بكين سياسة واشنطن لاحتواء روسيا والصين مصيرها الفشل وتؤكد أنّ هونغ كونغ جزء من الصين مهما يحدث
وصف نائب وزير الخارجية الصيني، لو يوتشنغ، أمس، سياسة الولايات المتحدة الأميركية في احتواء بكين وموسكو بـ»الخاطئة»، مشيراً إلى أن «الفشل مصيرها».
وقال وزير الخارجية الصيني للصحافيين «أشارك الرئيس بوتين رأيه وتقييمه بشأن هذه المسألة. نرى جيداً أن الولايات المتحدة تروّج لأفعالها الانفرادية، وخطواتها الاقتصادية، فضلاً عن احتوائها المزدوج في ما يتعلق بالصين وروسيا، وتحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، لكن هذه المحاولات لن تلقى دعماً من المجتمع الدولي. لقد كانوا مخطئين كثيراً. أخطأوا في التقدير، وأنا متأكد أن هذه التصرفات الأميركية محكوم عليها بالفشل».
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أكد خلال منتدى «روسيا تنادي»، أنه «في موسكو يفهمون التناقضات التي تنشأ في المجال الاقتصادي، وجوهرها وحقيقة أنها ذات طبيعة طويلة الأجل». كما لفت الرئيس الروسي إلى أن «الغرض من هذه التناقضات هو كبح جماح تطوّر الصين وروسيا، الشيء الذي يذكرونه في الولايات المتحدة نفسها، وأن هذه السياسة خاطئة ومحبطة حتى لمواقف مَن يبادر بهذا النوع من السياسات».
في سياق منفصل، أعلن وزير الخارجية الصيني أن «هونغ كونغ هي جزء من الصين مهما يحدث»، مع اتجاه المؤيدين للديمقراطية لتحقيق فوز كاسح في الانتخابات المحلية.
وبعثت نتائج انتخابات أول أمس، في هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي برسالة واضحة إلى الحكومة المدعومة من بكين حول التأييد الشعبي لمطالب حركة الاحتجاج التي تسيطر على المدينة منذ شهور.
وعلى الرغم من أن فرز الأصوات لا يزال جارياً بعد الإقبال القياسي للناخبين على مراكز الاقتراع، إلا أن النتائج الجزئية تشير إلى أن «المرشحين الذين يؤيدون قدراً أكبر من الديمقراطية في طريقهم للسيطرة على غالبية المجالس المحلية لـ 18 مقاطعة اعتادت المؤسسة الرسمية أن تهيمن عليها في العادة».
وقال وانغ للصحافيين بعد لقائه رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في طوكيو «إنها ليست النتيجة النهائية حتى الآن، دعونا ننتظر النتيجة النهائية، حسناً؟ ومع ذلك من الواضح أنه مهما يحدث، فإن هونغ كونغ هي جزء من الصين ومنطقة إدارية خاصة بالصين».
وأضاف أن «أيّ محاولة لإحداث فوضى في هونغ كونغ أو حتى إلحاق الضرر بازدهارها واستقرارها لن تنجح».
بالتوازي، أعلنت كاري لام الزعيمة غير الشعبية لهونغ كونغ الإثنين أن حكومتها «ستستمع بكل تواضع» إلى الشعب بعد الهزيمة المذلّة لسلطة المدينة في الانتخابات.
وقالت في بيان «الحكومة بالتأكيد ستستمع بتواضع الى آراء المواطنين وتدرسها بشكل جدي».
وأفادت وسائل إعلام محليّة بأن «المعارضة تتجه نحو تحقيق فوز في انتخابات المجالس المحليّة».
وذكرت تقارير إعلامية أن «فرز الأصوات لا يزال مستمراً بعد الإقبال القياسي على الاقتراع، لكن الأرقام الأوّلية تشير إلى أن المرشحين المعارضين حصلوا على نحو 90 من مقاعد المجالس المحليّة البالغ عددها 452 مقعداً».
..وتنتظر زيارة بوتين العام المقبل
أعلن نائب وزير الخارجية الصينية، ليو تشينغ، أمس، أن «بكين تنتظر زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في عام 2020».
وقال ليو تشينغ، للصحافيين «تم عقد الاجتماع الأخير بين الرئيسين في البرازيل، واتفق الزعيمان على أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، سيذهب إلى روسيا العام المقبل للمشاركة بقمة بريكس، بدعوة من بوتين… ونترقب أيضاً الزيارة الرسمية للرئيس بوتين، إلى الصين».
وأشار إلى أنه خلال قمة «بريكس» السابقة، اتفق قادة الدولتين على حضور الرئيس شي جين بينغ، القمة المقبلة التي ستعقد في روسيا.
وأوضح ليو تشينغ، أن «بكين تولي أهمية كبيرة للعلاقات مع روسيا، وتحتل روسيا مكانة رائدة في سياسة جمهورية الصين الشعبية، ولا توجد حدود لتنمية العلاقات بين البلدين».
وتربط روسيا والصين علاقات تاريخية، بالإضافة إلى الشراكة في كثير من مجالات التعاون، كما تلعب الدولتان دوراً هاماً في تسوية الكثير من الأزمات الدولية، والحفاظ على السلام وتعزيز التعاون الدوليين، في مختلف المجالات. ويذكر أن روسيا والصين تحتفلان العام الحالي بمرور 70 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وتضم مجموعة «بريكس» كلاً من روسيا والصين والبرازيل والهند وجمهورية جنوب أفريقيا. وتعتبر المجموعة صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم ويبلغ إجمالي عدد السكان فيها 2.83 مليار نسمة «ما يشكل 42 بالمئة من سكان العالم. وتحتل دول «بريكس» 26 في المئة من مساحة الأراضي في العالم، وهي تسهم بحوالي 22 في المئة من إجمالي الناتج العالمي، وتمتلك احتياطي نقدي يفوق 4 تريليونات دولار.