عريقات: فلسطين ستتوجّه للمحكمة الجنائية الدولية

شدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على أن من يتسلّم المؤسسات التي أسست لحماية حقوق الانسان والدفاع عنها ومكافحة جرائم الحرب، يتوجب عليه ألا يخضع لأية ابتزازات سياسية من هذه الدولة أو تلك، مشيراً إلى أن فلسطين ستطرح كل ما لديها من قضايا خلال اجتماع الهيئة العامة للمحكمة الجنائية الدولية الشهر المقبل.

وأكد عريقات، في بيان صادر عن مكتبه أمس، أن على المحكمة الجنائية الدولية الاستناد إلى ما تمّ تفويضها به من العالم، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي مبرّر في المجلس القضائي بالمحكمة عدم فتح تحقيق في جرائم الاحتلال، كما أنه لا يوجد ما يبرّر عدم نشر مجلس حقوق الانسان قاعدة بيانات الشركات التي تتعامل مع المستوطنات.

وأشار إلى أنه أرسل أول أمس، رسالة خطية لرئيسة مجلس حقوق الإنسان طالب فيها بإصدار قاعدة البيانات للشركات التي تتعامل مع المستوطنات وعدم الالتفات للضغوط الأميركية التي تمارس على المجلس بهذا الشأن، موضحاً أن القيادة الفلسطينية اتخذت مجموعة من الخطوات رداً على الإجراءات الأميركية والصهيونية من ضمنها أنها توجهت للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، وستتحرّك في الجمعية العامة، إضافة إلى اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم، إلى جانب إرسال رسائل لكل دول العالم بطلب من رئيس السلطة، محمود عباس، من أجل إصدار مواقف تؤثر في القرار الأميركي.

ونوّه إلى وجود قرارات في الجامعة العربية في ما يتعلّق بالقدس، بقطع العلاقات كافة مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، مشدداً على ضرورة اتخاذ مواقف جادة من قبل الدول العربية بشأنها.

وتعقيباً على هجمة الاحتلال والمستوطنين على الشعب الفلسطيني واستهدافه، قال: إنها محاولات يائسة وفاشلة، مشدداً على أن كل الإجراءات الأميركية والصهيونية بحق شعبنا بما فيها إغلاق المؤسسات في القدس وحظر عمل تلفزيون فلسطين، لن تخلق أي حق ولن تُنشئ أي التزام.

إلى ذلك، حثت فلسطين، السبت، منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونسكو ، على التدخّل لحماية الحرم الإبراهيمي بالخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعد ساعات على اقتحامه من قبل آلاف المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال.

جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية.

وقالت الخارجية الفلسطينية إن اقتحامات المستوطنين للحرم، «تفرض على المنظمات الأممية المختصة، وفي مقدمتها اليونسكو تحمّل مسؤولياتها تجاه تلك المواقع الدينية».

ودعت في بيانها إلى «بذل المزيد من الجهود لإجبار سلطات الاحتلال على احترام قرارات تلك المنظمات ووقف اقتحاماتها».

وشدّدت على أن اقتحام الحرم الإبراهيمي من قبل المستوطنين، وأداء صلوات تلمودية فيه، «يدقّ من جديد ناقوس الخطر».

واعتبرت أن تلك الاقتحامات «تهديد مباشر» للسيطرة على الحرم الإبراهيمي بالكامل ومنع الفلسطينيين من الوصول إليه.

وقالت إن هذه «الاعتداءات الاستفزازية، حلقة جديدة من مخططات الاحتلال الهادفة للسيطرة على العديد من المواقع التاريخية والدينية والأثرية في الضفة وتهويدها، بما ينسجم مع رواية الاحتلال التلمودية».

وفي وقت سابق السبت، اقتحم آلاف المستوطنين، الحرم الإبراهيمي في الخليل، تحت حماية جيش الاحتلال، فيما أغلق المسجد أمام المسلمين، ومنع رفع الأذان فيه.

وأقلّت حافلات صهيونية المستوطنين الذين اقتحموا الحرم لأداء طقوسهم التلمودية، وإحياء عيد «سارة» اليهودي.

واعتدى جيش الاحتلال والمستوطنون على الفلسطينيين في محيط الحرم، وعلى منازلهم، حيث أصيب رضيع بجروح في رأسه، وسمع صراخ النساء والأطفال نتيجة لذلك.

وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة «اليونسكو»، قد أعلنت في يوليو/تموز 2017 عن الحرم الإبراهيمي موقعًا تراثيًا فلسطينيًا.

ومنذ عام 1994 يُقسّم الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 مسلماً أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.

ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت سيطرة الاحتلال، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي صهيوني.

وكان قد أصيب عشرات الفلسطينيين والطلبة صباح أمس، بحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن قوات الاحتلال، أطلقت وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع في محيط مجمع المدارس، وحاجز أبو الريش العسكري في المنطقة الجنوبية من الخليل، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق.

وتشهد المنطقة الجنوبية من المدينة، والبلدة القديمة، ومحيط الحرم الإبراهيمي الشريف، حالة من التوتر الشديد نتيجة اعتداءات المستوطنين المستمرة تحت حماية جيش الاحتلال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى