت، فجر أمس، بياناً أعلنت فيه عن ارتفاع سعر البنزين ثلاثة أضعاف سعره الحالي في البلاد، حيث أصبح سعر لتر البنزين العادي المدعوم حكومياً 1500 تومان 0.04 دولار لكل لتر، وسعر البنزين العادي غير المدعوم أصبح 3000 تومان 0.07 دولار لكل لتر، فيما أصبح سعر لتر البنزين السوبر 3500 تومان 0.08 دولار للتر.
وقوبل قرار رفع أسعار البنزين بردود فعل واسعة من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين، فيما وصف سكرتير دار العمال، علي رضا محجوب، هذا القرار بأنه «إضرام النار في حياة الفقراء».
وفيما تبادل ناشطون على الإنترنت صوراً وفيديوهات تشير إلى تعرّض محطات وقود في بعض المحافظات إلى هجمات احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود، نفت الداخلية الإيرانية والشركة الوطنية للنفط ذلك، معتبرة أن بعض وسائل الإعلام المعارضة تسعى إلى نشر الفوضى في البلاد.