تقرير إخباري
وقعت شركة «مروحيّات روسيا» اتفاقية مع شركة «توازن» الإماراتية تقضي بشراء الأخيرة 50 من أسهم شركة «بي بي تكنولوجي» للتصميم الفني والتقني للمروحيّات، على هامش معرض دبي للطيران 2019.
وسينضم ممثلو شركة «توازن» الإماراتية إلى مجلس إدارة الشركة على قدم المساواة مع ممثلي شركة «مروحيات روسيا»، وسيستثمر الجانبان في الشركة نحو 400 مليون يورو.
ومن المتوقع أن يتم إكمال الصفقة في نهاية الربع الأول من العام المقبل، حيث ستشمل الاتفاقية أيضاً المساعدة على ترويج هذه المنتجات في أسواق الشرق الأوسط، ولا سيما الخليج.
وأوضح الخبير الاقتصادي الإماراتي عبد الرحمن الطريفي، سبب الاهتمام الإماراتي باستثمار كهذا بالقول: «الإمارات مهتمة جداً بهذا النوع من الاستثمارات والمعارض وخاصة في مجال الطيران، ومعرض الطيران الحالي من أكبر المعارض في العالم، وسبق معارض الطائرات في فرنسا وفي بريطانيا».
ويكمل الخبير الإماراتي: «هذا المعرض يحظى باهتمام كبير، لأنه خلال العشر سنوات الأخيرة، جرت صفقات في هذا المعرض وصلت لأكثر من 2 تريليون دولار، وفي هذا العام فقط من المتوقع أن تصل الصفقات إلى حوالي 220 مليار دولار، ومن هنا ينبع اهتمام الإمارات في الاستثمار بهذا المجال».
بدوره يرى المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد خلفان الكعبي أن «هناك تعاوناً كبيراً بين الإمارات وروسيا، وهي ليست المرة الأولى التي توقع فيها الإمارات عقوداً في المجال العسكري، وهناك أيضاً عقود كثيرة في المجال الاقتصادي».
ويواصل: «هناك تعاون وتشاور سياسي بين الإمارات وروسيا، وآخرها كانت زيارة الرئيس الروسي إلى الإمارات، وفي الحقيقة أيضاً هناك اهتمام كبير لتطوير التعاون العسكري مع روسيا».
ويُضيف: «الصناعات الروسية أثبتت أنها من أفضل الصناعات ولديها أقوى المعدات، وكسبت نجاحاً ميدانياً كبيراً. وهذا يشجّع الشركات الإماراتية على أن تستثمر في الشركات الروسية الناشطة في هذا المجال».
وعن الفائدة التي تعود على الإمارات من هذه الصفقة وما تستثمره الإمارات المتحدة في هذا المجال، يقول الطريفي: «نبدأ في مجال الطيران العمودي، حيث هناك شركات متخصصة في هذا المجال، والآن هناك فنادق عدة تعتمد على هذا النوع من الطيران، على الرغم من أن حركة السير في الإمارات سهلة ولا يوجد فيها أي عوائق».
ويكمل: فهذا الاستثمار حالياً جاذب جداً، لكونه أصبح وسيلة نقل جيدة، خاصة في مجال النقل بين الإمارات هنا، وأصبح هناك شركات لديها مكاتب في أبو ظبي ودبي للنقل، وهي تحتاج إلى هذا النوع من الطائرات.
أما العميد خلفان الكعبي فيقول: «الإمارات في الدرجة الأولى تعتمد على شراء الأسلحة، ولديها الآن خطط طموحة لتطوير صناعات محلية وأن يكون لها دور فيها، وروسيا تمتلك الخبرة الكبيرة في مجال التصنيع وفي مجال التسويق».
ويتابع: «الإمارات تعلم أن روسيا ناجحة في تسويق منتجاتها في مختلف دول العالم، ولذلك لجأت إليها، وهذا الأمر فيه الفائدة للطرفين، للإمارات كمستخدم وأيضاً كمسوّق عن طريق الشركات الروسية».
وعن سبب التعاون الروسي الإماراتي بشكل خاص، تحدث الخبير الإماراتي الطريفي، ويقول: «هناك تجارة واستثمار قوي بين الإمارات وروسيا، حيث إن الصندوق السياديّ الروسي مهتم جداً بالاستثمار في الإمارات، وبزيارة بوتين الأخيرة إلى الإمارات ارتفعت الاستثمارات المشتركة إلى حوالي 3.5 مليار دولار». ويتابع: «تم توقيع الكثير من الاتفاقيات والتفاهمات بين الطرفين. وهذا نتيجة لانفتاح روسيا على منطقة الخليج على الرغم من كونه متأخراً قليلاً، ونشاهد الآن أن هناك استثمارات روسية عديدة في المنطقة في السعودية وفي قطر وفي غيرها من دول الخليج العربي».