بغداد وأربيل تتوصّلان إلى اتفاق لموازنة 2020

توصلت الحكومة العراقية وحكومة كردستان العراق، إلى اتفاق حول الميزانية العامة للبلاد لعام 2020، بموجبه ستسلّم حكومة الإقليم ما يعادل 250 ألف برميل نفط يومياً إلى بغداد.

ووصل وفد من حكومة الإقليم إلى بغداد الاثنين، وعقد اجتماعات مع مسؤولين من الحكومة بهدف إدراج مطالب كردستان العراق في مسودة الموازنة العامة للبلاد للعام 2020.

من جهته، قال وزير النفط العراقي، ثامر الغضبان، إن «اجتماعاً موسّعاً جرى بحضور الوفدين، تمّ خلاله استعراض كافة النقاط الأساسية التي تدرج ويُبنى عليها قانون الموازنة الاتحادية لعام 2020، وبلا شك من ضمن النقاط المهمة الاتفاق النفطي، الذي شكّل عموداً من الأعمدة الهامة».

وأشار الغضبان، إلى أن «اتفاقاً مبدئياً أبرم، وأعتقد أنه سيكون نهائياً، وينص على تسليم الإقليم ما معدله 250 ألف برميل من النفط المنتج في الإقليم يومياً لشركة تسويق النفط العراقية لتتولى تصديره عبر ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط، اعتباراً من مطلع العام المقبل».

وأردف وزير النفط العراقي، أنه «بالمقابل سيتم إعداد موازنة، وسيشترك ممثلون عن الإقليم مع زملائهم في الحكومة الاتحادية، وسيجتمع الوفدان يومي الأحد والاثنين من الأسبوع المقبل على أمل أن تكتمل الموازنة بصيغتها شبه النهائية، ومن ثم تُعرض على رئيس مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء لمناقشتها وإقرارها، ومن ثم إرسالها إلى مجلس النواب لتأخذ مداها التشريعي لتصدر بقانون، وهو قانون الموازنة الاتحادية لعام 2020».

من جهته، أشار ممثل حكومة إقليم كردستان في بغداد، فارس عيسى، إلى أن «الاجتماع تضمن مناقشة حصة إقليم كردستان من موازنة العراق لعام 2020، وكمية النفط التي ستسلمها أربيل إلى شركة تسويق النفط العراقية سومو في بغداد». وأضاف: «بالمقابل ستسلم الحكومة الاتحادية حصة إقليم كردستان من الموازنة بالكامل».

على صعيد الحراك الشعبي، أكد مصدر في مفوضية حقوق الإنسان بالعراق، أمس، استشهاد متظاهر بالرصاص الحي بالقرب من جسر الأحرار وسط بغداد.

وقال المصدر في تصريح، إن «أحد المتظاهرين استشهد بالقرب من جسر الأحرار بعد تعرّضه إلى إطلاق نار من سلاح مسدس»، لافتاً إلى أن «المتظاهر فارق الحياة أثناء نقله إلى المستشفى».

وكان محتجّون في جنوب ووسط العراق أغلقوا الطرق الرئيسية، أمس، فيما استمرت المظاهرات والاحتجاجات في بغداد ومدن عراقية أخرى.

وأصدر مجلس محافظة ذي قار بياناً جاء فيه: «تقرر تعطيل الدوام الرسمي في المحافظة لجميع الدوائر باستثناء الصحة والقوات الأمنية».

وأضاف البيان أن «ذلك جاء على خلفية الأحداث التي شهدتها المحافظة، وغلق بعض الطرق والجسور من قبل المتظاهرين».

وكانت قد تجددت صباح أمس، الاحتجاجات في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات جنوبية، تزامناً مع دخولها اليوم الأول من شهرها الثاني.

وأكد مصدر تسجيل صدامات في شارع الرشيد وسط بغداد، ومشاهد سحب الدخان في أجواء المنطقة بعد احتراق أحد المباني وإشعال إطارات السيارات في الشارع، فيما تطلق القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

أما محافظة البصرة، فشهدت قطع عدد من الطرق وتوافد أعداد كبيرة من المحتجين على ساحات الاحتجاج، وسط أنباء عن اعتقال عدد من المحتجين.

كما تجدّدت الاحتجاجات في محافظات المثنى، وبابل، وذي قار، وكربلاء.

إلى ذلك، كشف رئيس اللجنة الأمنيّة في مجلس محافظة الأنبار، نعيم الكعود، في تصريح أمس، حقيقة زيادة الولايات المتحدة الأميركية لقواتها المتواجدة في القواعد العسكرية غربي البلاد.

ونفى الكعود، الأنباء التي تناقلتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، عن رفع الولايات المتحدة الأميركية عدد قواتها في القواعد العسكرية بمحافظة الأنبار، قائلاً: لا صحة لذلك على أرض الواقع.

وأكد نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، السبت الماضي، التزام بلاده بسيادة العراق، معبراً عن قلقه من نفوذ إيران، بحسب تعبيره.

كما ذكر نائب الرئيس الأميركي أنه تحدّث مع رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، عن الاضطرابات، وأن الأخير أكد له أن العراق يعمل على تجنّب العنف.

وقام نائب الرئيس الأميركي، السبت الماضي بزيارة للقوات الأميركية في العراق قبل فترة عطلة عيد الشكر.

وزار بنس قاعدة الأسد الجوية في الأنبار، غربي العراق، حيث تتمركز القوات الأميركية.

وتنتشر القوات الأميركية منذ سنوات، في قواعد عسكرية عدة، وجوية عراقية في محافظات الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى، والعاصمة بغداد، ضمن التحالف الدولي، وفقاً للاتفاقية الأمنية بين العراق، والولايات المتحدة الأميركية.

وفي سياق متصل، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، أن نائب وزير الدفاع للشؤون السياسة جون رود، زار العاصمة العراقية ومحافظة أربيل يومي 24 و 25 من الشهر الحالي لبحث التعاون الأمني الأميركي في المنطقة.

وذكر بيان للسفارة أن رود «شجب عمليات قتل واختطاف المتظاهرين والتهديدات التي تطال حرية التعبير، ودوامة العنف الدائر، مؤكداً دعم الولايات المتحدة للشعب العراقي الذي يكافح حتى ينعم بلده برفاه لا يشوبه فساد وتدخل أجنبي خبيث».

وأضاف أن الزيارة بحثت أيضاً دور الولايات المتحدة في التحالف الدولي ضد «داعش»، مشيراً إلى أن رود التقى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ووزير الدفاع نجاح الشمري في بغداد، كما التقى في أربيل رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور البرزاني ونائب رئيس الوزراء قوباد الطالباني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى