أبو فاعور: موضوع المسلخ كبير وفيه مسؤوليات جنائية وادعو القضاء الى التحرك

واصل وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور الإعلان عن نتائج العينات التي تظهرها الفحوص المخبرية لمواد غذائية تكشف عنها فرق التفتيش التابعة لوزارة الصحة، وذلك في إطار حرصه على أن تكون الحملة التي تقوم بها وزارة الصحة حملة علنية.

وأعلن أبو فاعور اللائحة الجديدة خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، في مكتبه في وزارة الصحة، استهله بالتنويه بـ»جهود الوزراء الذين يقومون بجهود إصلاحية في وزاراتهم، ولا سيّما وزراء المالية والاقتصاد والسياحة»، لافتاً إلى أنّ «الطريق معبدة بالأشواك، إنما هذا خيار يجب أن تتخذه الحكومة اللبنانية».

وحيا خصوصاً «جهود وزير المالية»، مضيفاً أنّ «هناك شكوى تاريخية في وزارة المالية من الكثير من الشوائب، وآن الأوان لمعالجتها».

وأشار أبو فاعور إلى «إحصاء تم إجراؤه في المستشفيات يظهر عدد حالات التسمم في المستشفيات اللبنانية، وتبين التالي:

في عام 2011، كان هناك 9319 حالة تسمم.

في عام 2012، سجّلت 9559 حالة تسمم.

وفي عام 2013، سجّلت 10944 حالة تسمم.

اللوائح الجديدة

وأضاف أبو فاعور: «اللافت في اللوائح الجديدة أنها أتت بعكس اللوائح السابقة التي شكلت الحالات غير المطابقة نسبة تفوق 35 في المئة منها. أما في اللوائح الجديدة فقد تبين أنه من أصل الكشف الذي أجرته وزارة الصحة تبين وجود 254 حالة مطابقة و29 حالة غير مطابقة»، معتبراً أنّ «هذه النتيجة تشكل أولى إنجازات الحملة القائمة حيث بدأت نسبة العينات غير المطابقة تتراجع، ما يعني أن المؤسسات المعنية بالغذاء تبدي تجاوباً وتحسن أوضاعها للتخلص من الشوائب».

ثم عدد أبو فاعور «تفاصيل اللوائح الموجودة والتي تشمل مؤسسات ومطاعم ومسالخ وملاحم ومزارع ومحال ألبان وأجبان في كل المناطق اللبنانية.

كما عدد بعد ذلك مؤسسات استوفت الشروط وهي:

ماكدونالدز فرع البوشرية الدورة: الناغتس مطابق.

هواتشيكن خلدة: صدر دجاج مطابق.

ولاحظ في هذا المجال أنّ «النتيجة أتت أفضل من المطلوب حيث إنّ غياب السلمونيللا يكاد يكون تاماً، وهذا يدفع إلى الشك بإمكان تغطيس الدجاج في المعقمات وهذا أمر ممنوع، ومن الأفضل عدم التذاكي. وقد تم أخذ العينات لفحصها مجدداً».

ميني ماركت عشقوت لصاحبها سيرج دغفل: لحمة مفرومة مطابق.

خوري شوبينغ سنتر في البترون: لحوم الغنم والماعز والبقر مطابق.

سبينس الدجاج: النتائج إيجابية.

كبابجي جل الديب سوّى وضعه.

ومطعم الحلبي أيضاً التصليحات ممتازة.

وأوضح أنّ «سنتر تعنايل الذي طلب إقفاله هو غير مزارع تعنايل التي لم تكشف وزارة الصحة بعد على منتجاتها. كما أنّ الإقفال في مؤسسة «تنمية» شمل معمل المرتديللا ولم يشمل الدجاج. وقد وصلت صور إلى وزارة الصحة تظهر التحسينات التي تجريها مؤسسة تنمية».

مسلخ بيروت

ثم تناول أبو فاعور أوضاع مسلخ بيروت، ورد على تصريحات أدلى بها تجار اللحوم «مدعين أنهم مظلومون». فأكد أنه «متأكد مما قاله في السابق في شأن ذبح حيوان ميت وبيع لحمه للمواطنين». وقال: «لمزيد من التأكيد إن الذي قام بعملية الذبح يدعى عبد الرزاق ابراهيم واسم التاجر ابراهيم زكي»، مضيفاً أنّ «التذاكي لا ينفع في هذا الإطار، بحيث يتم إصدار إفادات تلف فيما يتم بيع اللحمة للمواطنين».

وعرض أبو فاعور تسجيل فيديو يظهر كيف يتم الذبح في مسلخ بيروت حيث «يتم ضرب الحيوان بالسكين، ثم يترك الحيوان ليموت خنقاً»، مشيراً الى أنّ «هناك تعذيباً بالحد الأدنى، وهناك حالة غير سليمة محاطة بالأوساخ بالحد الأقصى».

وكشف عن «دعوى مقدمة من محامٍ تظهر أنّ 19 عاملاً في مسلخ بيروت ماتوا بالسرطان من دون أن يسأل أحد عنهم. وعدّد حالات تحدث فيها إلى عائلات المتوفين، أو إلى المصابين الذين لا يزالون على قيد الحياة. وهم: جوزفين صليبا، توفيت عام 2009 بسرطان المعدة والكبد. أحمد مازح توفي عام 2010 بسرطان الجيوب الأنفية وكان يعمل سائقاً في المسلخ. خالد الصالح لا يزال على قيد الحياة إلا أنه يعالج من مشاكل في الرئة والربو بعدما خضع لعملية زراعة نخاع شوكي. علي جابر لا يزال يعالج من سرطان البروستات. وكان يعمل في قسم العمليات في المسلخ».

وسأل أبو فاعور عن «الأسباب التي حدت بمدير المسلخ إلى عدم إعلام بلدية بيروت بالتقارير التي تظهر أنّ الموظفين يحتضرون. فلمصلحة من حصل ذلك؟ وإذا كان ثمة من لا يريد للمسلخ أن يبقى، فلا يجوز أن يمر ذلك على أرواح العمال والمواطنين اللبنانيين».

ثم عرض صوراً عن هيكلية المسلخ، وتظهر أنّ «الأسيد ومواد التنظيف قد أدت إلى صدأ كبير في الحديد وسط غياب التهوئة وظروف النظافة المطلوبة. فإذا كان هذا هو الوضع، فما الذي يحصل بالبشر والعمال؟».

وأشار إلى أنّ «ملف المسلخ كبير وفيه مسؤوليات جنائية»، داعياً القضاء إلى «وضع يده على الملف واستدعاء المسؤولين عن المسلخ وسؤالهم عن أسباب حجب الملف الصحي للعاملين المصابين بالسرطان عن البلدية؟»، لافتاً إلى أنّ «النقاش لا يمكن أن يكون في المسلخ من دون تحديد المسؤوليات الجنائية».

20 إصابة بالسرطان

في سياقٍ متّصل، كشف الوزير أبو فاعور أنّ نحو «20 موظفاً في المسالخ التي تم إقفالها، قضوا بعد إصابتهم بمرض السرطان في ظروف غامضة»، مؤكداً متابعته هذا الملف «للوصول إلى أسباب وحقيقة وعلاقة نوعية عملهم بالمرض، ومتابعة ملف السلامة الغذائية بالتعاون مع الوزارات المعنية».

كلام أبو فاعور جاء خلال جلسة مناقشة حول سلامة الغذاء في لبنان، نظّمها النادي القيادي «Leadership Club» أمس، في الجامعة الأميركية في بيروت، وبالتعاون مع منتدى استشراف الشرق الأوسط «MEPF».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى