معادلة «المستقبل»: فرنجية في بعبدا والحريري في السراي
هتاف دهام
يستقبل لبنان بعد 20 يوماً عاماً جديداً من دون انتخاب رئيس للجمهورية. لن يضيء رئيس الجمهورية والسيدة الأولى شجرتي الميلاد في بهو قصر بعبدا والباحة الخارجية. تطوى أوراق روزنامة عام 2014 من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع مرور مئتي يوم من الفراغ في موقع الرئاسة الأولى.
في جلسة انتخاب الرئيس أمس التي لم تعقد للمرة 16 لعدم اكتمال النصاب في ظلّ عدم التوافق على اسم المرشح الذي سيحظى بالتوافق، أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة إلى السابع من كانون الثاني المقبل في بيان تلاه الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر في القاعة العامة التي دخلها 59 نائباً من 14 آذار وكتلة التحرير والتنمية وجبهة النضال الوطني.
تكرّر أمس مشهد الإرجاء، ليتكرّر معه حضور النواب ذاتهم، وتصريحاتهم التي مع كل نهاية جلسة، ينال الحصة الأكبر منها، رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، على لسان نواب «القوات» و»الكتائب» وتيار المستقبل.
إلا أن المفارقة الوحيدة أمس، ان نواب 14 آذار اكتفوا برد من نائب رئيس حزب القوات النائب جورج عدوان على تصريح العماد عون بعد اجتماع التكتل أول من أمس «انه لا امكانية للوصول الى رئيس للجمهورية عنده اصطفاف حاد في فريق 8 آذار وفي فريق 14 آذار، وبالتالي علينا التوافق على رئيس نتفاهم عليه جميعنا، لكي يكون الرئيس العتيد قادراً، ويحافظ على الجمهورية ومدعوماً من الجميع»، لافتاً في الوقت عينه إلى «أن الوصول إلى تسوية في شأن الرئاسة يبدأ بالجلوس مع العماد عون». وتزامن كلام عدوان مع إعلان رئيس حزبه سمير جعجع استعداده «لتلبية دعوة عون لزيارة الرابية مع وجود اقتراح جدي للرئاسة».
التزم نواب تيار المستقبل المندفع للحوار مع حزب الله، الصمت. تجنّبوا بإيعاز من رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري انتقاد حزب الله وتحميله مسؤولية أي حادث يحصل في لبنان. دخل رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة وخرج من دون الإدلاء بأي تصريح.
وعلى رغم هذا المشهد، إلا أن الحراك الغربي كان شاغل النواب في أحاديثهم الجانبية، مع تأكيد الجانبين الفرنسي والروسي على لسان الموفد الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، مدير قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، الإسراع في انتخاب رئيس توافقي للبنان.
وتحدثت مصادر نيابية في 14 آذار لـ«البناء»: «إن الوضع المعقد المحيط بالانتخابات الرئاسية في طريقه إلى الحل، الذي لن يكون مسيحياً، إنما اقليمياً ودولياً، وسيكون ضمن سلة توافقات ستحصل في لبنان».
وتجزم المصادر «أن لا نية فرنسية لتغيير أو تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش العماد جان قهوجي لرئاسة الجمهورية أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وأن هناك اتجاهاً لضرورة احترام الصفة التمثيلية للرئيس العتيد».
إلا أنّ مصادر في 8 آذار تسأل إذا كان الفرنسي يريد فعلاً استبعاد سلامة من رئاسة الجمهورية، لماذا جيرو استبق زيارته الى بيروت بالقول: «أنه ليس وارداً تنصيب عسكري لرئاسة الجمهورية»، بينما كان أخف وطأة على قائد الجيش لو أعلن جيرو «أننا لسنا في وارد الترحيب بتعديل الدستور، فلا يستفز كلامه قهوجي كما حصل»؟
وعلى رغم ذلك، تؤكد المصادر نفسها في 14 آذار «أن القيادات المسيحية في فريقها القوات والكتائب تعتبر أنّ وصول رئيس مسيحي وسطي على غرار الرئيس ميشال سليمان، يعني أنّ السيناريو سيتكرّر بعد ست سنوات، وهذا يعني ضرب الدور المسيحي في لبنان». وتلفت إلى «أنّ هذه القيادات التي تملك حيثية على الأرض، مستعدة أن تقبل برئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية رغم كل التباينات، فهي ترى في وصول فرنجية الى بعبدا، إمكانية لتربّعها بعد ست سنوات على «العرش»، فرئيس حزب الكتائب يدرك أنه لن يصبح رئيساً على رغم انفتاحه على الايرانيين وحواره مع حزب الله». ووفق المصادر «فإن الاميركيين لا يمانعون وصول فرنجية، والفرنسيين الذين يتحركون بتفاهم إيراني وتعاون روسي، لا يضعون فيتو عليه أيضاً».
تأتي المصادر على قراءة موقفي معراب والصيفي، ولا تأتي على موقف تيار المستقبل، إلا «أنها تغمز من أنّ سلوك فرنجية طريق بعبدا، يعني عودة رئيس التيار سعدالحريري إلى السراي، مع حصص دسمة في الوزارات، وتسأل هل سيقبل العماد ميشال عون بأن يتحوّل إلى ناخب لفرنجية»؟
يمكنكم التواصل مع الكاتبة عبر البريد الالكتروني
[email protected]