برعاية خميس انطلاق فعاليات يوم الثقافة في دار الأسد بعنوان «ذاكرة وطن» محمد الأحمد: سورية مهد الحضارات وليست ساحة لتسويق الإجرام
رانيا مشوِّح
خطّت سطور الحياة بمداد من نور تارة ومداد من نار تارة أخرى، غاصت ما بين التحدّي والسلام، واجهت الظلام لتنثر الضياء، سبحت ضدّ تيار العبودية والجهل وفجّرت دوامة السواد ببارود العلم والثقافة، فتمخضت الحضارات من رحم السيدة، سيدة العلم والرقي، سيدة الحياة، سيدة الأكوان، سورية السيدة الباقية، المناضلة الثائرة، العظيمة الرحيمة، دوّنت الإبداع والفنّ والعلم.
وعبر آلاف السنين رسمت مآثر الشعوب، فكوّنت ذاكرة الأوطان ومن هنا وبرعاية رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس قامت وزارة الثقافة بإطلاق احتفالية يوم الثقافة تحت شعار «ذاكرة وطن» في دار الأسد للثقافة والفنون، حيث رافقتها فعاليات في كافة المحافظات، حضر الحفل نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد ووزير الإعلام عماد سارة وعضو القيادة القطرية ورئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام مهدي دخل الله وممثل رئيس مجلس الشعب المخرج نجدت أنزور بحضور رسمي ودبلوماسي وإعلامي وفنّي.
افتتح الاحتفال وزير الثقافة محمد الأحمد بكلمة قال فيها: تمرّ اليوم الذكرى الحادية والستين لتأسيس وزارة الثقافة في سورية. فعند سورية يتقاطع التاريخ وتتقاطع الجغرافيا، ولهذا ليس غريباً أن تظلّ دائماً حلماً تتقاطع عنده أطماع الطامعين، وهدفاً يسعى لتحطيمه كل الظلاميين كارهي الثقافة والحضارة. لقد ولدت وزارة الثقافة في زخم أفراح الوحدة السورية المصرية، عندما كان الناس يتطلعون إلى المستقبل بعيون يملؤها الأمل. واليوم نحتفل بهذه الذكرى في زخم انتصارات جيشنا على الإرهاب وداعميه ورعاته، ولا يزال الناس، أناسنا، يتطلّعون إلى المستقبل بعيون يملؤها الأمل بوطن آمن معافى وحياة كريمة تعمّها المحبة ويسودها السلام.
وأضاف: لدينا جميعاً عمل ضخم نوضح من خلاله أن سورية التي ظلّت دائماً مهداً للحضارات لا يمكن لأحد أن يحوّلها إلى ساحة لتسويق أفكار إجرامية متخلفة، وأن سورية التي آوت عبر تاريخها آلاف المهاجرين واللاجئين من بطش الطغاة والمتجبّرين لا يمكن أن تقبل على أرضها كل أفّاق مجرم، يريد أن يرهب الناس ويكدّر عيشهم، نعم لدينا عمل ضخم في مؤسساتنا الثقافية والإعلامية والتعليمية لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور المتحرّر من الأوهام، وتعميق كل ما من شأنه أن يأخذ بيدنا إلى عالم أرحب وأكثر إشراقاً.
وتابع: في الختام تحية إكبار وإجلال لجنود الجيش العربي السوري المرابطين على الخطوط الأولى من أجل حماية سورية وأرضها وشعبها وحضارتها من عدوان المعتدين، كما أتوجّه بالشكر إلى المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة لهذه الاحتفالية، مقدّماً أسمى آيات الامتنان والعرفان للرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية على العناية الغامرة التي يحيط بها كل نواحي العمل الثقافي في بلدنا، وتوفير الدعم اللازم لإعلاء شأن الثقافة في سورية.
وتخلّل الحفل تكريم قامات فكرية وأدبية وفنية وثقافية كانت لها بصمة على الساحة الثقافية السورية وهم: «حسين عبد الكريم علي، ذياب مشهور، راتب سكر، سليم صبري، سمير الحسين، عبد الهادي أحمد نصري، عبد الفتاح عوض، فاديا خطاب، ممدوح الأطرش، محمد زين، نزار صابور، ونعيم حمدي».
ومن المُكرمين الفنان ممدوح الأطرش الذي تحدّث قائلاً: التكريم هو رسالة للجميع بأن سورية بلد معطاء، يستطيع نفض غبار الحرب عنه، وإقامة الاحتفاليات الهادفة، وتكريم فنانيه ومبدعيه، والتكريم في يوم الثقافة هو لفتة كريمة من وزارة الثقافة لطالما اعتدنا عليها، كما أنه يحمّل الفنان مسؤولية أكبر ليستمر في تقديم الأفضل.
كما قالت الفنانة المُكرّمة فاديا خطاب: مهما تكرّم الفنان في بلاد غير بلده لن يشعر بالفخر إلا حين يقف على مسارح وطنه مكرّماً، ومن هنا تأتي أهمية هذه التكريمات التي تقوم بها وزارة الثقافة السورية بشكل دائم في فعالياتها ومهرجاناتها المختلفة.
وفي الإطار نفسه، قال المخرج المُكرّم سمير حسين: أرى أن التكريم في بلد مثل بلدنا سورية خطوة هامة، ففيها أسماء قديرة تستحق التكريم والتقدير في فعاليات واحتفاليات مثل يوم الثقافة، وليس فقط في مجال الفنّ بل في المجالات المختلفة كالآداب والفنون.
وبدوره قال الأديب المُكرّم حسين عبد الكريم علي: التكريم هو تحية من الوطن إلى عواطف الإنسان المُكرّم، ويعني لي هذا التكريم لأنه يجعلني صديق أحلامي أكثر، كما يؤكّد أن الثقافة دائماً تجد سبيلاً للحياة. وهذا ما يؤكده تكريمنا في احتفالية يوم الثقافة، ومن قبلها إقامة معرض الكتاب، وغيرها من الفعاليات التي تؤكّد ثقافة الحياة، والرقي الفكري.
كما جرى تكريم مدير عام متحف الارميتاج الروسي ميخائيل بيوتروفيسكي ومدير عام المتحف الوطني في سلطنة عُمان جمال الموسوي.
تخلل حفل الافتتاح معرض للقطع الأثرية بعنوان «نماذج من الحلي الأثرية السورية» ومعرض لوحات تشكيلية تجسّد معالم من سورية، ورسم مباشر لمجموعة من الفنانين الشباب لبعض المعالم والأماكن الهامة من أنحاء سورية، ومعرض فني بعنوان «من عام لعام تكبر الأحلام» ويتضمن مختارات من الأعمال الفنّية للأطفال الفائزين بمسابقات وزارة الثقافة – مديرية ثقافة الطفل، ونتاج عمل الأطفال ضمن برنامج مهارات الحياة، ونتاج عمل الفنانين الشباب المشاركين في ورشة العمل التخصصية في مجال رسوم كتيب الأطفال 2019، وإصدار كتيب «أطفال مبدعون» وهو نتاج المشاريع التي أطلقتها وزارة الثقافة لعام 2019 لرعاية مواهب أبناء الشهداء ـ الأيتام – ذوي الإعاقة.
وبالتزامن مع يوم الافتتاح الرسمي لاحتفالية يوم وزارة الثقافة في دمشق تنطلق جملة من النشاطات في مختلف المحافظات.