خامئني: الاحتجاجات الأخيرة أمنية وليست شعبية وروحاني لم نسمح للعدو باستغلالها

قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي إن «على الأصدقاء والأعداء أن يعلموا أن إيران أجبرت العدو على التراجع في ميدان المعركة العسكرية والسياسية والأمنية».

وأضاف خلال لقائه بفعاليات اقتصادية أن «الأفعال التي حصلت خلال هذه الأيام هي أفعال أمنية وليست شعبية»، مؤكداً أن «طهران ستجبر العدو على التراجع في الحرب الاقتصادية بشكل حاسم».

السيد خامنئي أشار إلى أن «المعنيين بالاقتصاد يشاهدون أن كل العالم والدول في حرب بسبب القضايا الاقتصادية، والآن خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن هذه الحرب برزت مع الصين وكوريا الشمالية، ولكن هذه الحرب الاقتصادية كانت موجودة في العهود الأخرى».

ورأى أن «هذه الحرب تحمل في بعض الحالات طابعاً وحشياً وحاقداً كالحرب الاقتصادية، التي تجري ضدنا، فالحظر قد اشتدّ الآن، ومن الخطأ التصوّر بأنه سينتهي في غضون عام أو عامين بل سيظل فترة أطول».

السيد خامنئي أكد أنه «لا ينبغي عقد الأمل على انتهاء الحظر أو رحيل دونالد ترامب»، مشيراً إلى أن «الحل الوحيد هو الإنتاج الداخلي»، ومشدداً على أنه «يجب تحصين البلاد ضد الحظر».

روحاني

بالتوازي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إن بلاده «خرجت منتصرة من اختبار تاريخي آخر»، مؤكداً أن شعبه «لم يسمح للعدو باستغلال الاحتجاجات، على الرغم من المشاكل الاقتصادية».

وأضاف في كلمة له باجتماع مجلس الوزراء، أن «العدو أراد من خلال العقوبات والضغوط القصوى على إيران أن يُخرج الناس إلى الشوارع ضد النظام»، لافتاً إلى أن «الاضطرابات في البلاد ممنهجة من قبل العدو لضرب أمن إيران».

ودان روحاني «مثيري الشغب» خلال الأيام الماضية، متهماً إياهم بأنهم «مسلحون ومنظمون ومدعومون من قبل إسرائيل وأميركا ودول رجعية في المنطقة».

وأشار الرئيس الإيراني، إلى أن «السلطات الإيرانية ستتعامل بحسم مع كل مَن يريد أن يكون مرتزقاً للدول الأخرى ضد الأمن القومي الإيراني».

ويسود الهدوء في العاصمة الإيرانية طهران ومعظم المحافظات التي شهدت احتجاجات. في حين أكد الجيش الإيراني جهوزيته للدفاع عن أمن البلاد.

وعادت الحياة إلى طبيعتها في المحافظات الإيرانية، حيث أعادت المدارس فتح أبوابِها، في وقت عمدت السلطات فيه إلى بدء عمليات إصلاح ما خرّبته أعمال الشغب في المرافق والأملاك العامة والخاصة.

وخرجت حشود غفيرة في العديد من المحافظات والمدن الإيرانية تنديداً بأعمال الشغب ودعماً للنظام.

الحرس الثوري

وقال اللواء محمد رضا يزدي، في الحرس الثوري، خلال تشييع أحد قتلى قوات التعبئة في الاحتجاجات: «هناك مَن باعوا أنفسهم للأعداء يسعون إلى ضرب الأمن في إيران وطهران، لكن قواتنا المدافعة عن الأمن واجهت مثيري الشغب ولم تسمح لهم بتحويل طهران إلى بيروت و بغداد، فهناك في الداخل والخارج من يريدون أن يحولوا طهران إلى بغداد وبيروت».

ولفت يزدي إلى أن «بعض مثيري الشغب ساهموا في الاضطرابات عن غير وعي فقط، لأنهم يعارضون بعض السياسات في البلاد، لكنّ بعضهم مرتبط بعناصر أجنبية».

وأكد المسؤول أن «هناك من خطط لزعزعة الأمن والنظام العام في إيران حتى قبل قرار رفع أسعار البنزين وتقنين استهلاكه».

من جانب آخر، تشهد معظم المناطق الإيرانية انقطاعاً في خدمة الإنترنت، وفي هذا السياق قال محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني: «في حال بقي الهدوء في المحافظات الإيرانية كما هو عليه الآن ستجري إعادة وصل الإنترنت قريباً».

اعتقال مجموعة من الأجانب

أعلنت قوات الأمن اعتقال مجموعة من الأجانب ومزدوجي الجنسية، تلقت تدريبات خاصة على العصيان المدني وإثارة الفوضى في البلاد، خلال الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد مؤخراً.

وأفادت مصادر مطلعة، بأن قوات الأمن اعتقلت مساء يوم الأحد الماضي مجموعة مكوّنة من 7 أشخاص من الأجانب يتبعون لدولة تقع شرق إيران كانوا يستقلون شاحنة وقاموا خلال نصف ساعة بتخريب وإضرام النيران في خمسة مصارف في العاصمة طهران، وتمّ اعتقالهم في منطقة جنوب العاصمة.

وأضافت المصادر أن المجموعة بدأت بإتلاف الممتلكات العامة بدءاً من حي «درازة غار» حتى «ساحة شوش».

كما لفتت إلى أن «من بين قادة الاحتجاجات الذين اعتقلوا قبل أيام في محافظة البرز غرب طهران هم مزدوجو الجنسية، حيث يحملون جنسية بعض الدول الأوروبية أو دول مجاورة، ناهيك عن أن المعتقلين الذين لعبوا دوراً مؤثراً في إثارة الشغب يحملون جنسيات من تركيا وأفغانستان وألمانيا، وكانوا مزوّدين بمعدات خاصة بإتلاف الممتلكات العامة».

وأكدت مصادر أمنية أن «المعتقلين على علاقة بأجهزة استخبارية أجنبية، وتلقوا تدريبات على العصيان المدني وتخريب البنى التحتية في الخارج، كما تلقوا أموالاً من مخابرات أجنبية»، وقد أكد أحد المعتقلين أنه على علاقة مع «مسيح علي نجاد» وهي إعلامية معارضة تقيم في الولايات المتحدة ، وأنه أرسل لها أشرطة فيديو تتعلّق بالاضطرابات.

استدعاء سفير سويسرا

استدعت الخارجية الايرانية، أمس، سفير سويسرا في طهران بصفته راعياً للمصالح الأميركية على خلفية تصريحات حول الاحتجاجات في إيران.

وأكدت وزارة الخارجية أن «السفير السويسري، ماركوس لاينتر، استُدعي وجرى تسليمه رسالة احتجاج على تدخّل أميركا في شؤون إيران الداخلية».

ووصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إعلان المسؤولين الأميركيين «دعمهم» للشعب الإيراني بأنه «كذبة مخزية»، مضيفاً أن «النظام الذي يمنع بإرهابه الاقتصادي وصول الأغذية والأدوية إلى المواطنين العاديين سواء المسنون منهم أو المرضى، لا يمكنه أبداً الادعاء بوقاحة دعمه للشعب الإيراني».

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، سيد عباس موسوي، أن «المسؤولين الأميركيين ليسوا بالموقع الذي يسمح لهم الإعراب عن تضامنهم مع الشعب الإيراني»، لافتاً إلى أن «الشعب الإيراني الذي اجتاز الكثير من الصعوبات، سيتمكّن من تجاوز هذه المرحلة وتسوية قضاياه الداخلية بنفسه».

يُذكر أن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، كان قال في أول تعليق منه على موجة الاحتجاجات التي تعم إيران، إن «الولايات المتحدة تقف مع الشعب الإيراني».

معطيات «العفو الدولية» مفبركة

اعتبرت الحكومة الإيرانية كل التقارير التي لم تؤكدها حول عدد القتلى جراء الاحتجاجات في البلاد «تخمينيّة وغير موثوقة»، واصفة معطيات «منظمة العفو الدولية» حول الموضوع بالمفبركة.

وقال المتحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسفي، في تغريدتين، نشرهما أمس، على حسابه في «تويتر»، تعليقاً على تقرير «منظمة العفو الدولية» حول حصيلة ضحايا مظاهرات إيران: «كل الأرقام حول القتلى، غير المؤكدة من قبل الحكومة، تخمينية وغير موثوقة، وتمثل في أحيان كثيرة جزءاً من الحملة الإعلامية التي يجري شنها ضد إيران خارج البلاد».

وأضاف ميريوسفي: «الاتهامات التي لا أساس لها والأرقام المفبركة من قبل الكيانات الغربية المنحازة لا تهزّ عزم الحكومة على اتخاذ قرارات اقتصادية مدروسة مع احترام حقوق الإنسان للشعب، بما في ذلك ممارسة حقه في الاحتجاج في أجواء سلمية».

وقالت «منظمة العفو الدولية»، أول أمس، إن «عدد القتلى بين صفوف المتظاهرين خلال موجة الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في إيران ضد رفع أسعار البنزين بلغ 106 أشخاص على الأقل».

كما أشارت المنظمة إلى أن «عدد القتلى قد يكون أكبر بكثير»، فيما تتحدث بعض التقارير عن مقتل 200 شخص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى