المشهد السوري في أسبوع… مؤشِّرات ومبشِّرات
د. سليم حربا
كان الأسبوع الماضي حافلاً بمؤشراته ومبشراته للسوريين، فقد شهد زيارة ناجحة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو، عكست الثبات الاستراتيجي الروسي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والإرادة الروسية الصادقة والجادّة في مكافحة الإرهاب. كما جاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا بعنوانها الاقتصادي ورسائلها السياسية على لسان القيصر، برداً على أردوغان وسلاماً على سورية، حيث شدّد بوتين على مكافحة الإرهاب الذي يدعمه نظام أردوغان، مذكراً الرئيس التركي الفاقد لصوابه وبوصلته بأنّ الشعب السوري قال كلمته وحدّد خياره وقراره ومن يمثله، وأنّ روسيا ستدعم حلفاءها، وأنّ هذا الدعم أصبح من الثوابت، وتلك الثوابت غير قابلة للتراجع.
وفي السياق نفسه، أكد انعقاد مؤتمر الجاليات الفلسطينية في أوروبا في دمشق، بدلالاته الزمانية والمكانية، أنّ دمشق ستبقى قلب العروبة النابض وبوصلتها نحو القدس والأقصى، وأنّ قضية فلسطين ستبقى مركزية وحاضرة. ووجّه المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني في دمشق، الذي تداعى إليه ممثلون عن 25 دولة من النخب السياسية والإعلامية والفكرية والبرلمانية والقانونية والدينية، من بلدانٍ عربية وأجنبية، رسالة تؤكد صوابية الموقف السوري في مواجهة الإرهاب والتطرف. وصدرت عن المشاركين توصيات أكدت أهمية دور سورية في مكافحة الإرهاب، وضرورة تطبيق شرعة القانون الدولي وقراراته المتعلقة بمكافحة الإرهاب وملاحقة داعميه قضائياً، واعتبار الفكر الوهّابي وملحقاته فكراً إرهابياً.
والأهم هو أنّ لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع صحيفة «باري ماتش» الفرنسية، وضع بغنى مضامينه، النقاط على الحروف ليسمعها من به صمم ويقرأها أعمى البصر والبصيرة في الإليزيه، عندما أكد بإجابات شافية وافية، حقنا الدستوري والشعبي في مواجهة الإرهاب وداعميه، كما أثبت أنه الربّان الماهر والقبطان الأمين على سفينة الوطن التي تعرضت لأعاصير العدوان والإرهاب لأربع سنوات، وها هي تصل إلى برّ الأمان. كما أكد الأسد أنّ حلف أميركا المزعوم والمأزوم استعراضي، يفتقد القانونية والاستراتيجية والمصداقية، وأنّ السباق بين هولاند و«داعش»، على مستوى الشعبية في فرنسا، لم يُحسم بعد، وأنّ الجيش السوري بضرباته وعملياته وإنجازاته، هو الذي سيهزم الإرهاب. هذا الجيش الذي كانت له، خلال الأسبوع الماضي، محطات مهمّة في حلب ودير الزور وجبل الشاعر والغوطة وريفي القنيطرة ودرعا والشيخ مسكين، حيث ألحق خسائر بشرية ومادية ونفسية في صفوف الإرهابيين.
وها هي الاستراتيجية الأميركية تزداد تقهقراً من فيينا إلى عين العرب إلى أوكرانيا، وقدر الروسي أنّ يكون المنقذ كعادته، فقد أنزل الأميركي بسلم عن شجرة مقامرته في مسألة الكيماوي السوري، وأنقذ بحبل نجاة نظام أردوغان قبل أن يغرق، وبمائدة حوار سوري سوري، خلّص الأميركي وأدواته من لعنة جنيف. وها هي الأمم المتحدة تحلّ عقدة لسانها وتعترف بدعم الكيان «الإسرائيلي» للإرهاب في سورية.
هذا غيضٌ من فيض المشهد الوطني في أسبوع، والذي يؤكد سلامة مسيرتنا الوطنية وصحّة توجهنا ودقة بوصلتنا. وإن قالت سورية صدقوها، فعندها الخبر اليقين، وها هي كعادتها دائماً، تقول وتفعل… نعم إنها مؤشرات ومبشرات.