ولاية مصر

بلال شرارة

تنظيم «ولاية سيناء» المعروف سابقاً بتنظيم «أنصار بيت المقدس» يحذّر سكان سيناء من دعم الجيش المصري، ويعتبر هذا الجيش العدو الرئيسي، ويدعو الى محاربته بالقول «الجيش عدوكم الوحيد الذي حاصر أرضكم و…».

دعوة مفتي التنظيم الى هذه الحرب تأتي في وقت تستكمل فيه «إسرائيل» تهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى بعد اتباعها سياسات جديدة تسمح لمن تصفهم بالمتديّنين اليهود بالدخول الى باحات المسجد اثناء فترات «السياحة الأجنبية» واقامة طقوس دينية.

تحاول «إسرائيل» أن تفرض أمراً واقعاً جديداً يجعلنا نقبل بتقاسم المسجد الأقصى، و«أنصار بيت المقدس» هم «سمعان مش هون» وهم المحاربون الأنصار يعتبرون أن حربهم المقدسة في سيناء وهم كانوا رأس الجسر لجعل فلسطين على مساحة غزة وشمال سيناء وكانوا يريدون الإسراء من القدس الى غزة وشمال سيناء».

الآن باحات المسجد الأقصى مقسمة زمنياً بين المسلمين والأوقات السباحية وصلوات اليهود، والخطة «الإسرائيلية» الحقيقية هي تقسيم المسجد مكانياً.

حتى الآن، يا عالم يا عرب، يا «أنصار بيت المقدس»، يا هو …. المسجد الأقصى تعرّض لأكثر من سبع مئة عملية اقتحام غير التدنيس الرسمي «الإسرائيلي».

كيف ترانا نصدق الحرب المقدسة في سيناء التي تحمل عنوان بيت المقدس وبيت المقدس تقع على منظار التصويب «الإسرائيلي» وعمليات مصادرة الأراضي، وإبعاد الفلسطينيين مستمر يومياً؟

نحن لا يسعنا إلاّ أن نكون مع مصر في حربها لحفظ حدودها وسيادتها وأمنها ونصدق أن الاجراءات المصرية المتخذة ضرورية لإنهاء العدوان على مصر باسم «بيت المقدس».

نحن تعلّمنا أن الذين يستهدفون الجيش السوري هم أنفسهم الذين يستهدفون جيش مصر، وها هم يقفون على الشريط بين الجولان المحتل والمحرر، فلماذا لا يقومون بخطوة نحو عمق الجولان المحتل بدلاً من استهداف الشام؟ ولماذا يعتبرون أن عدوّهم من أمامهم وليس من ورائهم، طالما لا يوجد بحر في تلك المنطقة الجبلية؟

السؤال: من حرف الإسلام عن دعوته وعن طريقه نحو أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين؟

من حرف الإسلام بهذه الصورة وأخذ بيده لقتال سورية بدلاً من القتال مع سورية لتحرير أرضها.

من يفتح حروباً من حدود تونس الى قلب ليبيا الى استهداف مصر والمغرب والعراق ولبنان؟

بعد كل ما تقدم، ألا نحتاج الى مشروع الى وثيقة ثقافية في حربنا ضد الإرهاب؟

ألا نحتاج الى أن توحد هذه الحرب عسكرياً طالما أن الإرهاب واحد؟

أزعم أن الأزهر ووثيقته بل ووثائقه السابقة صالحة لأن تكون مشروعاً ثورياً في مواجهة الإرهاب ولإقامة النظام.

أدعو الى تحالف عربي لمقاتلة الإرهاب، لا لجعل بلادنا حقلاً للرماية بالأسلحة الجوية للغرب.

ألا نملك طائرات؟ أليس لدينا خبراء في حرب الشعب بدلاً من الخبراء الأجانب في الحروب ضد الشعب؟ هل نحتاج الى خبرة الأجانب؟

تعالوا نفتح الجبهة ضد الإرهاب من المحيط الى الخليج ونوقف جميع أنواع التفاوض مع الإرهاب ونجتثّ قواعده ومناطق تمركزه وننتقل من الدفاع الى الهجوم، أوليس الهجوم أفضل أنواع الدفاع؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى