مدير «سي آي أي» يقرّ باستخدام أساليب كريهة في التحقيقات

أقرّ مدير الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي جون برينان بأنّ بعض ضباط الوكالة استخدموا «أساليب كريهة» مع معتقلين احتجزوا عقب هجمات 11 أيلول 2001، وأنه «لا سبيل لمعرفة» ما إنْ كانت هذه الأساليب أدّت إلى الحصول على معلومات مفيدة.

وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في مقرّ الوكالة في فرجينيا للتعليق على تقرير مجلس الشيوخ الأميركي الذي يُفصّل استخدام الاستخبارات الأميركية للتعذيب ضدّ المعتقلين بعد الهجمات، رفض برينان ما خلص إليه التقرير من أنّ الوكالة خدعت البيت الأبيض والكونغرس والجمهور في شأن برنامجها للاستجواب.

وإذ سعى برينان إلى تبرير تلك الأساليب بقوله: «إنّ مراجعاتنا بيّنت أن برنامج الاحتجاز والتحقيق أنتج معلومات مفيدة ساعدت الولايات المتحدة في إحباط خطط هجومية والإمساك بإرهابيين وإنقاذ أرواح»، لكنه عاد ليناقض نفسه حين أضاف: «دعوني أكون واضحاً، لم نخلص إلى أن استخدام أساليب التحقيق المشدّدة ضمن ذلك البرنامج سمحت لنا بالحصول على معلومات مفيدة من معتقلين خضعوا لها».

وقال برينان: «في عدد محدود من الحالات استخدم ضباط الوكالة أساليب استجواب غير مصرّح بها… كانت كريهة… وبحق يجب أن يتبرّأ منها الجميع. ولم نكن على المستوى حين تعلّق الأمر بمحاسبة بعض الضباط على أخطائهم».

وأضاف: «إنّ الغالبية الساحقة من الضباط المشاركين في البرنامج في الاستخبارات المركزية نفذوا مسؤولياتهم بإخلاص وبحسب الإرشاد القانوني والسياسي الذي زودوا به».

وكانت إحدى لجان مجلس الشيوخ الأميركي خلصت في تقريرها إلى «أنّ الوكالة فشلت في إحباط أيّ مؤامرة على رغم تعذيب محتجزين من القاعدة وغيرها من الجماعات في منشآت سرية في أنحاء العالم بين عامي 2002 و2006 حين كان جورج بوش الابن رئيساً».

وقال برينان إنّ الاستخبارات المركزية تعتقد أن المعلومات التي أمكن الحصول عليها من المعتقلين الذين تعرّضوا لأساليب التحقيق المشدّدة ساعدت في تحديد مكان زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، الذي قتل في غارة أميركية في باكستان في 2011. لكنّ برينان سلّم بأنه ليس واضحاً ما إنْ كان من الممكن الحصول على المعلومات من دون استخدام مثل تلك الأساليب.

وأعرب برينان عن اعتقاده بأنّ هناك «أساليب فعّالة وغير قسرية متاحة لانتزاع معلومات مفيدة من المحتجزين، وهي أساليب ليس لها تأثير معاكس على أمننا القومي وعلى موقفنا الدولي». وقال إنه يدعم قرار الرئيس باراك أوباما عام 2009 بمنع استخدام تلك الأساليب القاسية.

وأسف لأنّ لجنة مجلس الشيوخ لم تسأل ضباط الاستخبارات المركزية المشاركين في برنامج الاستجوابات، وأنّ اللجنة فشلت في التوصل إلى توافق غير حزبي على التقرير. وأصدر الديمقراطيون في اللجنة التقرير من دون الدعم من الأقلية الجمهورية في اللجنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى