الخبر الثقافي

يعود مسرح الهواة إلى واجهة الحياة الثقافية السورية بعد غياب، إذ تعمل مديرية المسارح والموسيقى في المسرح القومي في طرطوس على وضع آخر لمساتها لإطلاق المهرجان المسرحي للهواة الذي يفتتح عروضه عند الساعة السادسة من مساء الأربعاء السابع عشر من الجاري بعرض لفرقة «عمريت» الموسيقية. ويتضمن المهرجان في دورته لهذا العام سبعة عروض هي «حب وحرب»، إشراف رضوان جاموس، «تصبحون على وطن»، إخراج فؤاد معنا لفرقة «طائر الفينيق»، «الأيام السبعة» إخراج حسام عفارة لفرقة طلبة طرطوس، فيما تشارك فرقة شبيبة اللاذقية بمسرحية «وقوف قف» للمخرج مجد أحمد، وسيتابع الجمهور عرض مسرحية «إنهم يقتلون الإنسان» للمخرج مجد مغامس والعرض لفرقة طلبة طرطوس.

مسرحية «لعب ولاد» لمخرجها علي إسماعيل تشارك في المهرجان عن فرقة شبيبة الثورة في طرطوس، وسيحضر جمهور المهرجان عرض مسرحية «مواويل شرقية» لمخرجها هاشم غزال عن الفرقة المركزية لاتحاد طلبة سورية، وعروض المهرجان على خشبة قومي طرطوس في الساعة السادسة مساء كل يوم.

لا تغيب كذلك الندوات الفكرية والفنية عن مهرجان الهواة لهذا العام وسيكون الجمهور على موعد في الحادي والعشرين من الجاري مع فضاءات مسرحية متنوعة، سيعرض ضمن المهرجان فيديو لمسرحية «سهرة مع أبي خليل القباني» لمخرجها أسعد فضة، وتُعقد ندوة حوارية بالتعاون مع اتحادالصحافيين عنوانها «قراءات حول المهرجان المسرحي للهواة وآفاقه» يشارك فيها كل من دانيال الخطيب، إيناس حسينة، محمد خليل، محمد حسين، سلمان عيسى، وائل علي وعماد جلول مدير المسارح والموسيقى رئيساً للندوة، وعلي اسماعيل مدير قومي طرطوس نائباً.

حول ضرورة هذه التظاهرة لاستقطاب الهواة وتفعيل حضورهم من جديد في المشهد المسرحي السوري يقول المخرج علي إسماعيل مدير المسرح القومي في طرطوس: «إن مسرح الهواة ليس طارئاً أو استثنائياً في الحركة المسرحية السورية، بل هو الخزان الذي كان منذ السبعينات يضخ الحياة في الحركة المسرحية إذ قدم الهواة الكثير من التجارب المهمة فكان هناك مهرجان الهواة العمال / الجامعي/ الشبيبي الذي رفد مسارحنا بكوادر مهمة. إن مسرح الهواة ظلم إذ ترك طويلاً بلا رعاية من المؤسسات التي تعنى بالشأن الثقافي، رغم كونه مسرحاً بريئاً ووجدانياً ويحتاج إلى رعاية كي ينمو بشكل صحيح وصحي وتطوير أدائه من خلال ورش عمل اختصاصية وفتح المراكز الثقافية لأنشطة هذا المسرح كونه مسرحاً متجدداً يعتمد على الشباب، والمخرج الذكي هو الذي يلتقط الإشارة من هذا المسرح إن كان لديه مشروع». وعما يميز دورة هذا العام للمهرجان يقول مدير قومي طرطوس: »أقمنا دورة لتدريب الممثل للشباب اشترك فيها 76 متدرباً بإشراف اختصاصيين، وانتهت بعرض مسرحي عنوانه «حب وحرب» وورشة للأطفال شارك فيها خمسون طفلاً وطفلة وانتهت الورشة بعرض مسرحي عنوانه «فرح»، وتشجيعاً للهواة أقمنا دورة للفنون الشعبية والرقص المسرحي شارك فيها ثلاثون متدربا ومتدربة وانتهت بعرض راقص عنوانه «سورية الكلمة… اللحن… اللون». وإيماناً منا بمسرح الهواة فتحنا المسرح القومي لهم ولرعايتهم وتطوير أدواتهم وعرض أعمالهم المسرحية والفنية، وهذه خطة ستتبع سنوياً لهذه الطاقات الشابة المبدعة ما يجعل المهرجان المسرحي للهواة فسحة واسعة لإبداعاتهم كونه يقام للمرة الأولى في طرطوس، وهو المناخ الملائم لتطوير مسرح الهواة من وجهة نظرنا على الأقل».

هاني رزق محاضراً عن «تلاشي الكون»

ألقى الدكتور هاني رزق، عضو مجمع اللغة العربية، محاضرة عنوانها «انعدام الحياة وتلاشي الكون… لماذا ومتى» ومما قال فيها: «إن لا شيء يستطيع إيقاف التلاشى والموت باعتبارهما القدر المشترك لكل ما هو على الأرض، فالإنسان يكدس الثروة فحسب ليبددها إنسان آخر».

عرّف رزق سهم الزمن في محاضرته التي ألقاها في مجمع اللغة العربية بأنه سهم مستقيم يصيب كل شيء، وأن نقطة انطلاقه هي الانفجار الأعظم الذي أنتج المادة قبل 798ر13 مليار عام، مبيناً أن عمر الكون لا يمثل سوى جزء ضئيل من هذا السهم، وأن نقطة انتهاء هذا السهم تقع استنتاجاً وتقريباً في زمن سيأتي بعد مليارات السنين. وأوضح عضو مجمع اللغة العربية أن كل إنسان يولد وينمو ويكبر ويهرم ثم يموت وليس العكس، والجميع يتذكر الماضي ولا يعرف شيئا عن المستقبل، إذ أننا لا نستطيع تصحيح أخطاء ارتكبناها في الماضي بل نستطيع فحسب القيام بعمل ما يؤثر في المستقبل إنّما ليس في الماضي.

التمييز بين الماضي والمستقبل بحسب رزق يتساوق تماماً عبر الكون القابل للرصد فى كل ما يحدث فيه، فسهم الزمن يجعلنا نميز بوضوح بين الماضي والمستقبل إذ يتجه باستمرار من الماضي إلى المستقبل، وبديهيّ أن القانون الثاني للديناميات الحرارية يلخص السيرورات اللامعكوسة. والتعدمية وفق رزق هي مقياس درجة الفوضى لجملة ما وتعدد الحالات التي تأخذها هذه الجملة وهي معيار تناقص الطاقة الحرة «الطاقة المفيدة المنتجة للعمل» للجملة ومعرفتنا الماضي وجهلنا المستقبل.1

ترافق ظهور الانسان العاقل قبل 250 ألف عام مع ظاهرة وُهب الإنسان بموجبها العقل، وتتمثل هذه الظاهرة الانبثاقية بيولوجياً بأربع خاصيات أساسية تميز الإنسان من سائر الحيوان ضخامة وهي: نمو القشرة الدماغية الجديدة وتعقد بنيتها وتقابلية إبهام اليد مع بقية الأصابع والبنية الفراغية ثلاثية الأبعاد للحنجرة، إضافة إلى الثنيتين الصوتيتين وانتصاب القامة.

وُهب الإنسان العقل نتيجة خلق هذه الخاصيات فيه، فالعقل ظاهرة انبثاقية من هذه الخاصيات لأنّ أياً منها لا يمثل العقل، ومن ثم فإنّ العقل لا يوجد فى أي منها بل انبثق من مجموعها ومن تساوق بعضها مع بعضها الآخر: «الماء مثلاً ظاهرة انبثاقية واللغة هي أيضاً ظاهرة انبثاقية بطبقتها العميقة الذهنية حيث تتولد الأفكار ، والسطحية الحنجرة واللسان التي هي مجرد تعبير عن الطبقة العميقة.

الدكتور هاني رزق يحمل إجازة في العلوم الطبيعية من الجامعة السورية 1956 ودكتوراه في الفلسفة وفي علم البيولوجيا من جامعة فيرجينيا. عمل أستاذاً لعلم الجنين في كلية العلوم في جامعة دمشق بين عامي 1964 و2003 ونشر أبحاثاً علمية في مجلات عالمية مرموقة بالفرنسية والإنكليزية وأنجز عدداً من المشاريع العلمية الخاصة في الكيمياء الحيوية وعلم المناعة والبيولوجيا الجزيئية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى