سباق روسي فرنسي مسيحي

روزانا رمال

ليس سراً انّ انشغال الدول الاقليمية في الاوضاع في الشرق الاوسط ينصبّ على مجريات الاحداث في العراق وسورية والملف النووي الايراني، وعليه ليس سراً انّ استحقاقات لبنان ليست بنداً رئيسياً عند المعنيين من الدول المذكورة او غيرهم، الا انه ورغم هذا لا تتوقف زيارات ضيوف قادمين من الخارج تتخذ طابعاً سياسياً بحتاً أقرب الى حرص ممزوج بنكهة توصية او وصاية.

المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف احد زوار لبنان مؤخراً، والذي جاء وجال على ابرز المسؤولين اللبنانيين ودعا الاقطاب إلى التوافق للعب دور مسؤول لإنهاء الشغور الرئاسي.

تعرف روسيا جيداً انّ قراءة الزيارة لبنانياً لها عدة زوايا لكنها تعرف ايضاً انّ فيها مؤشراً سياسياً على دور روسيا في المنطقة بثقة انها اللاعب الاساس لما يجري على الساحة السورية، وتعرف دورها جيداً وشراكتها مع حلفائها، من هنا تنطلق روسيا بخطى الساعي إلى حلّ سياسي في سورية لترتيب أوراق جنيف 3 او ما يعادله مذكرة اللبنانيين والغرب بأن من يرتب اللعبة السورية يصنع السياسة في لبنان اوتوماتيكياً.

تسعى روسيا حسب المؤشرات الى استغلال هذا التغيير في المزاج المسيحي في المنطقة، معتبرة انها فرصة لإخراج الفرنسيين او الغرب من اللعبة المسيحية في الشرق الاوسط لمزيد من النفوذ الروسي فيه، بين موطئ قدم ومرجعية كنسية، وفي السياق تشير المعلومات الى انّ مجموعة شخصيات لبنانية مسيحية زارت موسكو في الاسبوعين الماضيين وبحثت الموضوع الرئاسي هناك داعية الكنيسة الروسية إلى تفعيل دورها امام التقاعس الغربي في ما يخص مسيحيي الشرق.

ادركت فرنسا التي تقدم نفسها انها حامية المسيحيين في لبنان والشرق، انّ تبدلاً جدياً طرأ على صورتها بعد الازمة السورية لدى المسيحيين العرب، خصوصاً بعد موقفها في سورية والعراق، حيث لم تسع إلى حفظ جذورهم فيه لا بل فتحت باب هجرتهم اليها.

سارعت فرنسا إلى استدراك الامر فأرسلت الى لبنان موفد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، جان فرنسوا جيرو، الذي جال على الأقطاب اللبنانيين للبحث في الرئاسة في محاولة لتأكيد حضور فرنسا في هموم لبنان كما كانت، وخصوصاً عند كل استحقاق له علاقة بالمسيحيين…

لا يبدو انّ اياً من الزيارتين تحمل مبادرة رئاسية حقيقية، الا انهما بدون شك ترجمة لسباق الأدوار بين فرنسا وروسيا على من يمسك بقرار مسيحيّي الشرق بعد المشهد الجديد في سورية والشرق الاوسط.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى