منعم: المقاومة في أمتنا قادرة بإنجازاتها الكبيرة على ردّ أي استهداف أو عدوان سلوان: العقوبات المالية الأميركية على لبنان وشعبه ومصارفه هدفها افتعال الفتنة
بمناسبة السادس عشر من تشرين الثاني، عيد تأسيس الحزب السوري القومي الإجتماعي، نظمت منفذية البقاع الغربي في الحزب محاضرة بعنوان: «الأمة السورية بين النهضة والثورات» قدّمها ناظر الإذاعة في المنفذية أنطون سلوان وذلك في قاعة الأمين عبدالله محسن في مكتب مديرية مشغرة.
حضر المحاضرة أمين سر لقاء الأحزاب في البقاع مفيد سرحال، منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم وهيئة المنفذية، أعضاء المجلس القومي جرجي الغريب، نور غازي، حيدر فضة، مدير مديرية مشغرة وسام غزالي وهيئة المديرية، مدير مديرية سحمر علي الموسى وهيئة المديرية، مدير مديرية لبايا علاء ضاهر وهيئة المديرية، مدير مديرية كفرمشكي وسام الخوري، وجمع من الطلبة والقوميين والمواطنين.
استهلّ سلوان محاضرته مؤكداً بأنّ السادس عشر من تشرين الثاني كان نقطة تحوّل في تاريخ الأمة الذي أصبح بعد السادس عشر من تشرين الثاني مختلفاً عما كان عليه قبله.
وتوزّعت المحاضرة على أربعة محاور، وقدّم سلوان في المحور الأول سرداً تاريخياً يظهر الظروف التي سادت الأمة السورية خلال الإحتلال العثماني، مروراً باتفاقية «سايكس بيكو» و «وعد بلفور»، وصولاً الى الإحتلالين الفرنسي والبريطاني لسورية وإعلان دولة «لبنان الكبير». ومن ثم تناول تأسيس الحزب في ظلّ الوضع القائم في سورية شارحاً غاية الحزب ومعنى النهضة، وانكشاف أمر الحزب ومحاكمة أنطون سعاده وقيادة الحزب في المحكمة اللبنانية الفرنسية ومن ثم اغتراب الزعيم القسري ووضع الحزب في غيابه ومن ثم عودة الزعيم وإعلانه الثورة القومية الإجتماعية ومن ثم استشهاد الزعيم.
وشرح بشكل مفصل بيان الثورة القومية الإجتماعية ومقاصدها مشدّداً على أنّ استشهاد أنطون سعاده كان نتيجة لمؤامرة داخلية خارجية مشتركة من أجل منعه من تحقيق غاية الحزب السوري القومي الإجتماعي، وتابع بأنّ سعاده اعتمد لتحقيق غاية الحزب درب النهضة، أيّ درب المعرفة والوعي والرؤية الواضحة والجلية والنظرة القوية الى الحياة والعالم مؤكداً أنّ أيّ تغيير في المجتمع السوري يجب أن يسلك درب النهضة.
وقدّم في المحور الثاني تعريفاً لـ «حروب الجيل الرابع» التي أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية بزعم محاربة «الإرهاب» وأنّ سلاح هذه الحرب هو وسائل الإعلام الجديد والتقليدي ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة والعمليات الاستخبارية والنفوذ الأميركي في البلدان المستهدفة.
وتابع مستفيضاً بشرح الطريقة التي يخطط فيها أعداء الأمة من أجل السيطرة عليها وإخضاعها مستغلين توق الناس للحرية من أجل استعبادهم مستفيدين من سيطرتهم على بعض وسائل الإعلام من أجل خلق الفتن وإضعاف المجتمعات وأنّ أقوى سلاح يستخدمونه في حربهم هو الحرب الاقتصادية والمالية خاصة وأنهم من يملكون رؤوس الأموال ويعرفون جيداً كيفية استعمالها للسيطرة على الشعوب وقراراتهم.
وأشار إلى أنّ الثورة الفرنسية «الكبرى» لم تكن من صنع الفرنسيين أنفسهم وذكر بأنّ أنطون سعاده علّق على هذه الثورة بالتحديد قائلاً «لقد استخلصت بعد إعمال الفكر في ما آلت اليه فرنسة بعد الثورة أنّ مبادئ «الحريّة والإخاء والمساواة» ليست بالمبادئ الراسخة في روح الشعب الفرنسي، بل أنّ هذه المبادئ حين إعلانها في فرنسة أشبه بسحابة مرّت على أرض رملية وأمطرتها فلم يفد المطر شيئاً وما كادت السحابة تزول، حتى عاد الرمل الى ما كان عليه».
وتطرّق سلوان في المحور الثالث الى ما يسمّى «ثورات الربيع العربي» وبعد تعريفها واستعراض أسبابها ونتائجها أكد بأنّ بعضها نجح في تغيير بعض الوجوه السياسية في البلدان التي حصلت فيها ولكنها عجزت عن تأمين حياة أفضل للشعوب «الثائرة» بل على العكس كانت لها آثار تدميرية على معظم هذه البلدان.
وفي المحور الأخير تطرّق الى تظاهرات السابع عشر من تشرين الأول في لبنان، فأكد سلوان بأنّ المطالب التي خرج من أجلها اللبنانيون كانت محقة لكن ما سبقها من ظروف، تحديداً العقوبات المالية الأميركية على لبنان كانت من بين العوامل المفتعلة التي أدّت الى هذه التظاهرات وهذا هو الهدف الأساسي للعقوبات.
وتابع شارحاً الأسباب التي قد تمنع هذه التظاهرات من تحقيق أهدافها المعلنة ومنها رفع سقف المطالب، ومحاولات استغلال مطالب الناس المحقة ومشاعرهم الصادقة من قبل جهات داخلية وخارجية لها أهداف أكبر من مطالب معيشية محقة. وأكد بأنّ التربية يجب أن تكون في صميم أيّ برنامج إصلاحي اجتماعي لأنّ بناء المعرفة الصحيحة الوعي لدى الأجيال القادمة أمر ضروري لبناء المجتمع على أسس سليمة، وتابع بأنّ الساحات ليست موحدة كما تبدو في الإعلام وهذا يدلّ بأنّ التغيير المنشود لا يملك نظرة جلية واضحة موحدة للأهداف والوسائل المعتمدة لتحقيقه.
وأكد أنّ الحلّ للأزمة الحالية يكمن باعتماد مبادئ الحزب السوري القومي الإجتماعي الإصلاحية وبنود بيان الثورة القومية الإجتماعية، وأنّ الحلّ يكمن في بعث نهضة فكرية وثقافية وأخلاقية تشقّ طريق ثورة عقلانية واعية نحو مجتمع موحد الرؤية والهدف.
تلت المحاضرة مداخلة لمنفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم أكد فيها أنّ الظروف التي تمرّ فيها الأمة السورية بشكل كبير نتيجة للأطماع الغربية بشكل عام والأميركية بشكل خاص، بالغاز والنفط في البحر السوري.
وتابع أنّ الأهداف الأساسية لما يحصل هو استهداف عناصر القوة في الأمة ألا وهي المقاومة، وأنّ ما يحصل على الساحة اللبنانية من تطورات لا يجب أن يغطي على الإنجاز الكبير للمقاومة في فلسطين المتمثل باستخدامها أسلحة وصواريخ نوعية.
وأكد أنّ القوميين الإجتماعيين يعملون كعادتهم من أجل المصلحة العامة وهم يد واحدة في مواجهة كلّ التحديات.
وختم أنّ العمل على تحقيق مشروع الحزب لقيام مجلس تعاون مشرقي هو إحدى الخطوات الأساسية والضرورية من أجل معالجة المشكلات الإقتصادية لكيانات الأمة السورية.
