الجيش يضيق الخناق على التنظيم ويوسع رقعة السيطرة في المحافظة مطار ديرالزور عصي على الإرهابيين وخسائر «داعش» كبيرة
ديرالزور- مالك الجاسم
بعد سلسلة الانتصارات للجيش السوري في أحياء مدينة ديرالزور، وبعد التقدم في منطقة حويجة صكر المنطقة الاستراتيجية والتي تعد آخر خطوط الإمداد للمسلحين في ديرالزور حاول الإرهابيون فتح جبهات جديدة مع الجيش حتى يبعد النظر عن الخسائر الكبيرة التي تلقاها عناصر الدولة الإسلامية لذلك ظهرت مناطق اشتباكات جديدة خاصة في حي الصناعة التي يسيطر الجيش السوري على قسم منه وكذلك محاولة داعش التسلل إلى حي الرصافة الذي يقع تحت سيطرة الجيش السوري عبر محاولة تفجير مفخخة استطاع الجيش تدميرها قبل وصولها إلى هدفها وكانت خسائر داعش كبيرة قدرت بالعشرات مع تدمير عدد من الآليات والعربات المصفحة.
كيف انقلب السحر على الساحر؟
محاولات «داعش» لم تتوقف عند هذا الحد فكانت الأنظار تنشد نحو المطار عبر حشود كبيرة قدرت بالآلاف حاولت التقدم نحو عدد من النقاط العسكرية عبر قرية المريعية وحويجة المريعية شرق المطار وعبر قرية الجفرة ولم يكن خافياً على أي شخص إن مطار ديرالزور كان على قائمة تنظيم داعش الإرهابي خصوصاً بعد سقوط مطار الطبقة ولم يدرك عناصر «داعش» أن الوضع في مطار ديرالزور يختلف كلياً عن الوضع في مطار الطبقة، وظنوا أن المطار سيسقط خلال فترة قصيرة. لكن انقلب السحر على الساحر عبر تمكن وحدات حماية المطار والكمائن المتقدمة للجيش في المنطقة من التصدي لمحاولات التقدم واستطاعت إيقاع أعداد كبيرة من القتلى في صفوف التنظيم قدرت بالمئات الأمر الذي أكدته مواقع المعارضة وصفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي وغصت مستشفيات المسلحين الميدانية بعشرات الإصابات وبدأت معها نداءات استغاثة من المسلحين للمساعدة.
ولم يكن تفكير عناصر «داعش» يتوقف هنا بل حاول عدد من الإرهابيين التسلل إلى منطقة الجبل الاستراتيجية التي تطل على أحياء مدينة ديرالزور وحيث يتمركز سلاح المدفعية عليه، الأمر الذي يسهل على الجيش السوري استهداف تحركاتهم في أحياء المدينة وقرى ديرالزور، محاولات «داعش» لتسلل من ناحية حي العمال إلى منطقة الجبل باءت بالفشل، وتمكن الجيش من القضاء على كامل أفراد المجموعة الإرهابية. والمعلومات أكدت أن هناك المئات من القتلى في منطقة الجبل من بينهم قادة ميدانيين وأمير داعشي في مدينة ديرالزور وشرعي المحافظة أبو الفاروق التونسي.
وتناقلت مواقع عدة خبر خلافات حادة نشبت بين قادة التنظيم نتيجة الخسائر الكبيرة التي تلقوها في المعركة كما أفادت بعض المصادر أنباء حول فرار المئات من العناصر نحو الحدود العراقية محملين بمئات القتلى من عناصرهم عبر شاحنات كبيرة.
والهجوم على المطار ليس الأول، إذ كان إعلام المعارضة يتناقل خبر محاصرة المطار منذ فترة ليست بالقصيرة وبقيت هذا الأخبار تفقد صدقيتها مع حركة المطار الطبيعية باعتباره نقطة انطلاق العمليات الجوية في المنطقة الشرقية ولكن الهجوم يعتبر الأول من حيث الحشد الكبير الذي قدر بالآلاف ومع هذا استطاعت وحدات الجيش التعامل مع الهجوم وصده وتكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة في العدة والعتاد.
ضخ إعلامي واسع
ترافقت هجمات «داعش» مع زيادة عملية الضخ الإعلامي عبر مواقع المعارضة وقنواتها الفضائية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من الحرب النفسية وإعطاء عامل ثقة للمسلحين وتناقلت أخباراً مفادها أن عناصر «داعش» استطاعت الدخول إلى مطار ديرالزور والاشتباكات داخل المطار وسقوط منطقة الجبل وسقوط كتيبة الصواريخ وغيرها من الأخبار، لكن على أرض الواقع كان الجيش السوري يلقن عناصر «داعش» درساً في فنون القتال وانكشفت الحقائق مع ساعات الصباح الأولى حيث جالت سيارات الجيش شوارع محافظة ديرالزور الممتلئة بعشرات القتلى ترافقت مع زغاريد أبناء المحافظة ونثر حبات الأرز لرجال الجيش على هذا الانتصار الكبير في تصديهم للإرهاب والإرهابيين.
وبقي مطار ديرالزور الذي يقع جنوب شرقي المدينة منطلقاً لطائرات الجيش السوري حيث استهداف عشرات المواقع والتجمعات لـ»داعش».
آخر خطوط الإمداد
حويجة صكر التي باتت من أولويات الجيش السوري وكان هناك سباق للسيطرة عليها لقطع آخر خطوط الإمداد للمجموعات الإرهابية. واليوم الجيش يسيطر على قسم كبير من هذه المنطقة التي تعتبر مهمة لإحكام الطوق على المجموعات الإرهابية داخل المدينة وفي حال تم السيطرة عليها ستكون مهمة الجيش سهلة نحو بقية الأحياء وخصوصاً من ناحية جسر
السياسية وحي الحويقة.
اتساع رقعة السيطرة للجيش
اختلفت الموازين على الأرض واتسعت رقعة السيطرة الميدانية بعد عمليات الجيش السوري في أحياء مدينة ديرالزور فبعد أن كان الجيش يسيطر على حيي الجورة والقصور اليوم يسيطر على مساحة واسعة من المدينة ويضيق الخناق على المجموعات الإرهابية داخل المدينة خصوصاً بعد قطع خط الإمداد الرئيسي للإرهابيين عبر جسر السياسية والذي نجح الجيش بقطعه عبر عملية نوعية، والجيش يسيطر إضافة إلى أحياء الجورة والقصور والدير العتيق وغازي عياش على أحياء الموظفين وقسم من أحياء العرفي والجبيلة والرشدية والحويقة والصناعة والعمال، إضافة إلى قرى البغيلية وهرابش والجفرة وقسم من حويجة المريعية ويضاف إليها سيطرة الجيش على قسم كبير من منطقة حويجة صكر وهي مساحة شاسعة من المدينة قياساً على ما تبقى من أحياء الحميدية والعرضي والمطار القديم وكنامات وما تبقى من فلول الإرهابيين في العمال والعرفي والحويقة والرشدية.
انحسار الحاضنة في الريف
ريف ديرالزور الشرقي والغربي يعيش حالة واحدة بعد تمكن عناصر «داعش» من التغلغل في هذه القرى لكن ممارسات داعش الإرهابية بحق المواطنين الأبرياء جعلت حاضنة هذا المرض تنحسر وخصوصاً بعد المجازر التي ارتكبها عناصر التنظيم بحق أبناء عشيرة الشعيطات التي كانت السباقة في مقاومة هذا التنظيم الإرهابي.
وبالعودة لممارسات «داعش» الإرهابية والتي تمثلت بقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وصلب المواطنين وعمليات الرجم ومنع الأطفال من التعلم وإغلاق المدارس ومنع المواطنين من الذهاب للعمل وفرض قيود على الحياة الريفية جعلت من ذلك قاعدة للانطلاق نحو التخلص من هذا المرض فشهدت بعض القرى عمليات قتل للمسلحين ومهاجمة مقارهم في عدد من قرى مدينة البوكمال والميادين وتفجير سياراتهم وآخرها ما حصل في قرية حسرات حيث تم قتل اثنين من القناصة أحدهم من جنسية أفغانية.