مختصر مفيد عندما بدأ مروان حمادة شهادته أمام المحكمة الدولية حول المناخ السياسي في رسم الإطار لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، بدأت سلسلة إفادتي في وجه إفادة مروان حمادة وسأواصلها، وربما يصير منها أيضاً إفادتي في وجه إفادة وليد جنبلاط، وربما إذا تواصلت عمليات النصب السياسي المبرمج تصير إفادتي في وجه إفادة سعد الحريري، لأن الأمر ببساطة ليس إعلان براءة سورية أو حزب الله أو إدانتهما في قضية الاغتيال، وليس إعلان شرعية أو نزاهة المحكمة أو لا شرعيتها أو لا نزاهتها في النظر في هذه القضية، فكلاهما عندي محسوم لا يحتاج مرافعة، «لا الفأرة طاهرة ولا دعاها مستجاب»، ولا المحكمة شرعية ونزيهة ولا الشهود موضع مصداقية من سورية والمقاومة براءتهم يقين كاليقين من كذب أخوة يوسف الذي رموه في الجب وقالوا إّن الذئب هاجمه وأكله، ولا ذئاب هاجمته ولا من يحزون. وليست قضيتي أيضاً أن أكشف دور أخوة يوسف في رميه في الجب وكيفية إتقانهم وإدمانهم رواية الذئب حتى صدّقها الأقربون والأبعدون، بل القضية أنه بزعم الإفادة أمام المحكمة وبذريعة الاغتيال يجري تزوير موثق لحقبة سياسية من أخطر المراحل وأهمها في حياتنا وحياة شعبنا ومنطقتنا وقضيتنا، ما يملي على ضمير كل من لديه ضمير ممن عاشوا تلك المرحلة عن قرب وساهموا نسبياً في أحداثها بفاعلية عن كثب ألا يترددوا بداعي الحذر والتحسب لما يترتب عليهم إن شاغلوا المحكمة وشهودها، بذريعة تتفيه ما يقال وتسخيفه، فيقدمون على تفنيد المزاعم التي يعلمون أنها مجافية حقائق عاشوها ويعلمونها علم اليقين، وأن يحاولوا تقديم روايتهم الأخرى التي يثقون بصحتها لتوضع بين أيدي الناس عن تلك المرحلة فتصير ملكاً للتاريخ. ما زادني إصراراً على المواصلة، إدراكي أهمية ما أفعل، وعدم الاكتراث لما يقوله محبّون أحياناً من دعوة للامتناع بداعي الحرص مذكّرين، ألم تكتف بما جرى معك قبل سنوات عندما اختاروك وحدك دون سواك من السياسيين لاتهامك وتعريض حياتك للخظر وسمعتك للإساءة، وعائلتك للأذى، و أمضي متسلحاً بصواب القصد ونزاهة الفعل، فأنا لم أقدّم معلومة شهودها ليسوا في غالبيتهم من الأحياء، و زادني التشجيع من قلة لأمضي، في مقدّمهم من يستحق الشكر على وجوده في حياتنا الرئيس إميل لحود الذي دأب كل يوم من أيام نشر مقالاتي على الاتصال والتدقيق والإضافة والتعليق، كما كان القول الفصل لما سمعته من مروان حمادة في إفادته الأخيرة بعد توقفه لأسبوع توقفت معه عن الكتابة منتظراً عودته لأعود، فوجدته يتسرجع ما يفترض أنه سبق وتناوله في الإفادة، وأتابع فأكتشف أنه صدى ما كتبت، ما صدّع صدقية روايته، وأجبره على الترميم، فإذ الترميم صار ترقيعاً فاقعاً وفاضحاً، ولا يغيّر في هذا أن تتغاضى المحكمة عن الترقيع والفضيحة، فتلك مهمتها. ركّز مروان حمادة في محاولات الترميم على ثلاثة محاور كان قد رواها عابراً في متن الإفادة الأصلية وعاد إليها مفصلاً لكن متلاعباً بالوقائع ومتصرّفاً بتحويل الاستنتاجات المسبقة لحساب ما يريد إلى حقائق واجبة التصديق. والمحاور هي: كيف تم التصويت على التمديد وموقف الرئيس رفيق الحريري من تصويت كتلته النيابية لمصلحة التمديد؟ والثاني تشكيل الحكومة المفترضة بعد التمديد برئاسة الرئيس الحريري والعقبات التي حالت دون ولادة هذه الحكومة وإبصارها النور. والمحور الثالث لقاء البريستول ومشاركة الرئيس الحريري فيه وشروط هذه المشاركة وأبعادها ووظيفتها. في مسألة مشاركة كتلة الرئيس الحريري في التصويت لمصلحة التمديد قال حمادة إن السوريين قالوا للحريري أن عليه جلب كتلته كاملة للتصويت تحت التهديد، وكنت قد سردت ما جرى في اجتماع الكتلة و مرافعة الرئيس الحريري حول موقفه من التمديد لماذا عارضه ولماذا يقبله، وكي لا أعيد، أكتفي بمطالبة المحكمة لحسم هذه المسألة استدعاء النائب غطاس خوري وسؤاله هل صوّت ضدّ التمديد أم معه، وطالما صوّت ضدّ فهل كان في كتلة الرئيس الحريري، وطالما نعم هل فعل ذلك برضا الرئيس الحريري وطلب منه وطالما نعم، هل كان بذلك يخاطر بضرب تعهده لسورية؟ ومن يخرق بصوت يخرق بعشرة، ومن يتسامح بخرق صوت يتسامح بخرق عشرة طالما النتيجة لم تتغير وهي إنجاز التمديد بعدد الأصوات اللازمة، وفي هذه الحالة إذا كانت حدود الطلب السوري ضمان التمديد فلماذا أصرّ الرئيس الحريري على تصويت كل كتلته تحت طائلة التهديد بعدم التعاون في الانتخابات المقبلة؟ في مسألة الحكومة، يقول مروان حمادة إن الرئيس الحريري كان يريد حكومة وحدة وطنية تقلّص مساحة الهيمنة السورية. فهل كان هذا متفقاً مع اعتبار التمديد بلا هدف سوى تعزيز قبضة الهيمنة، وكيف يستوي الرهان على قيام حكومة كهذه إلا إذا كان المقصود، إما موافقة السوريين أو تجاهلهم، وفي الحالين هل يمكن حدوث ذلك من دون اعتبار الأمر قراراً سورياً بعدم التدخل في تشكيل الحكومات وهو ما تقوم كل شهادة حمادة على نفي وجود أي وهم لدى الرئيس الحريري حوله، لأن القضية كلها قضية القبضة السورية كما تقول الإفادة. ومن جهة ثانية طالما يقول حمادة أن الحكومة الحريرية الموعودة حكومة وحدة وطنية وأن تحالفاً ثلاثياً تجسّد في البريستول وكان يتجسّد خارجه قوامه الحريري والنائب وليد جنبلاط وبكركي ممثلة بقرنة شهوان، فكيف يمكن لهذا الحلف الذي يريد قيادة لبنان في مرحلة حساسة عنوانها تقليص القبضة السورية على لبنان، ألّا يتفق على مفهوم واحد للحلقة الأساسية التي تختصر الحياة السياسية بعد التمديد وهي تشكيل الحكومة الجديدة، فيكون حديث حمادة عن فرص لمشاركة قرنة شهوان اعتبر تدخلاً سورياً قد انتبه إليه، فمنع الحريري من مواصلة مساعيه الحكومية، بما أسماه الاتصال الذي أوقف الحريري عن التحرك ودفعه إلى الاستقالة. والكلام يجري عن خمسين يوماً لم ينجح فيها الحريري في تقديم تشكيلة حكومية، يمكن بعدئذٍ أن يكون موقف رئيس الجمهورية أن الأفضل للحريري إذا لم يكن قادراً على بلورة تصوّر حكومة جديدة أن يترك لغيره المهمة، خصوصاً ألا استشارات نيابية كانت قد جرت لتسمية رئيس حكومة، بل اتفاق رضائي بين الحريري والرئيس إميل لحود بمباركة سورية، والذي عطّل فرصها جنبلاط، الذي لم يفسر لنا حمادة كيف يكون رافضاً كل مشاركة حكومية في ظل التمديد، ويكون حليفاً وشريكاً للحريري في قيادة مشتركة لتقليص الدور السوري، طالما الحريري مكبل من جنبلاط بثنائية عدم المشاركة وعدم القبول بتمثيل سواه في حكومة حريرية ليصير الحريري أمام حائط مسدود، المخرج الوحيد منه هو الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة؟ في تصوير هالة للقاء البريستول أنه لقاء قوى الدفاع عن السيادة في وجه سورية، ومشاركة فريق الرئيس الحريري فيه، لم يقدّم حمادة ما يقنع بسبب اقتصار تمثيل الحريري بوزير ونائب من المسيحيين، ومنعه أيّ من نوابه من الطائفة السنية عن المشاركة في هذا اللقاء، خصوصاً، أن إفادة حمادة في مجال تفسير مواقف الحريري كلها تكهنات واستنتاجات على نمط كان الحريري قد بدأ يسعى في سره، فكيف تسرّب السر إلى حمادة لا أحد يعلم، بينما ما أسوقه من تفسير، الرواية التي رواها الرئيس الحريري لي شخصياً في اللقاء الشهير الذي جمعني به في الخامس من شباط قبيل استشهاده بعشرة أيام، وكان قد مضى على بدء لقاء البريستول أكثر من شهرين. يومذاك قال لي الحريري» إنني أرسل للسوريين الرسائل تلو الرسائل بمشاركتي في لقاء البريستول أن تحدثوا معي ولا تدعوني، فأنا كالواقف على حافة هاوية لا أريد القفز فيها، وأنتظر من حلفائي أن يمدّوا لي يد الاسترداد لا أن يدفعوني إلى القفز، وكذلك وصفه للتمايز بين موقفه وموقف جنبلاط من التمديد، بالقول: إنني رفضت التمديد ضمن مفهوم الحفاظ على لبنان في الصالون السوري، بينما وليد حسم أمر خروجه من الصالون فتنسوه لم يعد ممكناً استرداده. وقد عرضت في مقالات إفادتي في وجه إفادة مروان حمادة وما دار في اجتماع كتلة قرار بيروت الذي كنت حاضراً فيه كعضو في الكتلة قبيل التصويت لمصلحة التمديد كل ما قاله الرئيس الحريري عن مفهومه للصالون السوري الذي يمثله اتفاق الطائف لانتظار نهاية الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» في مقابل الانتظار البديل في الملجأ وهو «إسرائيلي».

مختصر مفيد

عندما بدأ مروان حمادة شهادته أمام المحكمة الدولية حول المناخ السياسي في رسم الإطار لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، بدأت سلسلة إفادتي في وجه إفادة مروان حمادة وسأواصلها، وربما يصير منها أيضاً إفادتي في وجه إفادة وليد جنبلاط، وربما إذا تواصلت عمليات النصب السياسي المبرمج تصير إفادتي في وجه إفادة سعد الحريري، لأن الأمر ببساطة ليس إعلان براءة سورية أو حزب الله أو إدانتهما في قضية الاغتيال، وليس إعلان شرعية أو نزاهة المحكمة أو لا شرعيتها أو لا نزاهتها في النظر في هذه القضية، فكلاهما عندي محسوم لا يحتاج مرافعة، «لا الفأرة طاهرة ولا دعاها مستجاب»، ولا المحكمة شرعية ونزيهة ولا الشهود موضع مصداقية من سورية والمقاومة براءتهم يقين كاليقين من كذب أخوة يوسف الذي رموه في الجب وقالوا إّن الذئب هاجمه وأكله، ولا ذئاب هاجمته ولا من يحزون. وليست قضيتي أيضاً أن أكشف دور أخوة يوسف في رميه في الجب وكيفية إتقانهم وإدمانهم رواية الذئب حتى صدّقها الأقربون والأبعدون، بل القضية أنه بزعم الإفادة أمام المحكمة وبذريعة الاغتيال يجري تزوير موثق لحقبة سياسية من أخطر المراحل وأهمها في حياتنا وحياة شعبنا ومنطقتنا وقضيتنا، ما يملي على ضمير كل من لديه ضمير ممن عاشوا تلك المرحلة عن قرب وساهموا نسبياً في أحداثها بفاعلية عن كثب ألا يترددوا بداعي الحذر والتحسب لما يترتب عليهم إن شاغلوا المحكمة وشهودها، بذريعة تتفيه ما يقال وتسخيفه، فيقدمون على تفنيد المزاعم التي يعلمون أنها مجافية حقائق عاشوها ويعلمونها علم اليقين، وأن يحاولوا تقديم روايتهم الأخرى التي يثقون بصحتها لتوضع بين أيدي الناس عن تلك المرحلة فتصير ملكاً للتاريخ.

ما زادني إصراراً على المواصلة، إدراكي أهمية ما أفعل، وعدم الاكتراث لما يقوله محبّون أحياناً من دعوة للامتناع بداعي الحرص مذكّرين، ألم تكتف بما جرى معك قبل سنوات عندما اختاروك وحدك دون سواك من السياسيين لاتهامك وتعريض حياتك للخظر وسمعتك للإساءة، وعائلتك للأذى، و أمضي متسلحاً بصواب القصد ونزاهة الفعل، فأنا لم أقدّم معلومة شهودها ليسوا في غالبيتهم من الأحياء، و زادني التشجيع من قلة لأمضي، في مقدّمهم من يستحق الشكر على وجوده في حياتنا الرئيس إميل لحود الذي دأب كل يوم من أيام نشر مقالاتي على الاتصال والتدقيق والإضافة والتعليق، كما كان القول الفصل لما سمعته من مروان حمادة في إفادته الأخيرة بعد توقفه لأسبوع توقفت معه عن الكتابة منتظراً عودته لأعود، فوجدته يتسرجع ما يفترض أنه سبق وتناوله في الإفادة، وأتابع فأكتشف أنه صدى ما كتبت، ما صدّع صدقية روايته، وأجبره على الترميم، فإذ الترميم صار ترقيعاً فاقعاً وفاضحاً، ولا يغيّر في هذا أن تتغاضى المحكمة عن الترقيع والفضيحة، فتلك مهمتها.

ركّز مروان حمادة في محاولات الترميم على ثلاثة محاور كان قد رواها عابراً في متن الإفادة الأصلية وعاد إليها مفصلاً لكن متلاعباً بالوقائع ومتصرّفاً بتحويل الاستنتاجات المسبقة لحساب ما يريد إلى حقائق واجبة التصديق. والمحاور هي: كيف تم التصويت على التمديد وموقف الرئيس رفيق الحريري من تصويت كتلته النيابية لمصلحة التمديد؟ والثاني تشكيل الحكومة المفترضة بعد التمديد برئاسة الرئيس الحريري والعقبات التي حالت دون ولادة هذه الحكومة وإبصارها النور. والمحور الثالث لقاء البريستول ومشاركة الرئيس الحريري فيه وشروط هذه المشاركة وأبعادها ووظيفتها.

في مسألة مشاركة كتلة الرئيس الحريري في التصويت لمصلحة التمديد قال حمادة إن السوريين قالوا للحريري أن عليه جلب كتلته كاملة للتصويت تحت التهديد، وكنت قد سردت ما جرى في اجتماع الكتلة و مرافعة الرئيس الحريري حول موقفه من التمديد لماذا عارضه ولماذا يقبله، وكي لا أعيد، أكتفي بمطالبة المحكمة لحسم هذه المسألة استدعاء النائب غطاس خوري وسؤاله هل صوّت ضدّ التمديد أم معه، وطالما صوّت ضدّ فهل كان في كتلة الرئيس الحريري، وطالما نعم هل فعل ذلك برضا الرئيس الحريري وطلب منه وطالما نعم، هل كان بذلك يخاطر بضرب تعهده لسورية؟ ومن يخرق بصوت يخرق بعشرة، ومن يتسامح بخرق صوت يتسامح بخرق عشرة طالما النتيجة لم تتغير وهي إنجاز التمديد بعدد الأصوات اللازمة، وفي هذه الحالة إذا كانت حدود الطلب السوري ضمان التمديد فلماذا أصرّ الرئيس الحريري على تصويت كل كتلته تحت طائلة التهديد بعدم التعاون في الانتخابات المقبلة؟

في مسألة الحكومة، يقول مروان حمادة إن الرئيس الحريري كان يريد حكومة وحدة وطنية تقلّص مساحة الهيمنة السورية. فهل كان هذا متفقاً مع اعتبار التمديد بلا هدف سوى تعزيز قبضة الهيمنة، وكيف يستوي الرهان على قيام حكومة كهذه إلا إذا كان المقصود، إما موافقة السوريين أو تجاهلهم، وفي الحالين هل يمكن حدوث ذلك من دون اعتبار الأمر قراراً سورياً بعدم التدخل في تشكيل الحكومات وهو ما تقوم كل شهادة حمادة على نفي وجود أي وهم لدى الرئيس الحريري حوله، لأن القضية كلها قضية القبضة السورية كما تقول الإفادة. ومن جهة ثانية طالما يقول حمادة أن الحكومة الحريرية الموعودة حكومة وحدة وطنية وأن تحالفاً ثلاثياً تجسّد في البريستول وكان يتجسّد خارجه قوامه الحريري والنائب وليد جنبلاط وبكركي ممثلة بقرنة شهوان، فكيف يمكن لهذا الحلف الذي يريد قيادة لبنان في مرحلة حساسة عنوانها تقليص القبضة السورية على لبنان، ألّا يتفق على مفهوم واحد للحلقة الأساسية التي تختصر الحياة السياسية بعد التمديد وهي تشكيل الحكومة الجديدة، فيكون حديث حمادة عن فرص لمشاركة قرنة شهوان اعتبر تدخلاً سورياً قد انتبه إليه، فمنع الحريري من مواصلة مساعيه الحكومية، بما أسماه الاتصال الذي أوقف الحريري عن التحرك ودفعه إلى الاستقالة. والكلام يجري عن خمسين يوماً لم ينجح فيها الحريري في تقديم تشكيلة حكومية، يمكن بعدئذٍ أن يكون موقف رئيس الجمهورية أن الأفضل للحريري إذا لم يكن قادراً على بلورة تصوّر حكومة جديدة أن يترك لغيره المهمة، خصوصاً ألا استشارات نيابية كانت قد جرت لتسمية رئيس حكومة، بل اتفاق رضائي بين الحريري والرئيس إميل لحود بمباركة سورية، والذي عطّل فرصها جنبلاط، الذي لم يفسر لنا حمادة كيف يكون رافضاً كل مشاركة حكومية في ظل التمديد، ويكون حليفاً وشريكاً للحريري في قيادة مشتركة لتقليص الدور السوري، طالما الحريري مكبل من جنبلاط بثنائية عدم المشاركة وعدم القبول بتمثيل سواه في حكومة حريرية ليصير الحريري أمام حائط مسدود، المخرج الوحيد منه هو الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة؟

في تصوير هالة للقاء البريستول أنه لقاء قوى الدفاع عن السيادة في وجه سورية، ومشاركة فريق الرئيس الحريري فيه، لم يقدّم حمادة ما يقنع بسبب اقتصار تمثيل الحريري بوزير ونائب من المسيحيين، ومنعه أيّ من نوابه من الطائفة السنية عن المشاركة في هذا اللقاء، خصوصاً، أن إفادة حمادة في مجال تفسير مواقف الحريري كلها تكهنات واستنتاجات على نمط كان الحريري قد بدأ يسعى في سره، فكيف تسرّب السر إلى حمادة لا أحد يعلم، بينما ما أسوقه من تفسير، الرواية التي رواها الرئيس الحريري لي شخصياً في اللقاء الشهير الذي جمعني به في الخامس من شباط قبيل استشهاده بعشرة أيام، وكان قد مضى على بدء لقاء البريستول أكثر من شهرين. يومذاك قال لي الحريري» إنني أرسل للسوريين الرسائل تلو الرسائل بمشاركتي في لقاء البريستول أن تحدثوا معي ولا تدعوني، فأنا كالواقف على حافة هاوية لا أريد القفز فيها، وأنتظر من حلفائي أن يمدّوا لي يد الاسترداد لا أن يدفعوني إلى القفز، وكذلك وصفه للتمايز بين موقفه وموقف جنبلاط من التمديد، بالقول: إنني رفضت التمديد ضمن مفهوم الحفاظ على لبنان في الصالون السوري، بينما وليد حسم أمر خروجه من الصالون فتنسوه لم يعد ممكناً استرداده. وقد عرضت في مقالات إفادتي في وجه إفادة مروان حمادة وما دار في اجتماع كتلة قرار بيروت الذي كنت حاضراً فيه كعضو في الكتلة قبيل التصويت لمصلحة التمديد كل ما قاله الرئيس الحريري عن مفهومه للصالون السوري الذي يمثله اتفاق الطائف لانتظار نهاية الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» في مقابل الانتظار البديل في الملجأ وهو «إسرائيلي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى