عندما يعترفون ببقاء الأسد

روزانا رمّال

يعتقد نائب لبناني من قوى الرابع عشر من آذار بقوة الرئيس السوري بشار الأسد اليوم بعد مرور سنوات على الأزمة السورية، وبوجوب التسليم بأنه تبيّن أنّ نظامه كان مبنياً على أسس قوية وحقيقية، والجهاز الديبلوماسي السوري وتماسكه هو دليل أساس…

يتساءل نائب الرابع عشر من آذار عن سبب عدم التنسيق بين لبنان وسورية، خصوصاً في ما يتعلق بقضية المخطوفين العسكريين التي أصبحت أزمة حقيقية في البلاد، فكيف يمكن حسب النائب التفكير بحلّ عسكري من دون التنسيق مع الجيش السوري في تلك المنطقة جغرافياً؟ ويضيف: كيف يمكن ان لا تنسق الدولة اللبنانية مع سورية، وفي لبنان عدد كبير من النازحين السوريين يفوق قدرة لبنان على الاستيعاب؟ هذا عدا عن انّ الإرهابيين استغلوا النازحين ليستقرّوا بينهم.

اللافت بالنسبة إلى النائب المذكور انه وفي كلّ مرة يلتقي فيها السياسيين اللبنانيين في مناسبة عامة يحضر فيها السفير السوري علي عبد الكريم علي مما يؤكد انّ سورية موجودة رسمياً في لبنان وسفارتها موجودة وسفيرها يمارس مهامه باعتراف الدولة اللبنانية رسمياً، وعليه… كيف يمكن الاعتراف في ناحية وعدم الاعتراف او التزام الحياد في اكثر الامور تعقيداً حساسية وحاجة للبنان؟

لا شك انّ زيارة الشخصيات الاجنبية والعربية الديبلوماسية والسياسية والعسكرية الى سورية هي اعتراف اساسي بالنظام، وبين عرض المبادرات عليه والمبعوثين المخصصين لحلّ الأزمة سياسياً، بين النظام و«المعارضة»، إثبات آخر على اعتراف العالم بالاسد وبوجوده على سدة الرئاسة اليوم، وجزء كبير من الدول الفاعلة لم تغلق سفارات سورية او تطرد ممثلي النظام، هذا بالإضافة يتابع نائب الرابع عشر من اذار الى انّ ممثلي سورية في الامم المتحدة والموجودين في نيويورك، ايّ في الولايات المتحدة، يعيشون ويمارسون مهامهم تحت حماية السلطات الاميركية وحرصها على أمنهم وسلامتهم.

المشكلة انّ الكلّ بات مقتنعاً بذلك، ولكن احداً لا يجرؤ على اتخاذ الخطوات التي تترجم هذه القناعة، لأنّ أصحاب القرار ينتظرون الضوء الأخضر من أصحاب قرارهم الموجودين بعيداً عن الحدود خلف البحار، والذين لم يعلنوا بعد انّ ساعة الانفتاح على سورية قد حانت، ولأنهم ينظرون إلى لبنان كواحدة من أوراق التفاوض القوية بين أيديهم فلماذا لا يستخدمونها هم بدلاً من ان يجيّرونها إلى جماعاتهم في لبنان بصورة مبكرة.

هلي يعي اللبنانيون ماذا يفعلون ببلدهم عندما ينتظرون الضوء الأخضر من الخارج الذي لا يراهم الا ورقة تفاوض، ويجمدون قناعاتهم عند الحنجرة منعاً لغضب هذا الخارج؟

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى