ما الحل؟؟

الصمت تواطؤ مع الجريمة، فنحن نريد وطناً لنحيا لا قبراً لنموت…

لماذا أغلب مَن يجلس على الكرسي الدوّار، يتصرّف وكأنه السيد المطلق، العملاق الذي لا يرى تحت قدميه أرتال النمل، حتّى يتمكن النمل من تسلّق جسده وتغطيته سينتبه وقتها أن ثمة مخلوقات أخرى غيره وغير حاشيته وسيسألها مستغرباً: «مَن هي ومن أين أتت»؟؟

يبدو أنّ هذا العالم بات مجنوناً يا سادة، مجنوناً مع مرتبة شرف!!

قضيتنا اليوم مثل الدين، لا تتقبّل كلّ الأسئلة التي تدور في مخيلاتنا. إذا أردت أن تكون علاقتك طبيعية مع الوطن بلا مشاكل، عليك ألا تسأل أي سؤال إجابته محرجة أو تفسّر على أنها كفر بالسياسة والتاريخ والحكومات!

عليك أن تتقبّل كل ما يحصل في بلادك دون احتجاج أو سؤال. حيث لا إجابات منطقية مباشرة على أية أسئلة تتعلّق بالحاضر والمستقبل، بازدواجية المعايير، بشكل النظام، بالسؤال عن اقتصاد الدولة أو سوء الإدارة، عن الفساد والتقصير دون محاكمات، ودون مساءلة، عن أموال أو دماء أو مصائر الناس في هذه البلاد!!

فلن يجيبك أحد حتى لو صرخت أو شتمت.. يجب أن تنسجم مع الوطن الجميل الذي لا مشاكل فيه، والمسؤولين الأجمل الذين لا يخطئون البتّة !!!

في عام 1947 بدأت انتفاضة الشوكولا في كندا! فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ارتفعت أسعار أغلب السلع في كندا، بما فيها سعر الشوكولا الذي ارتفع 60 ، فبدأ الأمر بلعبة أطفال، حيث قام أطفال بلدة تدعى ليديسميث بمقاطعة شراء الشوكولا وقاموا بوقفات احتجاج، فانتشر الخبر في كندا كلّها، فقاطع أطفال كندا كلّها الشوكولا!

المقاطعة أدّت لتوقف المبيعات، فرضخت شركات بيع الشوكولا وأعادت الأسعار إلى سابق عهدها !

نعم، اتركوه ولا تشتروه يرخص.

ماذا وماذا سنقاطع في أيامنا. ليت الأمر يتوقف على مقاطعة الشوكولا، علماً أنّي من مدمنيه، ولكنها طريقة فعّالة تضمن أن نأكل منه المزيد.

مشكلة كبيرة حين يكون الإداريون المسؤولون عن مكافحة الغش وارتفاع السلع فاسدين!

والمشكلة الأكبر حين تنتظر منهم تصريحات باعتقادك يكون مفعولها كالبلسم العليل!

التفاؤل ليس افتراضاً أبله بأنّ كلّ شيء رائع، بل هو رؤية تقول إن الشرّ إنما هو أمر عابر لا يقدر دوماً على تدمير إنسانيتنا واعتقاد بأنه توجد دوماً بدائل. وأياً كان الأمر فالتفاؤل لا يصدر عن سذاجة ولا عن سطحيّة فكر بل عن حكمة، وعن تجربة عظيمة.

لنتفاءل أنه سيأتي اليوم الذي نملك فيه جرأة أطفال كندا. فالفعل يسبق القول بحزم ضوئية…

صباح برجس العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى