بعلبك تشيّع شهيد «معلولا» علوه… وتأبين للشهداء في دمشق اللحام والزعبي وحسون وشعبان: شهداء المنار والمقاومة شهداء سورية… ومحور المقاومة سينتصر
لليوم الثالث على التوالي استمر صدور المواقف المنددة لجريمة اغتيال فريق المنار التلفزيوني في معلولا، وتقديم التعازي والتبريكات باستشهاد مراسل المنار حمزة الحاج حسن، والمصور محمد منتش، والتقني حليم علوه، وأعلنت قناة المنار عن تقبل التعازي بشهدائها الثلاثة اليوم الخميس من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى السادسة مساء في مجمع المجتبى في حي الأميركان في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما شيّع الشهيد علوه أمس ووري الثرى في جبانة جنة الشهداء في بعلبك.
مراسم تشييع الشهيد علوه
بعد تشييع الشهيدين الزميلين حمزة الحاج حسن ومحمد منتش أول من أمس، وُدِّعَ أمس الأربعاء الزميلُ الشهيد حليم علوه برحلة انطلقت من الهرمل وانتهت في مدينة بعلبك شرق لبنان.
وسط أجواء من الحزن ودّعت مدينة الشهداء ابنها البار الشهيد حليم علوه الذي قضى في كمين معلولا أثناء قيامه بواجبه المهني، وهو تقني الإرسال في قناة المنار.
انطلق موكب التشييع من ساحة بلدية الهرمل، تتقدمه الفرق الموسيقية التابعة لكشافة الإمام المهدي وحملة الأكاليل والصور والرايات بمشاركة فاعليات سياسية وحزبية واجتماعية وعضو كتلة الوفاء المقاومة النائب نوار الساحلي وأعضاء من قيادة منطقة البقاع في حزب الله، ولفيف من العلماء وعوائل الشهداء وحشود غفيرة من المواطنين.
وحمل النعش ثلة من المقاومين وسارت به إلى ساحة الشهداء في الهرمل وسط نثر الورود والرز وإطلاق الزغاريد وهتافات التكبير والتنديد بالمجرمين الإرهابيين، لينطلق التشييع بعدها في موكب سيّار باتجاه مدينة بعلبك حيث استوقف من قبل الأهالي لإلقاء التحية ونظرة الوداع في أكثر من محطة على طول الطريق الدولية، وصولاً إلى مقام السيدة خولة، فاستقبلته الحشود التي طافت به في أرجاء المقام. لينطلق بعدها المشيعون في موكب مهيب وحاشد إلى ساحة الشهداء في بعلبك، حيث أمّ رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد الصلاة على الجثمان الطاهر ليوارى بعدها في الثرى في جنة الشهداء كما أوصى.
مواقف معزية ومستنكرة
فيما زارت وفود سياسية وإعلامية مبنى قناة المنار وقدمت التعازي باستشهاد الزملاء الثلاثة، واستمر صدور المواقف المستنكرة والمعزية.
حفل تأبين في دمشق
بدعوة من وزارة الإعلام ومكتب قناة المنار بدمشق أقيمت أمس في نقابة الأطباء بدمشق مراسم تأبين شهداء قناة المنار وفي تصريح للصحافيين خلال مراسم التأبين بارك رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام لقناة المنار بشهدائها الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء الكلمة التي كانوا يقولونها بكل صدق وموضوعية وجرأة، لافتاً إلى أن شهداء القناة جسدوا معنى الشهادة وكذلك الصدق في الإعلام الذي ينقل الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة.
وأكد اللحام «أننا نحتفل اليوم بشهدائنا وبمحور المقاومة الذي سينتصر بإذن الله»، موضحاً أن العلاقة في هذا المحور تسير بصدق وهي قائمة على ركائز أخلاقية ومبادئ إنسانية استراتيجية ستستمر وتتعزز وتتكرس.
ولفت اللحام إلى أن «قناة المنار أثبتت مصداقيتها وأعطت للعالم صورة الإسلام الحقيقي والمقاومة الوطنية التي تتعزز وتترسخ يوماً بعد يوم»، مشيراً إلى أن «الإرهابيين يستهدفون الصدق والمصداقية».
وعبر رئيس مجلس الشعب السوري عن أمله بعودة الأمن والأمان إلى كل سورية هذا الوطن الغالي العزيز، مؤكداً أن موعد الاحتفال بالنصر قريب بإذن الله.
وفي تصريح مماثل أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أننا هنا نتلقى التبريكات بشهداء الإعلام مع قناة المنار ولا نتقبل التعازي، لأننا نعتقد أن هؤلاء الشهداء ارتقوا من أجل قضية عادلة وهم يؤمنون بذلك، مشيراً إلى أن الإعلام السوري قدم أكثر من 25 شهيداً في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، معرباً عن أمنياته بأن تكون نهاية حياتنا راقية وسامية كما انتهت حياتهم الدنيوية.
وشدد الزعبي على أن شهداء المنار والمقاومة هم شهداء سورية، موجهاً التحية والمباركة لعوائلهم وللمقاومة وقائد المقاومة، مؤكداً أننا على ثقة بالنصر لأننا على حق ولا مفر أمام الكفرة والتكفيريين إلا أن يدفعوا ثمناً غالياً ومكلفاً لجريمتهم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الذين أطلقوا النار على الشهداء لا يميزون بين عسكري ومدني ولا بين حق وباطل ولا مطران أو إمام جامع.
وقال الزعبي إن التكفيريين والصهاينة ليسوا على طرفي نقيض فهم دعاة مشروع يتطابق مع المشروع الصهيوني وما يحصل في الجولان السوري المحتل بمنطقة الشريط دليل على أن التكفيريين والصهاينة فريق واحد إلا أننا نؤكد أن النصر في المحصلة لنا وللمقاومة وللمشروع القومي والنهضوي ولمشروع الشعوب في المنطقة.
من جهتها أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان خلال مراسم التأبين أن شهداء قناة المنار هم شهداء سورية وبارتقائهم سينيرون درب الحرية لهذه الأمة التي لا درب فيها غير درب المقاومة، مبينة أن الجسد السياسي والإعلامي في سورية جاء ليتقبل التعازي بهؤلاء الشهداء الذين هم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
وقالت شعبان: «إننا نفتقد هؤلاء الشهداء ونعتبرهم خسارة كبرى لنا ونعزي أسرهم وأسرة المنار ونعزي أنفسنا ولكننا نقول إنهم يعطون الدروس في الشهادة للأجيال القادمة».
ولفتت شعبان إلى أن ثلاثة صحافيين وصحافيات كبار من بريطانيا والولايات المتحدة زاروها اليوم وقالوا إن استشهاد هؤلاء في معلولا يري من هو الباحث عن الحقيقة ومن هو الذي يروج للتضليل.
وأكدت شعبان أن ثقافة المقاومة تتجذر في عقول الناس وأن التوق إلى الشهادة يتجذر في قلوب الناس مهنئة قناة المنار لأنها تبحث عن الحقيقة وهذا له أجر عند الله ومكانة في الدنيا.
واعتبرت شعبان أن الغاية من الإساءة لشهداء قناة المنار هي خلق البلبلة في الصفوف حيث نخوض حرباً كبرى في المنطقة بين الحق والباطل وبين المستقبل والماضي وبين العمالة والأصالة، مؤكدة أن المسيئين لن يفلحوا في تحقيق شيء ولكنهم لا يزالون في طغيانهم يعمهون.
بدوره أكد المفتي العام للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن قناة المنار كانت منارة للحقيقة منذ اليوم الذي بدأت فيه وحتى اليوم ومراسلوها ذهبوا لينقلوا الصورة من معلولا التي تتحدث لغة السيد المسيح لأنهم أصحاب رسالة.
وعبر حسون عن الحزن الكبير على افتقادنا لإعلاميي قناة المنار قائلاً: «إن ما حدث في معلولا هو رسالة للعالم بأن سورية كل أبنائها ما زالت أمة واحدة رغم أنف سايكس بيكو ومن حاربها فهو من أسفل السافلين لأن الله اختارها على العالمين فبعث فيها كل رسالات السماء وجاء أجدادنا فحملوها للعالم نوراً».
كما أكد المفتي حسون أن سورية بعد ثلاث سنوات من الصمود هي اليوم على باب الانتصار والناس يحترمون كلمتها، مشيراً إلى أن سورية العروبة حافظت على لغة السيد المسيح الآرامية إذ عدتها ثروة من ثرواتها وأمانة في أعناقها ورسالة توصلها للعالم كله.
وأكد رئيس اتحاد الصحافيين إلياس مراد أن استشهاد ثلاثة إعلاميين من قناة المنار على أرض سورية وعلى أرض بلدة معلولا يمثل حالة وجدانية لأنهم قدموا دماءهم الزكية على هذه الأرض الطاهرة.
من جانبه أكد الفنان السوري دريد لحام أن احتضان سورية وتكريمها لشهداء قناة المنار هو «عرفان بالجميل وواجب»، مشيراً إلى أن «هؤلاء الشهداء أصبحوا قناديل في السماء ينيرون الوجدان والضمير والدرب لنا الذي يقول إن الكرامة إرادة والنصر إرادة».
وأعرب المدير الإداري والمالي في قناة المنار علي الزين عن شكره لوزارة الإعلام لتكريمها شهداء قناة المنار وقال: «نبارك لقناة المنار بشهدائها كما نبارك بشهداء الإعلام السوري الذين يدافعون عن قضية واحدة في مواجهة هؤلاء التكفيريين».
الموسوي
وعزى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الموسوي في تصريح اليوم، أسرة تلفزيون «المنار»، معتبراً أن «هذه الشهادة رفعة وعزة وإباء للوسيلة الإعلامية المجاهدة التي ينتمون إليها ولكل الوطن بكل أطيافه»، مشيراً إلى أن «هؤلاء الشهداء لطالما نقلوا الخبر الحق والحقيقة، فأصبحوا بحق هم العنوان وهم الخبر الحدث»، لافتاً إلى أن «استهداف الإعلاميين دليل على همجية هذا الإرهاب التكفيري الذي لا يقيم وزناً لكل القوانين التي تنص على حماية الإعلام وأهله، ويعدّ انتهاكاً صارخاً للعهود والمواثيق الدولية التي تكفل حماية وسلامة الصحافيين أثناء تغطيتهم للحروب إلى أية جهة انتموا».
قانصوه
وأبرق النائب عاصم قانصوه إلى الإداريين والإعلاميين في قناة «المنار» معزياً بالشهداء وقال: «تبلغنا بحسرة وأسى نبأ استشهاد الأخوة الإعلاميين المجاهدين. إننا إذ نشارككم الأسى ونشاطركم الألم والمصاب».
الداود والقطان وعبد الرزاق
وزار رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان ورئيس حركة «الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبد الرزاق، رئيس حركة «النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود في مكتبه في بيروت، وكان بحث في آخر المستجدات.
وبعد اللقاء، جدد القطان إدانته «العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مراسلي قناة «المنار»، وقال: «لن يستطيع أحد أن يمحو ذاكرة «المنار» لأنها أثبتت وجودها في أحلك الظروف لا سيما حرب تموز 2006، ولم يستطع العدو «الإسرائيلي» أن ينال منها واليوم نقول لن يستطيع التكفيريون ولا غيرهم النيل منها وستبقى منبراً حراً لتوحيد الصف الوطني والإسلامي».
وتقدّم الشيخ عبد الرزاق بالتعازي لقناة «المنار»، وقال: «ليس غريباً على قناة «المنار» أن تقدم الشهداء لأنها الرائدة في تقديم التضحيات ومحاربة المشروع الصهيوني التكفيري»، معتبراً أن «شهداء الإعلام في المنار هم شهداء كل الطوائف والمذاهب وكل بيت في لبنان، ونعتز بشهادتهم لأنهم يجسدون التضحية الحقة».
ورحب النائب السابق الدواد بالشيخين القطان وعبد الرزاق وأشاد بـ»مواقفهما الوطنية المشرفة»، وأضاف: «نعتبر الشهداء الثلاثة شهداء لبنان والأمة والإسلام، بل العالم العربي لأنهم ذهبوا لإفشال مؤامرة الأعداء». قائلاً إن «هذه المرحلة دقيقة على لبنان وسورية، وما يحدث في القلمون مؤشر إلى فشل مشروع الأعداء ضد منطقتنا، وخفف كثيراً من التفجيرات المتنقلة للبنان».
ناصر
واستنكر رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أحمد ناصر، جريمة اغتيال الإعلاميين التابعين لقناة المنار التلفزيونية خلال قيامهم بواجبهم الإعلامي بتغطية أحداث سورية، واعتبرها «جريمة إرهابية في حق لبنان والإعلام، لا سيما المرئي والمسموع»، وقال :«إن التعرض دائماً للإعلاميين لمنعهم من نقل الحقيقة يمثل ضربة للحريات العامة وللحريات الإعلامية».
تامر
واستنكر رئيس الحركة اللبنانية الديمقراطية جاك تامر الجريمة، معتبراً أنها جريمة نكراء تضاف إلى السجل الأسود للعصابات التكفيرية الإرهابية الحاقدة، التي تريد من خلال استهدافها الإعلاميين الأحرار إخفاء الحقيقة والتعمية على ما ترتكبه هذه العصابات من موبقات وأعمال إرهابية في سورية.
وأكد تامر أنّ شهداء «المنار» الثلاثة هم شهداء لبنان كله، وتقدم تامر لأسرة «المنار» ولأهالي الشهداء بأحرّ التعازي.
ودان الجريمة كل من رئيس جمعية علماء الدين العلامة أحمد شوقي الأمين، والأمين العام للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة يحيى غدار، ومديرة الوكالة الوطنية للإعلام السيدة لور سليمان صعب، ونادي الصحافة اللبناني.