دمشق: أوروبا بتبعيتها العمياء للسياسة الأميركية أصبحت على هامش الأحداث.. والدفاع الروسية تعتبر أيّ عمل عسكري تركي من جديد سيزعزع الاستقرار

بحث معاون وزير الخارجية والمغتربين السوري، أيمن سوسان، مع وفد البوندستاغ الألماني الحرب ضد الإرهاب على أراضي الجمهورية السورية، منتقداً موقف الاتحاد الأوروبي من السياسة الأميركية.

أفاد المكتب الصحافي التابع لوزارة الخارجية السورية، أن سوسان، عرض للوفد الضيف آخر المستجدات في سورية والمنطقة مجدداً التأكيد على الاستمرار في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل كامل وإنهاء أي وجود أجنبي غير مشروع على الأراضي السورية، ومشدداً على أن وحدة سورية أرضاً وشعباً هي أمر مقدّس وخط أحمر لن يُسمح لأي كان بتجاوزه.

وأشار الدبلوماسي السوري، إلى أن «الاتحاد الأوروبي بتبعيته العمياء للسياسات الأميركية فقد البوصلة والهوية وأصبح على هامش الأحداث، الأمر الذي يفسّر حالة الضياع وانعدام الصدقية بالمشروع الأوروبي لدى جزء كبير من الرأي العام الأوروبي».

من جانبهم عبر أعضاء البرلمان الألماني، عن التقدير للإنجازات الميدانية التي تحققت في مكافحة الإرهاب وعودة الاستقرار إلى الكثير من المناطق السورية والتفهم الكامل لحقيقة الأوضاع في سورية.

وأكد أعضاء الوفد معارضتهم لسياسة الاتحاد الأوروبي إزاء سورية داعين إلى رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب اللامشروعة ودعم جهود سورية في إعادة الإعمار لتسهيل عودة السوريين الذين أجبرتهم الظروف الراهنة على مغادرة البلاد.

على صعيد آخر، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن سورية تتطلّع للتوصل إلى معاهدة شاملة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بهدف تحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.

وأشار الجعفري إلى أن الولايات المتحدة الأميركية و»إسرائيل» تضربان عرض الحائط بالإرادة الدولية لإقامة هذه المنطقة وأن ادعاءاتهما بشأن عدم الانتشار النووي مجرد لغو سياسي معزول عن الواقع.

وأوضح الجعفري في كلمة أمس، خلال مؤتمر «لإنشاء منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية» الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أن منع شعوب منطقتنا من حقها وتطلعاتها للعيش بسلام وأمان بما في ذلك من خلال إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى يُعزى أساساً إلى تعنت بعض الدول النافذة وبالأخص إحدى الدول النووية وذلك لحماية تنصل «إسرائيل» من الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار وإلى اتفاقيتي حظر الأسلحة الكيميائية وحظر الأسلحة البيولوجية. وهو مطلب يحقق ضرورة تحقيق شمولية مفهوم نزع أسلحة الدمار الشامل في العالم بشكل عام وفي منطقتنا بشكل خاص.

ميدانياً، عبّرت وزارة الدفاع الروسية عن دهشتها، أمس، من تعهّد تركيا القيام بعملية عسكرية جديدة في شمال سورية «إذا لم يجرِ تطهير المنطقة» ممن تصفهم بالإرهابيين.

وأكدت الوزارة على لسان المتحدّث باسمها، الجنرال إيغور كوناشينكوف، أن «أي عمل عسكري تركي جديد في شمال سورية يمكن ان يزعزع الاستقرار»، معتبرةً أنه «بفضل مجموعة الإجراءات التي نفذتها روسيا الاتحادية أمكن تحقيق درجة كبيرة من الاستقرار في الوضع».

وأضاف كوناشينكوف أن «دعوة وزير الخارجية التركي لعمل عسكري لن يكون من شأنها سوى تصعيد الوضع في شمال سورية بدلاً من حل الأمور بالشكل المنصوص عليه في مذكرة تفاهم مشتركة وقعها الرئيسان الروسي والتركي».

وقال إن «موسكو قد نفذت بالكامل التزاماتها بموجب اتفاق أبرمه الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان»، مؤكداً أنه «يجري نقل قوات إضافية من الشرطة العسكرية الروسية إلى شمال سورية لتطبيع الوضع»، في حين «ستُقام مستشفيات ميدانية روسية في شمال سورية لتقديم المساعدات الطبية للمواطنين».

وكانت وكالة «الأناضول»، نقلت عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله، الاثنين، إن «بلاده قد تنفذ عملية عسكرية جديدة في شمال سورية إذا لم يجرِ تطهير المنطقة من وحدات حماية الشعب الكردية».

واعتبر أن «الولايات المتحدة وروسيا لم تنفذا ما نصّت عليه الاتفاقات التي أوقفت هجوماً تركياً الشهر الماضي».

وأشار الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الى أن بلاده تدرك أن «الدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد لن ينتهي على الفور»، لافتاً الى أن «المعركة ضد المسلحين الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة جماعة إرهابية، ستستمر»، بحسب تعبيره.

نفذت قوات الاحتلال الأميركية عملية إنزال جوي عبر مروحية على أحد المنازل في قرية تل أحمر بريف الحسكة الجنوبي وخطفت شابين شقيقين.

وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «قوات الاحتلال الأميركية تنفذ إنزالاً جوياً عبر مروحية على أحد المنازل في قرية تل أحمر بريف الحسكة الجنوبي وتختطف شابين شقيقين».

وهذا الاعتداء جاء بعد نحو يومين من اختطاف مدنيين اثنين في إنزال جوي مماثل لقوات الاحتلال الأميركي استهدف منزلاً في قرية الدشيشة التابعة لناحية مركدا بريف الحسكة الجنوبي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، في أكتوبر/تشرين الأول، قراره سحب القوات الأميركية من سورية. ثم أعلن الرئيس الأميركي أن بعض العسكريين الأميركيين يبقون في سورية «لحماية النفط» من تنظيم «داعش».

إلى ذلك، أنهت وحدات من الجيش السوري أعمال تثبيت نقاط عدة تابعة لها في المحور الغربي لناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي وذلك ضمن مهامها الوطنية.

وذكرت «سانا» أن وحدات من الجيش ثبتت نقاطها في قريتي الدشيشة والطويلة التي انتشرت فيهما أمس في المحور الغربي لبلدة تل تمر شمال غرب الحسكة.

وكانت وحدات من الجيش وسّعت أول أمس عمليات انتشارها في غرب ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي ودخلت أربع نقاط جديدة منها قريتا الدشيشة والطويلة.

واستكملت قوات حرس الحدود في الجيش السوري في الرابع عشر من الشهر الحالي انتشارها على الحدود مع تركيا بدءاً من ريف رأس العين الشمالي الشرقي وصولاً إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية بطول أكثر من 200 كم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى