تقرير
قالت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية: في سعيها نحو العودة إلى شرق السويس، فإن بريطانيا تفتح قاعدة عسكرية بحرية دائمة في الخليج، في تحول استراتيجي كبير، بحسب وصف وزير الدفاع فيليب هاموند. وأعلنت بريطانيا عن تأسيس قاعدة بحرية في البحرين، إذ أكّد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند عودة بلاده إلى المنطقة التي تركتها مع نهاية الإمبراطورية البريطانية، وقال إن بريطانيا وفرنسا تنويا تولي دوّر أمنيّ أكبر في الشرق الأوسط في الوقت الذي تتجه فيه الولايات المتحدة نحو آسيا، موضحاً أن القاعدة ستستضيف مدمرات البحرية الملكية فضلاً عن اثنتين من حاملات الطائرات الجديدة التي تُبنى حديثاً، ما من شأنه أن يمثل عودة إلى الخليج بعد أكثر من 40 سنة من الانسحاب البريطاني في أوائل السبيعينات وانكماش الإمبراطورية البريطانية في أنحاء العالم. وقال هاموند: «بينما تركز الولايات المتحدة جهودها على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإننا وشركاؤنا الأوروبيون نتوقع المشاركة بحصة أكبر في تحمل العبء في الخليج والشرق الأدنى وشمال أفريقيا».
ولفتت الصحيفة إلى أن حكومة ديفيد كاميرون همّت قبل أربع سنوات لإحياء التحالفات القديمة مع دول الخليج، التي تشكل الأولوية الرئيسية لسياستها الخارجية، مع زيارات رفيعة المستوى رتبها على الفوز ليام فوكس، وزير الدفاع وقتئذ. وقد أعلن هاموند هذا الأسبوع، العودة العسكرية إلى المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا كان موضع تساؤل، إذ جدّد الربيع العربي الانتباه نحو سجل دول الخليج في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك البحرين، وشكل هذا جزءاً من استقالة فوكس. ومع ذلك، فإن هاموند قال: «إن استقرار الخليج أمر حيوي للمصالح البريطانية»، ورفض دعوات بترك الشرق الأوسط لترتيب شؤونه، مشيراً إلى أن المحادثات مع البحرين تتضمن ما يتعلق بلعب بريطانيا دور عسكري أكبر في المنطقة، قائلا: «إن بريطانيا كانت تستكشف إمكانية استخدام مرافق تدريبية مشتركة مع واحدة من بلدان الخليج. وكانت هناك مخاوف داخل القوات المسلحة في المملكة المتحدة، في أعقاب الانسحاب من العراق، وكذلك من أفغانستان هذه السنة، حيال احتمال خسارة الجيش الخبرة في الشرق الأوسط، على رغم أنّ المنطقة لا تزال تحظى بالاهتمام الأكبر في بريطانيا مع احتمال التدخل العسكري مرة أخرى.
وتصل كلفة القاعدة الجديدة إلى نحو 15 مليون جنيه استرليني، وتعمل على توسيع قدرات ميناء سلمان، وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، إن القاعدة مثال على شراكة متنامية بين بريطانيا والخليج في مواجهة التهديدات الاستراتيجية والإقليمة المشتركة.
وتصرّ «ديلي تلغراف» على أن سعي بريطانيا إلى تقوية علاقاتها مع الخليج سيواجه انتقادات من قبل نشطاء حقوق الإنسان ومناهضي تجارة الأسلحة. ولفتت إلى أن البحرين حصلت على دعم عسكري من المملكة العربية السعودية والإمارات لإخماد انتفاضة قادتها الغالبية الشعبية في البلاد، في بداية الربيع العربي عام 2011، إذ اعتُقل مئات النشطاء.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني الأسبق دينيس هيلي عام 1968 انسحاب القوات البريطانية من جميع القواعد العسكرية الكبرى شرق عدن. القرار، الذي غالباً ما يوصف بـ«إعلان منطقة شرق السويس»، جاء وسط أزمة اقتصادية أعقبت تخفيض قيمة الجنيه الاسترليني وشكل نهاية رسمة للإمبراطورية البريطانية.